قال مقاتلون وسكان أمس، إن تنظيم «داعش» سحب بعضاً من مقاتليه وعتاده من مناطق شمال شرقي مدينة حلب السورية، لكنه لم ينسحب بشكل كلي من المنطقة.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «داعش» أعاد نشر قوات من محافظة حلب للانضمام إلى معارك شرقاً مع القوات الكردية وجماعات أخرى من مقاتلي المعارضة.

وقال زعيم أحد فصائل المعارضة المسلحة الرئيسية، مستشهداً بمصادر في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم قرب حلب «هذه انسحابات تكتيكية، وليست انسحابات كاملة».

لكنه قال إن التنظيم يستعد على الأرجح لانسحاب أوسع قائلا، إن التنظيم أغلق مخبزاً في بلدة الباب على بعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي حلب.

ورغم دعوتها الأردن إلى التعاون لمحاربة الإرهاب وإدانتها اعدا م طيارها على أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية داعش»، وجهت دمشق أمس، انتقاداً شديداً وتحذيراً واضحاً إلى جارتها عمّان، مؤكدة أن المملكة لا تملك قراراً مستقلاً لمثل هذا التعاون وهي شريك في تدريب وإرسال الإرهابيين إلى سورية.

وفي أول ردّ على الغارات الأردنية، التي ينفذها سلاح الجوي انتقاماً من «داعش»، أكد وزير الخارجية وليد المعلم، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية بيلاروسيا فلاديمير ماكيه، أن «الأردن يحارب داعش ولا يحارب جبهة النصرة الموجودة على حدوده»، مشدداً على أن ما تريده سورية «وقف تدفق الإرهابيين من الدول المحيطة».

وعن الأنباء التي تحدثت عن دخول قوات برية الى سورية لقتال «داعش»، شدد وزير الخارجية على «عدم السماح بخرق السيادة والجيش السوري كفيل بمحاربة داعش»، مضيفاً: «لم يجبنا أحد على تساؤلنا حول كيفية عبور الإرهابيين من الأردن إلى سورية ومقتل من يريد العودة منهم».

ولفت المعلم إلى أن «الأولوية هي لمكافحة الارهاب وإجراء المصالحات كوسيلة لحل سياسي، ونحن نستجيب لكل مبادرة تستند الى الشرعية وتقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب وحوار سوري سوري، لذلك نحن نشكر الأصدقاء الروس على مبادرتهم بعقد مؤتمر موسكو الذي جمع وفداً حكومياً مع المعارضات السورية في الداخل والخارج، وما فعلته سورية فشل الغرب في فعله، ولذلك نحن مصممون على متابعة هذا الجهد للوصول إلى حوار سوري سوري في دمشق».

وأوضح المعلم أن مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي عاد إلى سورية أمس، بحسب وكالة الإعلام اللبنانية، «كانت تتعلق بمدينة حلب وليس بالريف الحلبي، ونحن رحبنا به ليس بسبب الضغوط الخارجية، بل لأننا نريد أن ننجز اتفاقاً يحقق وحدة حلب ويعيدها إلى الحياة الطبيعية، ومساعد دي ميستورا أجرى محادثات مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وهناك أفكار جديدة يريد طرحها في زيارته بشأن خطته، ونحن جاهزون للاستماع إليه».

وخلال تسلمه رسالة من الرئيس البيلاروسي عَبْر ماكيه الذي أعرب عن تأييد بلاده للنهج الذي تسير به سورية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيها، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده ماضية في حربها ضد الإرهاب بالتوازي مع الحوار الوطني وإنجاز المصالحات، مشيراً إلى أن بعض الدول الغربية لديها مشكلة مع الدول التي تمتلك استقلالية القرار لذلك تسعى إلى الضغط عليها.

وعلى الأرض، بدأت كتائب المعارضة أمس، عملية عسكرية جديدة. وأعلن «الجيش الأول»، الذي تشكل في يناير الماضي من فصائل عسكرية في محافظة درعا عملية أطلق عليها «كسر المخالب»، الهادفة إلى ضرب مراكز للقوات النظامية.

وفي الغوطة الشرقية على أبواب دمشق، قتل 25 شخصاً على الأقل في غارات شنها طيران النظام على مدينة دوما، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن الهجوم أسفر أيضاً عن سقوط عشرات الجرحى.

(دمشق،عمان، سيدني، طوكيو- أ ف ب، رويترز، د ب أ)