بينما شارك آلاف الأتراك في تشييع المدعي العام التركي محمد كيراز، الذي توفي متأثرا بجراح اصيب بها خلال عملية تحريره من متطرفين يساريين احتجزاه أمس الأول، هاجم مسلح أمس مقر حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حي كارتال على الضفة الآسيوية لمدينة إسطنبول.

Ad

وذكرت وكالة دوغان للأنباء أن الشرطة التركية سيطرت على الرجل، الذي لم تعرف دوافع هجومه على مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتم نقله للاستجواب من قبل ادارة مكافحة الإرهاب في الشرطة.

وبثت الوكالة صورا للرجل، الذي يبدو في العقد الرابع من العمر، يحمل صورة سيف ذو الفقار (أحد أشهر سيوف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، الذي تعتمده الطائفة العلوية كشعار.

وكان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أعلن مساء أمس الأول وفاة المدعي العام في مستشفى متأثرا بجراحه، وقدم التعازي لذويه، ووصف عملية احتجازه بأنها هجوم على العدالة والديمقراطية في تركيا.

وبعد ست ساعات من المفاوضات، اقتحمت شرطة إسطنبول قصر العدل وقتلت المتطرفين اليساريين، اللذين هاجما المبنى واحتجزا كيراز أثناء تحقيقه في وفاة مراهق خلال التظاهرات المناهضة للحكومة عام 2013، مؤكدة أن الأمر صدر بعد سماع طلقات نارية من مكتب المدعي العام.

وأعلن المهاجمان الولاء لـ"جبهة التحرير الشعبي الثوري"، التي يتزعمها معراج أورال الشهير باسم "جزار بانياس"، وهو علوي تركي يتلقى دعما مباشرا من الرئيس السوري بشار الأسد، ونفذ عدة مجازر ضد السوريين، منها البيضاء في طرطوس في مايو 2013، وقبلها "باب الهوى" في فبراير من العام نفسه.

وبعد نشر صفحة الجبهة على "فيسبوك" صوراً لكيراز وهو مكمم الفم، مطالبة بأن تعترف الشرطة بقتل الصبي بيركن ايلفان ووقف جميع التحقيقات مع المحتجين على وفاته، بدأت الشرطة حملة مطاردة واسعة على اليسار المتطرف، وأوقفت أمس نحو 20 من المجموعة اليسارية المتطرفة في أنطاليا.

وأوضحت وكالة دوغان ان الشرطة تدخلت بعد تلقيها معلومات تبعث على الاعتقاد بأن هذه الجبهة تحضر لعمليات أخرى مماثلة لتلك التي نفذت في قصر العدل في إسطنبول.

الى ذلك، خسرت تركيا 100 مليون دولار في كل ساعة استمر فيها انقطاع التيار الكهربائي، أمس الأول، وفقا لما قاله رئيس الغرفة التجارية التركية. واستمر انقطاع التيار لأكثر من ثلاث ساعات، جراء خلل تقني، أصاب شبكات توصيل الكهرباء في كل محافظات البلاد.

ولم تستبعد السلطات التركية، التي شكلت لجنة للتحقيق، أن يكون انقطاع التيار الكهربائي عن تركيا ناتجا عن تخطيط لجهات داخلية معادية للحكومة، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن، بينما ربطت جهات حكومية أخرى بين انقطاع التيار الكهربائي وعملية "جبهة التحرير الشعبي الثوري" في محكمة اسطنبول الكبرى.

(أنقرة، إسطنبول - أ ف ب، رويترز، د ب أ)