الجريدة• في مسقط رأس «داعشي الفيوم»: انطوائي فقير لم يُكمل تعليمه
أُلقي القبض عليه بعد فشله في تفجير مفخخة بمدينة درنة
حالة من الارتباك والصدمة يغلفها الشعور بالحزن الشديد، عاشتها أسرة الشاب مجدي عبد التواب، ابن عزبة خليل الجندي، التابعة لقرية «دانيال» في مركز إطسا، بمحافظة الفيوم، (جنوب غرب القاهرة).فقد نشر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، مقطع فيديو يعترف فيه الشاب المصري، بانضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، عقب قيام الجيش الليبي بإلقاء القبض عليه، إثر فشله في استهداف أحد الكمائن الليبية في منطقة «درنة» بسيارة مفخخة.
وأدلى مجدي، في الفيديو المتداول، بمعلومات تفصيلية عن طريقة تجنيده ودخوله ليبيا، موضحا أن تنظيم داعش قام بإدخاله إلى الأراضي الليبية عبر التهريب، مضيفا أنه كان يتلقى التدريبات في أحد المعسكرات التابعة للتنظيم الإرهابي، وأنه تدرب وسط مجموعات قتالية مكونة من عشرة أفراد، مشيراً إلى أن أمير هذه الجماعة يُدعى «أبو حبيب»، وأن الأسلحة التي تدريب عليها هي البندقية الآلية «كلاشنكوف»، وتدرب كذلك على طريقة استخدام مدافع «آر بي جي».«الجريدة» زارت عزبة خليل الجندي مسقط رأس مجدي، البالغ من العمر 26 عاما، والذي لم يكمل تعليمه وسافر بحثاً عن الرزق لمساعدة أسرته الفقيرة، حيث التقينا بعض أفراد الأسرة. من جانبه، أكد الحاج عبد التواب، والد مجدي أنه فوجئ بخبر القبض على ابنه في ليبيا، بتهمة الانضمام إلى تنظيم داعش، قائلا: «سمعت موضوع القبض على ابني من الناس، إحنا مش بتوع مشاكل ومنعرفش داعش ولا أية تنظيمات إرهابية من دي». أوضح والد مجدي أنه لم يشاهد نجله منذ عيد الفطر المبارك العام الماضي، عندما سافر للعمل بالقاهرة، واتصل بشقيقه، وأكد له أنه سافر للعمل في ليبيا حتى فوجئنا بالفيديو المنشور.بعين تملؤها الدموع، قالت والدة مجدي الحاجة حكمات محمد، وهي سيدة مُسنة ومريضة: «ابني متربي كويس ويأكل من عرق جبينه، وبيحب مصر جداً، ومش مصدقة أنه ممكن ينضم لتنظيم إرهابي».أحد أقربائه يُدعى أحمد علي، قال إن مجدي كان شاباً انطوائياً ليست له علاقات بالأهالي، وأنه كان دائم السفر والعودة بحثا عن الرزق، موضحاً أنه أُصيب بصدمة عقب وفاة شقيقه الأكبر في حادث بالقاهرة، حيث سقط من مبنى مرتفع أثناء عمله بالأجر اليومي، ما جعل مجدي يعيش منعزلا عن الجميع.يُذكر أن أسرة مصرية كاملة، من مدينة بورسعيد، إحدى مدن القناة، تتكوّن من أب وأم وولديهما، سافرت للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والقتال في صفوفه بسورية والعراق، عقب فض اعتصام رابعة العدوية، أغسطس 2013، بينما أعلن الداعشي المصري «إسلام يكن»، أنه نجح في ضم صديقه محمود الغندور، الذي انفردت «الجريدة» بقصة انضمامه إلى داعش، قبل شهور.