وضع الحوثيون محافظة ريمة في مرمى ميلشياتهم بسبب موقعها الجغرافي المهم الذي يربطها بمحافظات الحديدة وصنعاء وذمار. وفي حال تمكنهم منها يصبح الوصول إلى البحر الأحمر أكثر سهولة حيث تطل جبال ريمة الشاهقة عليه وكذلك يوفر موقعها إطلالة جيدة في حال أراد الحوثيون قصف الحديدة من مدينة الجبين، حيث ترتفع سلسلة الجبال العالية من 1500 إلى 2950 مترا عن مستوى سطح البحر.

Ad

وبحسب المراقبين فإن ريمة تسمح للحوثيين بالتمركز في الجبال وعمل معسكرات تدريب والاستعداد لحروب طويلة الأمد. كما أن سيطرة الحوثيين عليها تعني السيطرة على الطريق الذي يربط ثلاث محافظات رئيسية الحديدة وذمار وصنعاء، كما أنها تمتلك مقومات زراعية كبيرة، من خلال وجود ثلاثة أودية زراعية مهمة ترفد السوق اليمني بالكثير من المنتجات، هذه الأودية هي وادي علوجة، ووادي كلابة، ووادي سهام.

وعلى صعيد مواز، وفي خطوة غير مسبوقة، أكد نائب وزير الداخلية اليمني اللواء علي ناصر لخشع أمس في اجتماع مشترك مع ممثلي اللجان الشعبية التابعة لميليشيات الحوثي، على ضرورة وقوف الطرفين صفا واحدا في مواجهة ما أسماه بالتحديات.

واعتبر سياسيون يمنيون هذا الموقف اعترافا رسميا من الدولة اليمنية بشراكة ميليشيات الحوثيين في العملية الأمنية رغم الانتهاكات التي ترتكبها تلك الميليشيات في عدة مناطق ضد خصومها السياسيين والمواطنين.

ميدانياً، تتوسع رقعة المواجهة بين الحوثيين وخصومهم السياسيين تدريجيا في اليمن، مع استمرار محاولة الحوثيين بسط سيادتهم على كافة مفاصل الدولة السياسية والأمنية. وترجمت هذه المواجهة على الأرض بعدد من الانفجارات التي هزت مناطق مختلفة في اليمن. ففي محافظة حضرموت، نجا قائد المنطقة العسكرية الأولى، عبدالرحمن الحليلي، من محاولة اغتيال بعد تفجير عبوة ناسفة زرعت على الطريق العام أثناء مروره، فيما قتل اثنان من مرافقيه وجرح عدد آخر.

وقبل ذلك، نجا القياديان الحوثيان، حسين عبدالعزيز الشريف وعلي بن عبود، من انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتيهما بالقرب من المجمع الحكومي وسط مدينة مأرب شمال اليمن، فيما قتل اثنان من مرافقيهما وجرح ثلاثة آخرون بالانفجار.

من جهته، اتهم نجل اللواء يحيي المراني عناصر المخابرات الإيرانية بالتعاون مع جماعة الحوثي في خطف والده، وحمل المسؤولية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووزير الداخلية ورئيس الأمن السياسي والقومي.

من جهة أخرى، قتل يمني وأصيب آخر خلال اقتحام مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة امس لبنك حكومي في محافظة حضرموت شرق البلاد.

(صنعاء- أ ف ب، العربية، مأرب برس)