نلعب عموماً اللعبة عينها في علاقتنا مع الآخرين. ولا شك في أن إدراكنا هذه اللعبة يحول دون حدوث سوء تفاهم ويسهم في حل الخلافات. اكتشف النموذج الذي يلائمك. للاستحواذ على محبة الأهل أو حماية أنفسنا، طورنا كلنا نظام علاقات يشبه أساس عطر ما.

Ad

 صحيح أن هذا الأساس ليس حصرياً، إلا أنه مسيطر. ولا شك في أن هذا الأساس يشكل محور علاقاتنا الحالية. وإذا لم نفهم أن العلاقات السيئة تمثل تكراراً مخلاً للماضي، يُحكم علينا بأداء الدور ذاته مراراً. ولكن حتى لو كانت علاقاتنا جيدة، من المهم أن نفهم التفاعلات الداخلية التي تشكل أعمدتها. ويسمح لنا هذا الإدراك بالقيام بتعديلات تتيح لنا تفادي الصراعات والمشاكل. ومن هذا المنطلق طورنا هذا الاختبار الذي يستند إلى شخصيات نموذجية. وعليك أن تقيّم بعد ذلك التغييرات الضرورية كي تصبح أكثر إتقاناً لعلاقاتك الشخصية.

اختبار

1. عليك أن تقنع مجموعة من المستمعين لا يرحبون جداً بما تقوله:

تستعرض أولاً خبراتك وتجاربك.

تلعب ورقة العفوية العاطفية.

تطرح حجة قوية، تقنية وعلمية.

تلجأ إلى الفكاهة والسحر والجاذبية.

2. تعرف قدرتك الشخصية على الإغراء بأنها خليط من:

الضعف والإرادة.

الاستقلال والغموض.

الابتعاد والحساسية.

الحماسة والمخيلة.

3. عليك توجيه بعض الانتقادات:

تبدأ أولاً بالمديح.

تتجه مباشرة إلى الهدف من دون لف         أو دوران.

تقدم اقتراحاتك برقة ولطف.

تتأرجح بين البارد والساخن.

4. في وجه الصراعات، تميل إلى:

الحفاظ على مسافة بينك وبين الآخر.

حماية نفسك.

التفاوض.

قطع العلاقة.

5. ما العبارة التي تعكس فعلاً مخالفتك الرأي؟

{لا أوافقك الرأي تماماً}.

{أريد أن تقنعني}.

الصمت.

{اسمح لي أن أقنعك بالعكس}.

6. ما الأمر الذي لا تحب أن يصفوك به، مع أنه قد يكون صحيحاً بعض الشيء؟

{يا لك من مستبد!}.

{يا لك من مخادع!}.

{يا لك من انطوائي!}.

{يا لك من طفل!}.

7. يشتكي صديق أمامك مرة أخرى عن سوء علاقته بشريك زواجه:

فتطلب منه أن يتخذ خطوات لحل هذه المشكلة أو يتوقف عن الشكوى.

تتهرب منه عندما تتسنى لك الفرصة.

تصغي إليه وأنت تفكر في مسائل أخرى.

تحاول أن تساعده مرة أخرى على حل

مشاكله هذه.

8. يخبرك أحد زملائك عن إشاعات سلبية تمسك أنت وأشخاصاً آخرين:

تحاول أن تأخذ منه القدر الأكبر من المعلومات.

تسارع إلى العمل في الحال من دون أن تشكك أولاً في ما يقوله.

تلح عليه كي يعطيك أسماء الأشخاص الذين يتكلمون عنك.

تطلب في الحال مقابلة رب عملك أو الشخص المسؤول عنك.

9. إن كنت مع مجموعة في حفلة، تكون دوماً الشخص الذي:

يقود.

يتبع.

ينعش الحفلة.

يراقب.

10. ما هو العيب الذي لا يمكنك تحمله؟

الجبن.

التفاخر.

الكبرياء.

التقلب.

11. ما العبارة التي تواجه صعوبة كبيرة في التفوه بها؟

{الوضع كذلك. هذه مجرد نقطة عابرة}.

{الخطأ خطأي وحدي}.

{أنا فخور بنفسي}.

{أفضل أن تحكموا أنتم على عملي}.

12. تنجذب إلى مَن يتحلون:

بالطموح وفرح الحياة.

الهدوء والثقة.

الحماسة والجرأة.

الصدق والمهارات العالية.

13. يحتاج العمل الجماعي في رأيك إلى جرعة كبيرة من:

الصبر.

الحماسة.

الالتزام.

الثقة.

14. عندما يطلعك أحد على أخبار حميمة أو سرية، يولد ذلك في داخلك مشاعر:

الانزعاج.

الشكر على الثقة.

الاستياء.

الفضول.

15. تواجه صعوبة كبيرة في أن تخبر شخصاً مقرباً منك:

{أنت تستغلني}.

{أنت تخنقني}.

{أنت شخص مهم جداً في نظري}.

{أنت تخيب أملي كثيراً}.

غالبية {أ}:

نموذجك: القاضي

موقفك: يحب القاضي السيطرة. لذلك يميل إلى التعاطي مع الآخرين بيد من حديد. يُعتبر إنساناً متطلباً ومنطقياً، ويرفض رفضاً قاطعاً القبول بالتراخي أو بنتيجة أقل من كاملة. تبدو طباعه حادة ويريد دوماً أن يكون صاحب الكلمة الأخيرة. يصعب عليه تقبل هفواته. كذلك يميل إلى إسداء نصائح ودروس من دون أن يلتزم بها هو نفسه.

علاقاتك: ينتمي القاضي إلى مَن يمكننا الاعتماد عليهم خلال الأوضاع الصعبة، لأنه شجاع وكريم النفس رغم برودته الظاهرة. فهو مَن يسدي النصائح، يأخذ المبادرات، يوجه، مع أنه لا يقبل العكس بسهولة. لذلك تندرج علاقاته غالباً تحت خانة السيطرة المطلقة. أما على الصعيد المهني، فهو شخص محترم، يخشاه الآخرون غالباً، ويعربون عن إعجابهم به أحياناً. يتمتع القاضي بصفات ضرورية ليقود، إلا أنه قد يتحول أحياناً إلى «رئيس مستبد»، إذا لم تكن صلاحياته على قدر طموحاته ورغباته.

هدفك: كن أكثر تساهلاً مع نفسك وطور علاقات أقل جموداً.

• إبدأ بالرجوع إلى الطفل الذي كنته. دوّن «اعترافاته» من دون أي حكم أو رقابة. ماذا يشعر هذا الطفل؟ وماذا ننتظر منه؟ هل كان يشعر أنه محبوب وفي أي ظروف؟ ماذا يقول؟

• عندما تنتهي من تدوين هذا الاعتراف، حاول أن تربط بين الطريقة التي كنت تُعامل بها وتحظى بالحب وبنوع وطبيعة علاقاتك بالآخرين اليوم.

• تحلَّ بالجرأة لتقول: «»لا أعلم»، «لا أفهم»، أو «أخطأت» إلى الأشخاص الذين تثق بهم. حاول أن تطلب رأيهم، مساعدتهم، ونصائحهم من دون النظر إلى عيوبهم.

• انزل من عليائك. عزز تجاربك مع شخص آخر أو مع الفريق الذي تعمل معه (في مجال الأشغال اليدوية، الطهو، العمل...) من دون أن تسعى لتكون القائد أو أن تعلق على الطريقة التي يتصرف بها شريكك.

• طوّر عادة الإصغاء بانتباه وتعاطف. اسمع من دون أن تقاطع، تحكم، تبدي رأيك، أو تسدي النصائح، إن لم يطلبها محاورك. حاول بعد ذلك أن تضع نفسك مكان مَن تحادثه كي تفهم المشاعر التي تحملها كلماته، اهتمامه، ودوافعه.

• اسعَ لتوازن بين السلبي والإيجابي. لا تحاول أو توجه الاتهامات أو الانتقادات غير البناءة. حاول أن توازن كل انتقاد بمديح وعيب بصفة جيدة وملاحظة متشائمة بأخرى متفائلة.

غالبية {ج}:

نموذجك: الناسك

موقفك: يمتاز الناسك بابتعاده عن الناس وتحفظه، حتى إنه يتحول في بعض الأحيان إلى إنسان غير مرئي. وسواء اختار الناسك العزلة بمحض إرادته أو لحماية نفسه، لا يسمح لنفسه بالتعبير عن أفكاره بحرية ولا يأتمن أحداً على أسراره الشخصية. كذلك يفضل هذا الإنسان المضمون على الشكل، وتكون الصرامة والنزاهة غالباً من مزاياه الأبرز. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الانجذاب والانفتاح على الآخر دوماً مصدر شك وريبة، مع أنه قد يشعر أحياناً بالحسد سراً ممن يجيد استعمالهما.

علاقاتك: لا يتمتع بكثير من العلاقات الشخصية. ويبدو تحفظه غالباً أقرب إلى اللامبالاة والبرودة. وبما أنه يخشى أن يبدو متطفلاً أو يفتقر إلى الثقة بالنفس، يواجه الناسك صعوبة في الخروج من إطار المحادثات البسيطة التي تعتمد على الوقائع. نتيجة لذلك، يمنعه «حياده» العاطفي من نسج روابط عاطفية شخصية مع الآخرين.

هدفك: عليك السعي للبروز وتطوير علاقات أكثر حميمية.

• عليك أن تبدأ بالرجوع إلى الطفل الذي كنته. دوّن «اعترافاته» من دون أي حكم أو رقابة. ماذا يشعر هذا الطفل؟ وماذا ننتظر منه؟ هل كان يشعر أنه محبوب وفي أي ظروف؟ ماذا يقول؟

• عندما تنتهي من تدوين هذا الاعتراف، حاول أن تربط بين الطريقة التي كنت تُعامل بها وتحظى بالحب وبنوع وطبيعة علاقاتك بالآخرين اليوم.

• حصّن  مناعتك في التعامل مع الآخرين. أولِ  الاهتمام لأحاسيسك الجسدية ولعواطفك. أعدّ لائحة بما يحفزك أو ما يزعجك في حياتك اليومية وعلاقاتك. وحدد التغييرات التي قد تقوم بها في شخصيتك وفي حياتك إن كنت تملك عصا سحرية.

• جد متعة في حياتك وتعلم أن تستمتع. أعد لائحة بالأمور الصغيرة والكبيرة التي تشعرك بالفرح واحفظها في مفكرتك اليومية كي لا تغيب عن ذهنك وحاول الاستمتاع بها قدر الإمكان. وتذكر أن أسلوب المتعة هذا يعزز احترام الذات.

• تحلَّ بالجرأة للرفض، وخصوصاً عندما يسعى الجميع لنيل مشورتك ومساعدتك من دون أن تحظى منهم بأي مقابل. تجرأ على قول لا في الأوضاع التي لا تخاطر فيها بالأمر المهم. ولا شك في أن هذا سيعزز من احترام الآخرين لك.

• حاول أن تضفي طابعاً شخصياً على تبادلاتك مع الآخرين. اروِ حادثة شخصية تتذكرها، أو شارك الآخرين في ما تشعر به أو ما تحبه وتهواه، واسأل محاوريك عن أذواقهم وأهوائهم، فهذه أساليب تتيح لك إضفاء مزيد من الحميمية والحرارة على حواراتك وعلاقاتك. هكذا تنجح في صوغ روابط أكثر متانة تمتاز بطابعها الشخصي خارج إطار محيطك الصغير المحدود.

غالبية {ب}:

نموذجك: الولد

موقفك: سواء كان الولد مطيعاً أو متمرداً، يمتاز باعتماده على الآخرين، ضعفه، وتهوره، إلا أنه يتحلى أيضاً بمهارات التلاعب. فبما أنه يصب كل اهتمامه على ذاته، يستغل الآخرين للحصول على مبتغاه، للإغواء، المقايضة، والظهور بمظهر الضحية. وسواء حاول استعطافك أو أثار استياءك، يفرض عليك مساعدته، الاهتمام به، والعناية بكل احتياجاته. وإن أعطى، فيكون هدفه من خطوة مماثلة الأخذ.

علاقاتك: يواجه صعوبة في دخول علاقات ناضجة ويكون فيها الند. يعرب دوماً عن الطاعة والخضوع. يلجأ عادة إلى الشكوى ليحمل الآخرين أعباءه أو ليتهرب من المسؤولية. يبدو غير مستقر عاطفياً، فينتقل من المزاج الجيد والعالي إلى الاستياء والعصبية من دون أي سبب واضح. وبما أنه متقلب جداً، فقد ينطوي على ذاته أو ينفجر غضباً عندما يشكك الآخرون في أفعاله. أما من الناحية العملية، فيواجه صعوبة في العمل ضمن إطار فريق أو حتى مستقلاً.

هدفك: عليك أن تنمي استقلالاً أكبر، وأن تطور علاقات تكون فيها نداً.

• عليك أن تبدأ بالرجوع إلى الطفل الذي كنته. دوّن «اعترافاته» من دون أي حكم أو رقابة. ماذا يشعر هذا الطفل؟ وماذا ننتظر منه؟ هل كان يشعر أنه محبوب وفي أي ظروف؟ ماذا يقول؟

• عندما تنتهي من تدوين هذا الاعتراف، حاول أن تربط بين الطريقة التي كنت تُعامل بها وتحظى بالحب وبنوع وطبيعة علاقاتك بالآخرين اليوم.

• حاول أن تستعيد السيطرة على عواطفك ومشاعرك. توقف قليلاً واسعَ لتحديد حالتك النفسية: «أشعر بالغضب»، «أشعر بالحزن»... ثم ابذل قصارى جهدك لتحدد العملية التي تنتج عنها مشاعر مماثلة. ولا شك في أن هذه الطريقة ستمنعك من أن تتخذ من الآخر كبش محرقة أو وسيلة تنفس من خلالها غضبك.

• حاول ألا تطلب من الآخرين المساعدة قدر الإمكان. طوال يوم ومن ثم اثنين وبعدهما أسبوع، تفادَ أن تطلب مساعدة محيطك. اعمل وفق ما يحلو لك ووفق ما تعتبره مناسباً وملائماً لمقدراتك وكفاءاتك.

• اخرج من السلبية لتتبنى موقفاً أكثر نضجاً. خذ المبادرة في توجيه الدعوات، القيام بالمشاريع... بدّل عاداتك اليومية كي تنعم بالتجدد والتغيير وتتلذذ بمتعة القيام بمخاطرات محدودة.

• أثبت نفسك وبرهن عن قدراتك. تجرأت على قول "أنا” مع أنك لست واثقاً من أن محيطك سيؤيدك ويدعم رأيك. خُض حياتك اليومية بجرأة مؤيداً آراء الآخرين أو مخالفاً إياهاً بثبات وهدوء. وبدل أن تستاء، عبّر بكل وضوح وهدوء عما تريده أو تحتاج إليه.

غالبية {د}:

نموذجك: التاجر

موقفك: يُعتبر التاجر بائع كلام. فهو يعرب عن تعاطف واهتمام كبيرين ويستطيع أن يجذب، يسحر، ويتلاعب ليبلغ هدفه. وبما أنه شخص مرح، نشيط، حماسي، ودائم الابتسامة، يتمتع بسحر متجدد يصعب على الناس مقاومته ويتيح له إخفاء طموحاته، تعطشه إلى السلطة، وحبه للبروز. مع هذا النوع من الشخصيات، ما من أمر مجاني، سواء كان مديحاً أو خدمات.

علاقاتك: من السهل قراءته، ولكن بخلاف مظهره العفوي والدافئ، لا يُعتبر التاجر سريع التعلق أو مستعداً لتقديم الخدمات. إلا أن هذا الواقع لا يمنعه من طلب الكثير من الآخرين. ومن هنا نرى الكثير من علاقات الحب والمحبة الفورية التي تجمعه بالآخرين، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، غير أنها قلما تصبح علاقات دائمة. يتفادى التاجر العلاقات الحميمة والمليئة بالعواطف والمشاعر، ويميل عموماً إلى العلاقات الجماعية حيث لا يُضطر إلى التعبير عن مشاعره بوضوح.

هدفك:  تحلّ بصدق أكبر ونمِّ علاقات أكثر كرماً وعطاء.

• إبدأ بالرجوع إلى الطفل الذي كنته. دوّن «اعترافاته» من دون أي حكم أو رقابة. ماذا يشعر هذا الطفل؟ وماذا ننتظر منه؟ هل كان يشعر أنه محبوب وفي أي ظروف؟ ماذا يقول؟

 عندما تنتهي من تدوين هذا الاعتراف، حاول أن تربط بين الطريقة التي كنت تُعامل بها وتحظى بالحب وبنوع وطبيعة علاقاتك بالآخرين اليوم.

• من الضروري أن تنمي حسك الداخلي. أصغِ، تأمل، تعاطف، وتروَّ. استمتع باللحظة، بالصمت، بالتفاصيل... حاول أن تعبر بوضوح أكبر عما تشعر به من دون أي شكوك أو برودة، مزيلاً تدريجاً قناعك الاجتماعي.

• تعلم الإعراب عن الشكر والامتنان. كن واعياً لكل ما تتلقاه كل يوم من المقربين منك، من الآخرين، ومن الحياة، وكن شاكراً على كل ذلك. ولا شك في أن هذه الخطوة تسمح لك بأن تقيّم إلى أي حد تحظى بالاهتمام وبالعطايا.

• نمِّ التعاطف المترفع عن كل غاية أو مصلحة. اهتم بالآخرين بعمق، اطرح عليهم الأسئلة، وأصغِ إلى رفضهم لا للحصول على غاية منهم، بل لتطور فهماً أكبر لهم ولتتمكن من التأثر بتجاربهم وما يمرون به.

• من المهم أيضاً أن تكتشف متعة العطاء. يجب أن تتعالى على روح الأخذ والربح والغاية. عليك أن تعطي فقط لمتعة أن تفرح الآخر وأن تدرك قوة العلاقات الخالية من أي مصالح وعمقها. وهكذا تلاحظ أنك تتلقى أكثر عندما تعطي لا عندما تأخذ. إذاً، كن كريم النفس واسعَ لتقوي علاقاتك بالآخرين، حتى لو لم ترد الحصول منهم على أي مكسب أو غاية.