يعيش حزب "الوفد" أعرق الأحزاب الليبرالية المصرية حالة من الغليان بين أعضائه في الوقت الحالي، بسبب قرارات رئيس الحزب السيد البدوي، التي اتخذها أخيراً وأثرت سلباً على الحزب، وكان أبرزها تخليه عن اسم الحزب في المعركة الانتخابية على نظام القائمة، وتهديده الأعضاء المرشحين على قوائم انتخابية أخرى بالفصل من الحزب، إضافة إلى الاتهامات الموجهة إليه بإضاعة وديعة الحزب التي بدأها رئيس الوفد الراحل فؤاد سراج الدين.

Ad

وقالت مصادر وفدية طلبت عدم ذكر أسمائها إن "عدداً من قيادات الحزب قرر الانشقاق عن الوفد، وتأسيس حزب جديد باسم الوفد المصري، يكون ملهمه فيها تاريخ الحركة الوطنية المصرية، على غرار ما حدث من قبل مع مؤسس حزب الغد أيمن نور، بعد تركه للوفد".

ومن المعروف أن "الوفد" من أكثر الأحزاب المشهورة بكثرة الانشقاقات منذ أيام سعد باشا زغلول مؤسس الحزب، الذي قرر فصل إسماعيل صدقي ومحمود أبوالنصر، بحجة مخالفتهما مبدأ "الوفد" وخطته، وأعلن عدد من قيادات الحزب مؤخراً انشقاقهم، آخرهم عضو الهيئة العليا للحزب شعبان هريدي، الذي رفض الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة باسم الحزب، وقرر الترشح مستقلاً.

إلى ذلك، قال المستشار السياسي للحزب، عصام شيحة، إن "حالة الشقاق التي يشهدها الحزب سببها التخبط في القرار السياسي، فلأول مرة منذ عام 1924 يتنازل الوفد عن اسمه طواعية أثناء مشاركته في الانتخابات"، واصفاً ذلك بـ"الجريمة" في حق الحزب، مضيفاً في تصريحات لـ"الجريدة": "الحل الوحيد الذي ينقذ الوفد من أزمة الانشقاقات هو تأجيل الانتخابات البرلمانية، بما يعطي الحزب ورئيسه فرصة لإعادة النظر في القرارات غير الصائبة التي اتخذت مؤخراً".

وطالب عضو الهيئة العليا للحزب، محمد المسيري، رئيسه السيد البدوي بالاستقالة حفاظاً على "الوفد"، وقال إن "الحزب عانى تخبطا في القرارات خاصة ما يتعلق بالانتخابات، سواء بخوضها أو الانضمام إلى قوائم منافسة"، مضيفاً: "قد تحدث انشقاقات جماعية بعد إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات".

في المقابل، قال عضو الهيئة العليا للحزب، شريف طاهر، إن "الوفد" يتخذ كل قراراته بموافقة الأغلبية، وكحزب ديمقراطي من الطبيعي أن يكون هناك بعض الاعتراضات، لكنها لن تؤثر في مسيرة الحزب.