دخلت حملة «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن أسبوعها الثاني وركزت غاراتها ليل الثلاثاء/ الأربعاء على مدينة عدن.

Ad

 وبينما تحدث الحوثيون عن تحركات برية سعودية لاجتياح الأراضي اليمنية، تضاربت الأنباء بشأن المسؤولية عن قصف مصنع للألبان في الحديدة أسفر عن مقتل 37 شخصاً.

ركز تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية أمس غارته على الأهداف التابعة للحوثيين في مدينة عدن التي تعد آخر معاقل الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، مع دخول الحملة العسكرية ضد الحوثيين التي بدأت الخميس الماضي أسبوعها الثاني.

وقصف الطيران والبحرية التابعان للتحالف مواقع للمتمردين فجر أمس في عدن بعد سلسلة غارات ليلية استهدفت مراكز أخرى في عدة مناطق، وتركزت على قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء.

وفي عدن تركزت الغارات على المجمع الحكومي في حي دار سعد شمال المدينة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

كما استهدف القصف مقر اللواء الخامس المتمركز في شمال عدن والموالي للرئيس السابق بالإضافة إلى المطار الدولي في وسط المدينة، بينما ترددت أنباء عن أسر اللجان الشعبية الموالية لهادي 26 حوثيا خلال معارك في عدن.

فرار حوثي

وأفادت مصادر بأن المتمردين الحوثيين وقوات صالح التي تحاول إسقاط مدينة عدن فروا من مطار عدن، على وقع الضربات الجوية لقوات التحالف التي استهدفت جميع الأهداف المتحركة باتجاه المدينة.

تحليق دائم

وأكد المتحدث العسكري للتحالف العربي العقيد أحمد عسيري أن "الهدف من الغارات وقف تقدم الحوثيين باتجاه عدن"، مشيرا إلى أن طيران التحالف يحلق على مدار الساعة فوق المدينة الجنوبية.

كما أقر باحتمال سقوط مدنيين جراء ذلك، قائلا: "إذا كان هناك قتلى بين المدنيين (...) فإن ذلك ليس ضمن أهداف العملية، فالأضرار الجانبية يمكن أن تقع".

قال العسيري، رداً على سؤال خلال المؤتمر اليومي في الرياض، عن وجود مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وأفراد من مقاتلي "حزب الله" اللبناني جنباً إلى جنب مع عناصر الحوثيين، إن "من كان يدرب هذه الميليشيات ويدعمها هو إيران وحزب الله، وإذا كانوا موجودين مع الميليشيات الحوثية في مواقع القتال فسيلقون نفس المصير".

تدهور معيشي

إلى ذلك، تزداد الظروف المعيشية تدهورا في عدن مع انقطاع في المياه والكهرباء ونقص في المواد الغذائية، في حين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس الأول أنها عالجت "أكثر من 550 جريحا منذ 19 مارس نتيجة اشتباكات في عدن ولحج ومناطق أخرى في الجنوب".

غارات متفرقة

واستهدف طيران التحالف قاعدة للحرس الجمهوري في منطقة يريم في محافظة اب في وسط البلاد، كما تم استهداف مواقع عدة للحوثيين في محافظتي حجة وصعدة التي تعد أبرز معاقل الشيعة الزيدية في شمال البلاد، حيث استهدف معسكر كثاف شمالا، ومواقع الدفاع الجوي والصواريخ البالستية التي استولى عليها الحوثيون.

وفي الحديدة غرب البلاد، استهدفت الغارات عدة مواقع منها مواقع الدفاع الجوي والمطار العسكري، كما جرى قصف مخازن الأسلحة التابعة للواء 65 دفاع جوي، إضافة إلى قصف معسكر الدفاع الساحلي.

وقالت مصادر عسكرية بمحافظة الضالع الجنوبية إن "اللجان الشعبية الموالية لهادي حققت تقدما ملحوظا في السيطرة على مواقع عسكرية بعد تعرض تلك المواقع لعدة غارات جوية".

جرافات سعودية

من جهة أخرى، أظهرت تقارير حوثية تم تداولها أمس، تأهب المتمردين لاحتمال لجوء القوات السعودية البرية إلى التوغل في شمال اليمن غداة تعرض مناطق صعدة اليمنية لقصف مدفعي وصاروخي لأول مرة منذ بدء "عاصفة الحزم" وتوقف حركة الطيران بشكل جزئي في مطار جنوب السعودية بسبب إطلاق نار عشوائي.

وذكرت التقارير الحوثية أمس أن "جرافات تمهد الطرق أمام قوات سعودية برية باتجاه اليمن".

مقتل مدنيين

في غضون ذلك، وبعد يومين من مقتل 40 نازحا في قصف لمخيم شمال البلاد، قتل 37 شخصاً وأصيب 80 جراء قصف ليلي استهدف مصنعاً للألبان بجوار مواقع عسكرية تسيطر عليها الميليشيات الحوثية في مدينة الحديدة.

وتضاربت الأنباء بشأن مصدر القصف، إذ يقول الحوثيون إنه نتيجة لغارة جوية استهدفت المصنع، بينما قال شهود عيان وموظف في مكتب المحافظة إن قذيفتي هاون أطلقتهما قوات الجيش الموالية لصالح عندما كانت ترد على غارات التحالف، سقطتا عليه.

في السياق، أفادت مصادر طبية بأن ستة أشخاص قتلوا في غارة استهدفت مرفأ ميدي في محافظة حجة شمال غرب البلاد.

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الأول أن 62 طفلاً قتلوا، وأصيب 30 آخرون في المعارك الدائرة في اليمن منذ أسبوع.

تظاهرات

في هذه الأثناء، خرجت تظاهرات بعضها مؤيد والآخر معارض لـ"عاصفة الحزم" في صنعاء، وعدة محافظات أخرى.

وبينما دعا الحوثيون أتباعهم في صنعاء إلى الاحتجاج على "العدوان السعودي الأميركي"، شهدت محافظتا إب وتعز في المقابل تظاهرات تؤيد عملية "عاصفة الحزم".

السيسي

من جهة ثانية، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأول المتمردين الحوثيين "إلى التراجع" وترك المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال السيسي، في كلمة متلفزة أمام ضباط الشرطة والجيش، إن "اليمن واستقراره وأمان شعبه يتعلقون برقابكم".

ومن دون أن يسميهم، توجه إلى المتمردين الحوثيين، قائلا: "خذوا القرار وتراجعوا علشان خاطر بلدكم والخروج من الأزمة"، مضيفاً: "لا يمكن أبداً أن نتخلى عن الأمن القومي في الخليج. لا يمكن أبدا ألا نوجه رسالة، إننا محتاجون كلنا إلى أن نحترم مصالح بعض".

(الكويت، عدن ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)