جلال الشرقاوي: اتجاه الفنانين إلى الدراما سبب انهيار المسرح المصري

نشر في 05-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2014 | 00:01
إيماناً منه بدور الفن والمسرح في مناقشة القضايا الوطنية، يقدم المخرج جلال الشرقاوي «دنيا حبيبتي»، مسرحية   توثيقية تؤرخ الأحداث في السنوات الثلاث الماضية.

حول المسرحية وقضايا أخرى لا سيما تحميل الأنظمة الحاكمة السابقة والفنانين أنفسهم مسؤولية انهيار المسرح المصري، كان اللقاء التالي معه.

لماذا وقع الاختيار على نسمة محجوب لأداء دور البطولة النسائية في مسرحية «دنيا حبيبتي»؟

نسمة محجوب فنانة موهوبة، تستحق لقب نجمة منذ فترة طويلة، والآن سنحت لها الفرصة، وستكون بالفعل نجمة عظيمة في غضون  أشهر، لامتلاكها صوتاً قوياً وأداء تمثيلياً، وخبرات مسرحية، فضلاً عن عشقها  للمسرح.

هل اشترطت أن تكون البطلة مطربة حديثة في الشهرة أم الظروف أوقعت نسمة في طريقك؟

بصراحة أصبح مطربو ومطربات هذه الأيام لا يطيقون العمل المسرحي، بحجة أنه شاق، ولا يساوي العائد المادي شيئاً، مقارنة بالحفلات والسهرات والأفراح، علاوة على المجهود الجسدي  والذهني والارتباط بأوقات عرض المسرحية ... كلها عوامل تعيق الفنانين، يضاف إلى ذلك أن بداية عرض المسرحية كان في عيد الفطر وهو بالنسبة إلى هؤلاء موسم حفلات وأفراح.

ألم تكن مغامرة، أن تدفع بفنانة شابة لا تمتلك خبرة كافية، من وجهة نظر البعض، لتؤدي بطولة نسائية؟

نسمة محجوب فنانة موهوبة، خريجة جامعة أميركية، درست الغناء والمسرح على أعلى مستوى، وقدمت أكثر من مسرحية، وعندما رأيتها واستمعت إليها شعرت بأنها الأنسب للمسرحية، ووجدت فيها ضالتي التي كنت أبحث عنها.

كيف تصنف هذه المسرحية؟

عمل تأريخي يوثق لفترة 25 يناير وما بعدها، من خلال رصد دقيق ممزوج بحبكة درامية مسرحية، علاوة على الكوميديا والأغاني والاستعراضات التي أجادتها نسمة بشكل لم أتوقعه.

كيف انبثقت الفكرة لديك؟

المسرح «أبو الفنون»، وعلينا نحن ، عشاق الفن والمسرح، تقديم عمل وطني نحاول من خلاله الوقوف إلى جانب البلد، وتوثيق ما حدث خلال الثورة،  ليعلم المواطنون كيف حول «الإخوان» مسار الثورة التي ركبوا موجتها، واستحوذوا على مقدرات البلد من خلالها، والتنازل عن أرضنا لبعض الأشقاء في غزة والسودان.

 ذاكرة الإنسان ضعيفة ويجب تذكيره كل فترة بما حدث، ولا شك في أن الفنون التمثيلية المختلفة، سواء مسرح أو سينما أو دراما، خير ما يفعل ذلك، ولا ننسى أن دورنا كفنانين المحافظة على الهوية المصرية التي بنيت على مدار آلاف السنين.

ما المدة التي استغرقتموها في التحضير للمسرحية؟  

ثمانية أشهر من العمل والاجتهاد والإضافة والتغيير حتى وصلنا إلى الشكل النهائي، وقد عقدنا جلسات عمل مطولة للخروج بهذا العمل في أفضل شكل.

كيف تقيّمها؟

«دنيا حبيبتي» ثاني أفضل عمل قدمته في حياتي المهنية بعد مسرحية «انقلاب».

ماذا أضافت التوليفة الكوميدية للمسرحية؟

اعتمدنا في الكوميديا على رضا إدريس وسيد جبر، وقد أضاف هذان الفنانان الموهوبان خفة دم بما لا يجرح الشكل التأريخي والتوثيقي، ولا ننسى كمال أبو رية، النجم الذي يختار أدواره ولا يغامر باسمه، ويعتبر إضافة لأي عمل فني يشارك فيه، وأداؤه في المسرح في منتهى الاتقان والتمكن.

كيف ترى المسرح في المستقبل القريب؟

لضمان مستقبل جيد للمسرح المصري، على الفنانين البدء بأنفسهم أولاً، وتغيير وجهة نظرهم المغلوطة عنه، للأسف يخشى البعض أن  يأخذه المسرح من السينما أو الدراما التي أصبحت لها الأولوية، بسبب العائد المادي الضخم. عندما يغيّر الفنانون هذه الأفكار الخاطئة سينصلح حال «أبي الفنون»، وستعود خشبة المسرح المصري كما عهدناها وسيعود الجمهور إليها.

أليس للدولة دور، أيضاً، في ما وصل إليه حال المسرح المصري؟

في الفترات السابقة كانت  ثمة محاولات جادة ومخططة مسبقاً للقضاء على هذا الفن خوفاً منه، فبعض الأنظمة أدرك تأثير المسرح القوي بسبب التفاعل المباشر بين الفنانين والجمهور، لذلك هدم وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني مسارح وحرقها وغيّر نشاطها، فخسرنا مسارح  كثيرة في فترة وجيزة.  يعلم الجميع أن قرار إزالة «مسرح الفن» جاء بسبب مسرحية كنت سأقدمها على خشبته تهاجم نظام مبارك.

أين المسرح المدرسي؟

انهار كما انهارت أمور  كثيرة في مصر في السنوات الماضية، فخشبته أفرزت أجيالا من الفنانين، وأنا تعلمت الفن في مرحلة الدراسة، إذ كنت في فريق التمثيل بالمدرسة، وكنا نقدم مسرحيات تعتمد على نصوص لأحمد شوقي وعزيز أباظة وتوفيق الحكيم وشكسبير، فحفظت أعمال كبار الأدباء العالميين، كذلك حفظت «مصرع كليوباترا» و{العباسية» لعزيز أباظة.  

كيف ترى مستقبل مصر على الصعيدين  السياسي والاقتصادي؟

مشرق، بإذن الله، سواء في الفن أو في الثقافة والرياضة، وسنعود كما نأمل، يرتكز  تفاؤلي  على كم المشاريع التي يتم تدشينها حالياً وستجعلنا في مصاف الدول الكبرى.

back to top