قتل ثلاثة رجال شرطة في انفجار قرب وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة أمس، بعد قليل من إقلاع الرئيس عبدالفتاح السيسي وسط حراسة من سلاح الجو المصري، إلى نيويورك، لبدء مشاركته في أعمال قمة الأمم المتحدة، بينما لقي 6 عسكريين مصرعهم إثر تحطم طائرة استطلاع للجيش.

Ad

في سابقة هي الأولى من نوعها داخل القاهرة، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر، قُتِل ضابطان ومجند شرطة وأصيب عدد من الأمنيين والمدنيين، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة في محيط مبنى وزارة الخارجية المصرية، بعد ساعات قليلة من مغادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي البلاد، متوجهاً إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال قمة الأمم المتحدة (69)، التي يلقي خلالها كلمة مصر الخميس المقبل، والتي ستتضمن إدانة القاهرة للإرهاب.

مقتل الشاهد 24

وزارة «الداخلية» المصرية، قالت، في بيان رسمي، إن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس في شارع «26 يوليو» بالقرب من دائرة قسم شرطة «بولاق أبو العلا»، ما أسفر عن مقتل ضابط من قوة مديرية أمن القاهرة، يدعى خالد سعفان، وضابط من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق، المقدم محمد أبوسريع، الذي قال عنه مصدر أمني إنه الشاهد رقم (24) في قضية اقتحام سجن «أبو زعبل» إبان أحداث ثورة 25 يناير، والمتهم فيها قيادات «الإخوان» وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي.

وبينما أشار بيان «الداخلية» إلى إصابة عدد من رجال الشرطة، قالت مصادر محلية إن «العبوة زُرِعت غير بعيد عن مقري الوزارتين السياديتين الخارجية والإعلام المطلتين على كورنيش النيل في قلب القاهرة، وغير بعيد عن إحدى المدارس، في زحام اليوم الأول لعودة الدراسة في القاهرة».

وجاء الحادث غداة تصريحات الرئيس السيسي لوكالة «أسوشيتد برس» أمس الأول، أكد خلالها أن الباب مفتوح لغير المتورطين في العنف من أنصار جماعة «الإخوان» للمشاركة في الحياة السياسية، بشرط نبذ العنف والتعامل بالقيم الديمقراطية. وأضاف: «أقول لكل شخص لم يمارس العنف، مصر متسامحة جداً، والفرصة سانحة للمشاركة في الحياة السياسية»، مشيراً إلى أن جماعة «الإخوان» «جاءتها الفرصة لحكم مصر، لكن المصريين خرجوا في مظاهرات حاشدة ضد مرسي للمطالبة برحيله، إلا أن الجماعة اختارت المواجهة».

 وبينما توالت الإدانات من القوى الحزبية والمدنية تعليقاً على الحادث، استنكر محافظ القاهرة، جلال السعيد، خلال تفقده لموقع الحادث، الانفجار، مؤكداَ أنه «عمل خائن خسيس لا يمكن أن يصدر من مواطن مصري شريف، ولن يؤثر على كيان الدولة واستقرارها».

 من جانبها، التزمت جماعة «الإخوان» الصمت رسمياً حتى عصر أمس، حيث كانت تصريحات لقيادات بالجماعة قبل وقوع الحادث بساعات تناولت تهديدات لقوات الأمن، إذ قالت القيادية الإخوانية عزة الجرف، عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك»: «القصاص من القتلة وحق الشهداء والمصابين والمعتقلين لا يمكن التراجع عنه... قولاً واحداً».

من جهته، قال الخبير العسكري، اللواء حمدي بخيت، إن «وضع العبوة الناسفة أعلى شجرة بجوار كمين الشرطة، هو نفس الأسلوب المتبع من قبل الإخوان، في وضع العبوات الناسفة في محيط قصر الاتحادية وأمام جامعة القاهرة»، مؤكداً أن توقيت التفجير هدفه الرئيسي إحراج الرئيس السيسي خلال مشاركته في قمة الأمم المتحدة.

في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، أمس القضاء على 7 عناصر مسلحة، وضبط 91، خلال حملات أمنية لقوات الجيش والشرطة شملت محافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية، الأسبوع الماضي.

طائرات الأباتشي

واستباقاً لمشاركة الرئيس المصري في أعمال القمة (69) للجمعية العامة للأمم المتحدة غداً (الثلاثاء)، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن وزير الدفاع تشاك هيغل أكد، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي، أمس الأول، أن واشنطن عازمة على تسليم عشر مروحيات من طراز «أباتشي»، لمصر دعماً لجهود الأخيرة في مكافحة الإرهاب. ولم يحدد هيغل موعد تسليم الطائرات، على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قررت في أبريل الماضي رفع الحظر عن تسليم تلك الطائرات لمصر، إلا أنها لم تحدد موعداً لذلك، لكن المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي، قال إن «تسليم الطائرات في إطار دعم عمليات مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء».

إلى ذلك، أعلن الجيش المصري سقوط طائرة استطلاع تابعة له، قرب مطار أوشيم بالفيوم أمس، ما أسفر عن مقتل 6 عسكريين، بينما أصيب فرد من طاقم الطائرة. وقال المتحدث العسكري إن سبب السقوط هو «خلل فني»، مبيناً أن وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي شكل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث وملابساته.