لم يخف مواطنون فلسطينيون كثر في الشريط الساحلي الضيق، خشيتهم من تغلغل الجماعات المتشددة في قطاع غزة، الذي تحكمه أجهزة أمنية موالية لحركة حماس الإسلامية، خصوصا بعد تزايد ظاهرة التفجيرات الليلية في أنحاء متفرقة في القطاع.

Ad

ورغم نفي حركة حماس وجود تلك الجماعات في القطاع، فإن بيانات كثيرة تصدر من حين لآخر لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، تارة تتوعد وتحذر من استمرار اعتقال عناصرها، وتارة أخرى تتحدث عن استهدافها لمواقع عسكرية تابعة لـ»كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة حماس.

ويشهد القطاع توتراً ملحوظاً بين «حماس» وأجهزتها الأمنية من جهة، والجماعات السلفية الجهادية من جهة أخرى، بعد اعتقال أجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس في غزة عدداً من العناصر السلفية في القطاع.

وضربت تفجيرات كثيرة منازل ومركبات ومؤسسات، أبرزها المركز الثقافي الفرنسي وسط مدينة غزة. وبينما يرى كتاب ومراقبون، أن المواجهة قادمة مع «داعش»، يصدح أئمة المساجد على ضرورة الابتعاد عن «الانحراف الفكري»، الذي أصاب بعضا قليلا من المتشددين. واشتبكت أجهزة أمن «حماس» في أغسطس 2009، مع جماعة إسلامية متشددة في مدينة رفح الحدودية أعلنت الإمارة الإسلامية، إذ قتل أميرها عبداللطيف موسى وأشخاص آخرون كثر.

وفي بيان نشره «أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس» أمس الأول، زعم هذا التنظيم المجهول أنه قصف موقعاً لـ«كتائب القسام» غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع بقذيفتي هاون. وحث البيان الذي نشر على موقع «منتدى المنبر الإعلامي الجهادي»، من أسماهم بـ»عامة المسلمين في قطاع غزة»، بالابتعاد عن المراكز الأمنية والعسكرية حفاظاً على أرواحهم.

ولا تخلو أحاديث المواطنين في القطاع، من التطرق إلى «داعش»، وخشيتهم من تغلغلها داخل المجتمع الفلسطيني، الذي يعج بالحركات والتنظيمات الإسلامية والعلمانية. وقتل فلسطينيون كثر خارج قطاع غزة خلال محاربتهم في صفوف داعش في العراق وسورية، وفتحت لهم بيوت عزاء.

واتهمت تلك الجماعة المتشددة أجهزة «حماس» الأمنية قبل أيام، بهدم مسجد تابع لها في وسط قطاع غزة، في حين نفى وكيل وزارة الخارجية كامل

أبوماضي أن تكون الأجهزة الأمنية أقدمت على هدم «مسجد المتحابين»، موضحا أنه «ليس بمسجد، بل عبارة عن خيمة» تمت إزالتها بسبب استخدامها للتحريض على الأمن من قبل «جهات مشبوهة».

ودعت وزارة الداخلية في غزة أمس كل المواطنين إلى التبليغ عما أسمتهم مروجي الشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.