ورش كتابة الدراما... تقليل نفقات أم بحث عن الجودة؟

نشر في 06-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-02-2015 | 00:01
No Image Caption
«البيوت أسرار وأكاذيب حقيقية ونوايا بريئة وهبة رجل الغراب 3 و4 والكبير أوي 5 وعكس اتجاه}، ستة مسلسلات قيد التحضير، والقاسم المشترك بينها خضوعها لورشة عمل كتابية.
{الجريدة} حاورت مجموعة من القيمين على هذه الورش.
بعدما كانت ظاهرة ورش كتابة الدراما التلفزيونية تقتصر على مسلسلات قليلة وربما الـ {سيت كوم} فحسب، ضاعف صانعوها أعمالهم في هذا المجال أخيراً، ومن بين الأعمال قيد التحضير {البيوت أسرار}، تأليف ورشة عمل يشرف عليها الناقد والسيناريست أحمد شوقي، إخراج كريم العدل، وبطولة: آيتن عامر، وهنا شيحة. كذلك {أكاذيب حقيقية} بطولة جومانا مراد، و{نوايا بريئة} إخراج شيرين عادل وبطولة سوسن بدر وشيرين رضا، فيما تتولى التأليف ورشتا عمل تحت إشراف الناقد والسيناريست أحمد شوقي.

وتعكف ورشة عمل تضم مجموعة من المؤلفين من بينهم شريف بدر الدين على كتابة {هبة رجل الغراب 3 و4}، بطولة إيمي سمير غانم ومجموعة من النجوم الشباب، فيما تتولى ورشة أخرى كتابة {الكبير أوي 5} ومن بين مؤلفيها مصطفى صقر ومحمد عز الدين. أما {عكس اتجاه} بطولة يسرا، فتكتبه مجموعة من الشباب من بينهم فوزية حسين.

خط ثابت

يوضح المؤلف أحمد شوقي أن ثمة نوعية من المسلسلات تحتاج إلى ورشة كتابة، من بينها {هبة رجل الغراب}، والـ {سيت كوم} عموماً التي تعتمد على وجود خط ثابت وعلاقات واضحة بين الشخصيات، فيعطي أفراد الورشة أفكاراً متنوعة لكل حلقة تبعد الملل عن المشاهدين.

يضيف أن {البيوت أسرار} و{أكاذيب حقيقية}، يتكون كل واحد منهما من 60 حلقة، كذلك {نوايا بريئة} الذي تدور أحداثه في 242 حلقة، وبذلك يعد أول مسلسل من نوعية {سوب أوبرا} في الشرق الأوسط، ويقول: {تحتاج الدراما الطويلة إلى وقت ومجهود وحبكات وشخصيات كثيرة، ما يتطلَّب وجود أكثر من عقل يعمل عليها ويفكر، فضلاً عن رغبة صانعيها في إنتاجها في أسرع وقت، على غرار {كلام على ورق} الذي أشرفت على ورشة عمل لكتابته، وعرض في رمضان الماضي}.

يتابع أن استمرار ورشة الكتابة، أو المؤلف الفردي، يتوقف على مدى نجاح العمل، والجمهور والسوق هما أصحاب القرار النهائي في ذلك، مؤكداً استحالة أن يسيطر أحدهما على الآخر: {بالعودة إلى تاريخ الدراما والسينما نجد مؤلفين عملوا بشكل فردي، وآخرين مع مجموعة، لذا من غير المتوقع أن يوقف أحدهما الآخر إلا إذا تدنى مستوى جودة الثاني}.

تجدد وتغيير

السيناريست وائل حمدي، الذي شارك في ورشة كتابة أعمال {سيت كوم} من بينها {تامر وشوقية} و{الباب في الباب}، يؤكد أن الورشة مفيدة في حالتين: دراما ممتدة في مواسم كثيرة، كونها تحتاج إلى تجديد وتغيير في كتابتها لإطالة عمرها، كما هي الحال في الـ {سيت كوم} والأعمال الكوميدية.

يضيف: {سرعة الإنجاز أحد العوامل التي قد تدفع المنتج للاستعانة بورشة كتابة. شخصياً، واجهت هذه التجربة لدى كتابة مسلسل {موجة حارة}، إذ التزمت مريم نعوم بالسيناريو، فيما كتب الحوار أربعة مؤلفين}.

يتابع: {لا وجه للمقارنة بين أعمال الورشة وتلك التي يتولاها مؤلف واحد، وليست فكرة الورشة اختراعاً عربياً، بل تقوم الدراما الأميركية كلها عليها}، نافياً أن يؤثر هذا الانتشار على المؤلف المنفرد، ومعتبراً أن متطلبات تنفيذ العمل تحدد طريقة كتابته. ويتابع: {قد يحدث أن الظروف الإنتاجية تكتفي بمؤلف بدلاً من الورشة لتوفير الأجور، وفي أحيان أخرى يوازي أجر ورشة الكتابة المؤلف إذا كان مشهوراً}.

ويشير إلى أنه يتوجَّب على أفراد الورشة توافر نسبة من التفاهم بينهم لتقسيم المهام في السيناريو والحوار، وتعيين رئيس للفريق ينظم الكتابة والتنفيذ منعاً لحدوث فوضى ومشكلات.

تحاشي الضغط

السيناريست محمد إسماعيل أمين الذي أشرف على ورشة كتابة أعمال عدة من بينها {جوز ماما} و{بسنت ودياسطي}، وكتب سيناريو {القبطان عزوز3} وحواره، يوضح أن الدراما الطويلة التي تتخطى الستين حلقة، تحتاج إلى ورشة كتابة، إذ من الصعب أن يمسك مؤلف واحد بمستوى جودة الحلقات، فتأتي الأولى منها لافتة فيما تصبح تقليدية تدريجاً.

يلفت إلى أن الجمهور لا يهتمّ إذا كانت المسلسلات مكتوبة من خلال ورشة أو مؤلف بمفرده، لكن جودتها تلفت انتباهه، مشيراً إلى أنه مع انتشار الفضائيات ازداد الطلب على الدراما، ما شكَّل ضغطاً على المنتجين فلجأوا إلى فكرة الورشة لتنفيذ الأعمال بأقصى سرعة مع الحفاظ على الجودة، وذلك بالطبع أفضل من الضغط على مؤلف واحد.

يضيف: {أحرص على التناغم بين أفراد الورش التي أشرف عليها، فلا يشعر أحدهم بأنه أقل من غيره، وإن كانت لكل منهم طريقة تفكير مختلفة عن الآخر}.

يتابع: {أتمنى أن تسيطر الورش على كتابة المسلسلات لضمان مستوى جودتها، وإن كان الأمر يتوقف على تميز أعضاء الورشة، فثمة ورش يسودها التعاون، ولكن همها الانتهاء من العمل بغض النظر عن مستوى الحلقات، والمهم بالنسبة إليها تقاضي الأجور. بالتالي، يتوقف الموضوع على مدى حرفية أعضاء الورشة}.

فكرة تقليدية

يؤكد الناقد محمود قاسم أن ورش كتابة الدراما ليست ظاهرة حديثة، أو شكلاً فرضته أعمال بعينها، بل هي موجودة منذ الثمانينيات في السينما المصرية والتلفزيون، من خلال كتّاب كبار عمل تحت إشرافهم مؤلفون بالسر، فيما ظهروا هم إلى الأضواء، لافتاً إلى أن المؤلف الفردي يحرص على اسمه، ولكن عندما يشعر بأنه مطلوب لكتابة مسلسلات عدة يستعين بفريق عمل تحت مسمى {الورشة}، كي لا يخسر الأعمال.

يضيف: {ترتبط الورشة بكتابة الـ {سيت كوم} أكثر من النصوص الأخرى، فيقدم كل واحد من الأعضاء حلقة، وإن كانت هذه الطريقة تؤدي إلى تفاوت في المستوى فلا تخرج الحلقات كافة بالجودة نفسها، لافتاً إلى أن سيطرة الورش على الكتابة وإزاحة المؤلف الفردي من الصورة يتوقفان على نتيجة التجارب الراهنة في هذا المجال}.

back to top