تقدمت القوات العراقية المدعومة بميليشيات "الحشد الشعبي" في هجوم تكريت، حيث باتت على مشارف مركز ناحية العلم.   

Ad

تواصلت المعارك في محافظة صلاح الدين العراقية أمس، وذلك بعد أن تمكنت قوات الجيش العراقي مدعومة بمقاتلي ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية ومقاتلين سُنة من اقتحام قرية البوعجيل والتقدم باتجاه ناحية العلم قرب تكريت، اذ أفادت مصادر بأن الطريق أمام الهجوم على ناحية العلم واقتحامها بات مفتوحاً.

وقال المسؤول الأمني في بلدة العلم ليث الجبوري إن المهاجمين يواجهون مقاومة قوية من الجماعات "الإرهابية" ويحاولون محاصرة مقاتلي "داعش" داخل بلدتي العلم والدور، وقطع جميع طرق الامدادات عنهم.

ودخلت قوات الجيش العراقي ومقاتلو الميليشيات الاجزاء الجنوبية والشرقية من الدور يوم الجمعة الماضي، حيث قال القادة العسكريون حينئذ إنه تم استعادة البلدة كلها، لكن المسؤولين قالوا إنه لم يتم استعادة سوى أجزاء منها.

على صعيد آخر، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أمس، بأن الأمين العام لـ "منظمة بدر" هادي العامري، الذي يعتبر القائد الميداني لقوات "الحشد الشعبي" والمقرب جدا من إيران ومن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اجتمع مع قيادات عمليات دجلة وشرطة محافظة ديالى وفوج أمية الجبارة لمناقشة خطة المرحلة الثانية لاقتحام بقية مناطق المحافظة.

في السياق، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي أمس، أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير أكثر من 110 قرى ومدن في محافظة صلاح الدين، مضيفاً أن "عمليات التحرير تشمل مساحة أكثر من خمسة آلاف كيلو متر مربع".

وأضاف أن "الهدف الرئيسي للقوات الأمنية حالياً هو الدخول إلى مركز مدينة تكريت، وبالتالي تحرير والوصول إلى بيجي وتأمين مصفى بيجي كله".

أزمة النازحين

إلى ذلك، أثارت تصريحات مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة ذي قار الكثير من ردود الفعل وأظهرت حجم الكارثة الانسانية التي يعانيها النازحون، خصوصا بعد كشف أن "المحافظة تستقبل أعداداً متزايدة منهم من المحافظتين لامتناع محافظات الفرات الأوسط، أي بابل والنجف وكربلاء والقادسية، عن استقبالهم".

الحكيم

وهاجم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أمس، من قال إنهم "يقفون ضد مشروع المصالحة الوطنية"، متهما إياهم بأنهم "يعتاشون على خلافات العراقيين ويستفيدون منها".

ووصف عملية تحرير تكريت بأنها "معركة استعادة الكرامة العراقية"، مشيراً إلى أن "داعش يختلف عن القاعدة من حيث حضور العراقيين الكبير في الأول وقلته في الثاني مما يعني إثارة الأحقاد والثارات".

وشدد على أهمية الفصل بين العملين العسكري والسياسي، مذكرا بأن "المرجعية نبهت لهذا التداخل، لذلك فإنها تؤكد على الحشد الشعبي بعيدا عن المسميات الأخرى"، في إشارة الى بعض الميليشيات التي تقول انها منضوية في الحشد الشعبي، ولكنها تأتمر بأوامر زعمائها وتحت رايتها الفئوية.

وعلق الحكيم على التجاوزات المنسوبة إلى قوات "الحشد الشعبي"، وأقر بحدوث "أخطاء فردية"، موضحا أن "الخطأ الفردي لا يحسب على الآخرين"، مع تأكيد "رفضه وإدانته لكل الأخطاء".

الصدر يهدد

في السياق أصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس أوامره إلى مسؤول ميليشيا "سرايا السلام" بالتنسيق مع الجيش لإنهاء تجميد هذه السرايا استعدادا لمعركة الموصل. وكان الصدر جمد مشاركة مقاتليه في الحشد الشعبي بعد خطف النائب السني زيد الجنابي والاعتداء عليه وقتل عمه الشيخ قاسم السويدان الجنابي ونجله على يد مسلحين شيعة.

وقال الصدر في بيان: "صار لزاماً علينا بعد قرار الحكومة العراقية بالتحشيد لتحرير محافظة الموصل الحبيبة وبعد تراخي أهاليها عن تحريرها والرضوخ النسبي لشذاذ الآفاق، صار لزماً علينا إعطاء الأمر لمسؤول سرايا السلام بالعمل على التنسيق مع الجيش والحكومة العراقيين على إنهاء التجميد والعمل على التحشيد الشعبي وفقا لما يرضي الله والمرجعية والشعب المظلوم"، مضيفاً أن "اشتراك السرايا سيقلل حدة التصاعد الطائفي وقلة الاحتقان ضد السُّنة غير الدواعش، وخصوصاً بعد تصرفات بعض الميليشيات الوقحة التي تسيء لسمعة الإسلام والمذهب الشيعي".

وشدد بالقول: "على الإخوة المجاهدين في السرايا البقاء على التجميد إلى حين الانتهاء من التحضيرات وعدم التدخل في الأمور السياسية والعمل المدني، وعدم مسك الأرض، بل تحريرها فحسب".

العراق - إيران

في السياق، أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان أمس، أن العراق يمثل عمقا استراتيجيا لإيران التي تقدم له "الدعم الاستشاري".

وقال بوردستان إن "الجيش العراقي جيش قوي والقوات البرية والجوية العراقية لديها من الطاقات ما يغنيها عن القوات الأجنبية"، مضيفا أن "تنظيم داعش الإرهابي، والذي كان زحف إلى الحدود الشرقية للعراق، دُحِر منها وتراجع لتتم محاصرته اليوم في الأنبار".

مقتل كندي

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الكندية، في بيان أمس الأول، إن عناصر من القوات الخاصة الكندية العاملة ضمن الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق "تعرضوا خطأً لنيران القوات الكردية في العراق أثناء عودتهم إلى مركز مراقبة خلف خطوط الجبهة"، موضحة أن السرجنت أندرو دويرون قُتل وأصيب ثلاثة جنود، لكن حياتهم ليست في خطر.

وكان المتحدث باسم قوات البيشمركة الكردية هلكورد حكمت اشار أمس الى أن الجنود الكنديين ذهبوا إلى خط التماس من دون علم البيشمركة.

(بغداد ــــــ أ ف ب، د ب أ)