أهالي العور لـ الجريدة•: أقارب المذبوحين مختبئون في ليبيا
"عاوزين نرجّع جثث ولادنا ونجيب الأحياء"، لخَّصت هذه الجملة وضع أهالي قرية العور، التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا (200 كم جنوب القاهرة)، التي ينتمي إليها نحو 15 من المصريين الأقباط الذين ذبحوا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا.بين حالة الحزن على الراحلين، والمطالبة بجثث الأبناء المقتولين، والقلق على الأحياء المختبئين، عاش أهالي القرية حالة من القلق، داخل كنيسة السيدة العذراء، حيث اجتمعوا لحضور القداس على أرواح أبنائهم، بينما انهار الآباء والأشقاء، حزنا عليهم، حيث وقف عشرات الشباب يروون مآسي تعرضوا لها خلال عملهم في ليبيا بسبب ديانتهم المسيحية، وتذكر بعضهم ما جاء في إنجيل يوحنا: "سيخرجونكم من المجامع، ظانين أنهم يقدمون خدمة إلى الله".
وطالب عدد من الأهالي، في حديثهم مع "الجريدة"، الحكومة المصرية بإرسال طائرات لإجلاء أبنائهم، الذين لم يستطيعوا العودة حتى الآن، مؤكدين أن غالبيتهم لم يخرجوا من مساكنهم خوفا على حياتهم، وينتظرون تدخل القوات المسلحة لإعادتهم. واتشحت القرية بالسواد، وتجمع الشباب والرجال في الكنيسة، بينما التزمت السيدات المنازل لاستقبال العزاء، في حين تحولت المجالس خارج المنازل إلى محكى لسير الراحلين من الشباب الذين فقدوا أرواحهم في رحلة البحث عن لقمة العيش.وقال عبدالمسيح صليب إنه فقد نجله الأكبر هاني، الذي سافر قبل شهور قليلة من اختطافه، وكان يقوم بالتواصل معه بانتظام عن طريق الهاتف، مؤكدا أن مرارة الحزن بالنسبة له لن تزول إلا بعد أن يعثر على جثمان نجله ويدفنه بنفسه.وذكر عماد سليمان، الذي فقد 6 من أفراد عائلته، منهم شقيقه، أن أقاربه كانوا في طريقهم للعودة إلى مصر، مشيرا إلى أن شقيقه أخبره أنه سيلزم مسكنه خوفا على نفسه، قبل أن ينقطع الخط ويعرف بعد ذلك باختطافه.وأضاف عماد: "المطلب الوحيد الآن هو إنشاء كنيسة بأسماء الراحلين، بعدما قام المجرمون بإلقاء الجثث في البحر، وحرموهم من دفنهم في أرض بلدهم، منتقدا تباطؤ الخارجية المصرية في التعامل مع ملف الأقباط المختطفين.