هل كنت تتوقع النجاح الكبير لـ{قط وفار»؟
للفيلم السينمائي مقومات عدة متى توافرت ينجح، أولها السيناريو الجيد، وهو ما تحقق بوجود أحد أهم الكتاب في مصر السيناريست وحيد حامد. مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه، بالإضافة إلى المخرج تامر محسن الذي كان بمثابة مفاجأة كبيرة لي، كذلك محمد فراج الذي أتوقع له أن يكون أحد النجوم الكبار خلال وقت قصير، ولا يمكن أن أنسى السورية سوزان نجم الدين صاحبة الإطلالة الجميلة والأداء الجيد الواثق.قال البعض إنك تدخلت في تفاصيل كثيرة ومن بينها موعد العرض. هل هذا صحيح؟على العكس تماماً. لا أتدخل في عمل المنتج أو الموزع أو أي فرد في الطاقم لأني أؤمن بدوري جيداً، ولا أقبل بأن يتدخل في عملي أحد أيضاً. تحديد موعد العرض مسؤولية المنتج والموزع، لأنهما أدرى مني بذلك، ويعرفان المواعيد المناسبة لعرض كل عمل، لكن أحياناً يأخذ المنتج رأي بطل الفيلم ومخرجه، ويتشاور معهما في توقيت الطرح، ما يوحي للبعض بأن ثمة تدخلات.الأغنية الدعائية والموسيقى المصاحبة لـ «قط وفار» من فئة «الراب». ألم تكن لك ملاحظات عليهما، خصوصاً أن البعض يرفض هذه الموسيقى ويراها هابطة؟أستمتع بأنواع عدة من الموسيقى، وما دامت الكلمات التي تصاحبها معبرة وتنم عن أمر هادف فلماذا أعترض عليها؟ حتى موسيقى المهرجانات أندمج معها أحياناً، خصوصاً عندما تكون كلماتها جيدة، فيما تنفرني منها الكلمات الفارغة.ألم تخش من رد الفعل السيئ نظير مشاركتك في ثلاثة أفلام دفعة واحدة خلال الموسم السينمائي الحالي؟كل فيلم من الأعمال الثلاثة أعجبتني فكرته والسيناريو. الأفلام جيدة وتنوع الدور واختلاف الشخصيات سبب قبولي المشاركة بها. في «قط وفار»، أجسد دور وزير الداخلية، وفي «ريجاتا» دور تاجر سلاح. أما في «من ضهر راجل} فأؤدي دور شخص بسيط، ومع اختلاف الأفكار لا أجد ما يخيفني من كثرة ظهوري في وقت واحد.ماذا عن «من ضهر راجل»؟تطلب مني الفيلم مجهوداً مضاعفاً، لأن الشخصية تمر بمراحل عمرية عدة، بالإضافة إلى اللياقة البدنية، حيث أقوم بتعليم ابني (آسر ياسين) رياضة الملاكمة. تشارك في الفيلم أيضاً ياسمين رئيس، أخرجه كريم السبكي، وكتبه محمد أمين راضي، وأنتجه محمد السبكي.كيف تتعامل مع المخرجين الشباب الذين عملت معهم في هذه الأفلام؟أسعدني كثيراً اكتشافي عدداً كبيراً من الفنانين الموهوبين الذين تعاملت معهم في الفترة الأخيرة، من بينهم المخرجون تامر محسن وكريم السبكي ومحمد سامي، بالإضافة إلى الممثلين الشباب، فمصر غنية فعلاً بسينمائيين واعدين دارسين، يعلمون جيداً ماذا تعني كلمة «سينما». أتوقع أن يشهد «الفن السابع» المصري تطوراً هائلاً خلال الفترة المقبلة، وهو ما بدأت بشائره في الظهور.لكن يرى البعض أن السينما المصرية انحدر مستواها كثيراً خلال السنوات الماضية، خصوصاً أفلام شركة «السبكي» بسبب وجود الراقصة والمغني الشعبي والبلطجي في كل عمل من أعمالها... ما رأيك؟خدمت عائلة السبكي الفن المصري كثيراً، خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة عندما كانوا ينتجون بمفردهم فحملوا السينما على أياديهم وتخطوا بها المرحلة الصعبة، فيما فضل الآخرون الاختباء خوفاً من المخاطرة والمغامرة. لكن هذه الأعمال تؤثر سلباً على الشباب وعلى المجتمع، كما يقول البعض. كيف ترى ذلك؟الصورة التي نراها في الدراما سواء سينما أو تلفزيون هي مشاهد منقولة من الحياة والواقع، وتسليط الضوء عليها في السينما سيجعل المجتمع ينفر منها ويناقش أسبابها وليس العكس. والأهم والأجدى أن نمنع وجود هذه النماذج في المجتمع، وليس في الأفلام فحسب.ثمة وجهتا نظر: ترى الأولى أن السينما المصرية في تطور مستمر إلى الأفضل، والبعض الآخر يراها تنحدر وتنهار. مع أي من الرأيين تتفق؟غياب القوانين المنظمة للفن والسينما في مصر يجعلنا في حالة نزيف وتدهور مستمرين، فلا يوجد لدينا ما يمنع القراصنة من سرقة الأعمال الفنية وعرضها مجاناً أو على أقراص مدمجة على الأرصفة. للأسف، مثل هذه التصرفات تنذر بأخطار كبيرة وستكون عواقبها وخيمة جداً.درست أكثر من مجال سينمائي فكيف استفدت منها، وماذا أضافت إليك؟عندما اتجهت للدراسة لم يكن في بالي أي شيء، إلا الرغبة في معرفة تفاصيل عملي. فكيف لي أن أعمل في مجال لا أفهم تفاصيله؟ من هذا المنطلق اتجهت لدراسة كل ما يخص الفن والتمثيل ولم يكن في بالي أي شيء آخر.يرى البعض أن الموهبة وحدها تجعل صاحبها نجماً كبيراً بدليل أن نجوم الزمن الجميل لم يدرسوا التمثيل لكنهم كانوا عمالقة. هل هذا صحيح؟تصقل الدراسة الموهبة. أنصح كل من يرغب في الاشتغال بالفن بأن يتقدم للدراسة سواء كان مخرجاً أو ممثلاً أو منتجاً أو حتى موزعاً.
توابل - سيما
محمود حميدة: لا أتدخّل في عمل أحد
02-03-2015