تعتبر الهند أحد أصعب أسواق الطيران في العالم، مع وجود ضرائب عالية تجعل وقود الطائرات الأكثر تكلفة في آسيا. وبحسب تقديرات مركز «كابا» الاستشاري للطيران، فإن خطوط طيران شبه القارة خسرت بشكل متوسط 22 دولاراً في كل مرة صعد فيها راكب إلى الطائرة، ويشكل ذلك ما مجموعه 10 مليارات دولار.
وعلى الرغم من ذلك، تستمر الشركات الحديثة العهد في العمل لسبب بسيط هو توقعها أن يتضاعف العدد السنوي للركاب المحليين ثلاث مرات ليصل إلى 159 مليوناً في العقد المنتهي في سنة 2021.وبدلاً من الانضمام إلى موجة خفض ثمن التذاكر، تأمل شركة فيستارا، وهي مشروع مشترك مع خطوط سنغافورة ومجموعة تاتا الهندية التي بدأت الخدمة 9 يناير الجاري باجتذاب البعض من الركاب الجدد عن طريق عرض خدمات استثنائية تشمل 42 بوصة في مساحة مدّ الساقين في مقصورة رجال الأعمال، و17 خياراً خاصاً لوجبات الطعام وبرنامجاً يقدم نقاطاً يعتمد على إنفاق العميل بدلاً من الأميال التي يتم قطعها.ويشابه مركز الماركة بالنسبة إلى فيستارا ما تتسم به الخطوط الجوية السنغافورية من خدمة راقية تستهدف الركاب الذين يهتمون بتجربة السفر خلال الرحلة بقدر اهتمامهم بثمن تذاكر السفر.ولكن سنغافورة دولة أكثر ثراء وتحدي فيستارا سوف يكمن في اقناع الهنود المهتمين بالتوفير لدفع أسعار السوق الأعلى.وتبلغ قيمة التذكرة لرحلة 9 يناير الجاري من نيودلهي إلى مومباي 14500 روبية «229 دولاراً» وتكاد تعادل ثلاثة أمثال ثمن تذكرة الخطوط الجوية الهندية لذلك اليوم والتي تبلغ 5000 روبية. ويقول أمبر دابي وهو شريك ورئيس قسم الفضاء والدفاع لدى «كي بي ا مجي» في نيودلهي، إن المواطن الهندي العادي، وقطاع الشركات ليس على استعداد لدفع قسط لأجل رحلات داخلية تقارب مدتها الساعتين.احتدام المنافسةوسوف تتنافس فيستارا مع سبع شركات طيران أخرى في الهند حيث يستخدم حوالي راكبين من كل ثلاثة ركاب شركة طيران بغرض التوفير. وإضافة إلى الأسعار المتدنية، تفرض تلك الشركات رسوماً على كل شيء – الطعام وأماكن الجلوس المفضلة والأمتعة الزائدة. وأضرت هذه المنافسة الحامية بالعديد من شركات الطيران. واضطرت شركة كينغ فيشر آيرلاينز التي يملكها بارون المشروبات الكحولية فيجاي ماليا إلى التوقف عن العمل في سنة 2012، بعد أن تخلفت عن سداد ديونها.وتكافح شركة سبايس جت التي يملكها الملياردير كالانيثي ماران للحصول على مستثمر من الخارج.وسوف تقدم فيستارا على درجة رجال الأعمال التي تحتوي على 16 مقعداً على طائراتها من طراز أيرباص أيه 320 – 200 التي تتسع لـ 148 راكباً وجبات طعام راقية وتتغير قائمة الطعام أسبوعياً.وتضمن فيستارا ثمن الطعام في ثمن التذكرة خلافاً لأسلوب إنديغو وهي أكبر شركة طيران في الهند – والوحيدة التي تحقق ربحاً.ويقول الرئيس التنفيذي لشركة فيستارا في تيك يوه: «نحن نشهد طلباً واضحاً في الهند على تجربة طيران أفضل، وسوف نركز على زيادة العمليات في مدن يوجد فيها طلب على شركة طيران ذات خدمة كاملة».التحدي الأكبروسوف يتمثل التحدي الأكبر بالنسبة إلى فيستارا في مراقبة نفقاتها. ويقول الرئيس التنفيذي لجنوب آسيا في «كابا»، كابيل كول: «تتمتع فيستارا برسملة جيدة وفريق إدارة قوي ولكنها سوف تختبر بحدة في السوق».من جانبه يقول يوه: إن فيستارا سوف تخفض نفقاتها عن طريق استخدام التقنية وتشغيل طائرات أيه 320 فقط، بغية تقليص تكلفة التدريب والصيانة.وأطلقت مجموعة تاتا في شهر يونيو ناقلتها الهندية المتدنية التكلفة مع أير آسيا التي تتخذ من ماليزيا مقراً لها.وخسر ذلك المشروع حتى الآن 4.4 ملايين دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر. (بزنس ويك)
اقتصاد
«فيستارا» تتحدى خطوط الطيران الرخيصة بخدمة تضاهي السنغافورية


17-01-2015