أعلنت مجموعة "نيسان" التي أثرت عيلها سلبا عملية إعادة التنظيم في الخريف عن مغادرة مسؤولين رفيعي المستوى إلى مصنعي سيارات آخرين في خطوة تعد ضربة قاسية تثير القلق على مستقبل المجموعة بعد انتهاء عهد كارلوس غصن.

Ad

ويتجنب غصن البالغ من العمر 60 عاما والذي تبوأ إدارة المجموعة في العام 1999 لإنقاذها من الإفلاس، إثارة هذه المسألة التي تعود إلى الواجهة كلما غادر مسؤول الشركة أو طرد منها.

وفي خلال بضعة أسابيع، غادر يوهان دي نيسشن المسؤول عن مجموعة "إنفينيتي" الفاخرة وأندي بالمر مدير التخطيط منصبيهما في العملاق الذي يتخذ في يوكوهاما (ضاحية طوكيو) مقرا له.

وتبوأ الأول إدارة "كاديلاك" التابعة للمصنع الأميركي "جنرال موتورز" (جي ام)، في حين تولى الثاني زمام المصنع البريطاني "آستون مارتن".

وأكد جيف كوهلمان نائب رئيس "نيسان" المسؤول عن التواصل أنها "مبادرات مألوفة في قطاع صناعة السيارات. وصحيح أنها ليست شائعة في المجموعات الآسيوية، لكنها سائدة في أوساط المجموعات الغربية. فعالمنا صغير".

غير أن سلسلة الأنباء السيئة هذه تأتي بعد سنة على تغيرات كبيرة حدثت داخل مجموعة "رينو-نيسان" التي يديرها كارلوس غصن بقبضة حديدية.

ففي أغسطس 2013، طرد المسؤول الثاني في "رينو" كارلوس تافاريس بعد أن تكلم علنا عن نيته ترؤس مجموعة منافسة. وهو عين في مجلس إدارة "بي اس ايه بيجو سيتروين". وبعد ثلاثة أشهر، صرف نظيره عند "نيسان" توشييوكي شيغا من مهامه.

ولم يختر كارلوس غصن خلفا لكل منهما، مفضلا توزيع المهام على عدة أشخاص.

ويتمتع كبار المسؤولين في "نيسان" بسمعة جيدة بعد تلقيهم أفضل تدريب في مجالات اختصاصاتهم وهم محط أنظار المجموعات المنافسة، على ما شرح تاتسوو يوشيدا المحلل لدى "باركلايز" الذي كان يعمل سابقا في "نيسان".

لكنه لفت إلى أن "الاستمرارية والاستقرا عنصران جد مهمين لحسن إدارة الشركة"، فمجموعة "تويوتا" مثلا "تولي أهمية كبيرة لهما".

وأكد محللون أن هاذين "الانشقاقين" سيتركان آثارا عميقة في "نيسان"، إذ "سيستغرق الأمر بعض الوقت لتستعيد الشركة وتيرتها المعهودة من دونهما"، على حد قول كريستوفر ريشتر من "سي ال اس ايه".

ومن سيستلم الشعلة بعد مغادرة بالمر عندما يقرر كارلوس غصن التنحي؟ أجاب المحلل على هذا السؤال قائلا إن "غصن مهد الطريق لذلك وهناك مرشحون لهذا المنصب".

وبحسب مصادر مطلعة على هذه المسألة، وضع غضن خطة محددة في هذا الخصوص، لكنه يفضل التزام الصمت، تفاديا "للتكهنات"، إذ ينبغي أن يكون التركيز على حسن سير الأعمال.

وقد أعيد انتخاب غصن على رأس "رينو" في الربيع. وما من شك، في نظر المحللين، في أنه سيتولى ولاية جديدة مدتها سنتان عند "نيسان" حتى تموز/حزيران 2015 ليشرف على إدارة مشاريعه الطموحة، حتى لو لم يعلن بعد رسميا عن ترشحه.