التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس في عدن محافظي أبين ولحج والضالع وعدن، غداة إصداره بياناً أعلن فيه رفضه للانقلاب الحوثي، مؤكداً التمسك بالمسار الدستوري والمبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن، وبينما تظاهر الآلاف تأييداً لهادي في عدة مدن رحبت أحزاب بعدوله عن الاستقالة.

Ad

غداة إعلانه العدول عن استقالته التي تقدم بها منذ شهر وإفلاته من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، باشر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مهامه الرئاسية من عدن أمس حيث التقى محافظي أبين ولحج والضالع وعدن، كما التقى اللجنة الأمنية في عدن وبحث الترتيبات الأمنية خلال الفترة المقبلة.

وجاء اجتماع هادي الذي يعد أول اجتماع رسمي له بعد تقديم استقالته في 22 يناير الماضي بعد ساعات من وصوله الى عدن التي لجأ إليها هرباً من الإقامة الجبرية التي كان يخضع لها في صنعاء منذ شهر.

وكان هادي وصل إلى منزله بخور مكسر في مدينة عدن مساء أمس الأول، ومن المقرر أن يوجه كلمة للشعب اليمني عبر قناة عدن الفضائية (القناة الرسمية الثانية) التي تبث من محافظة عدن ولا تخضع لسلطة جماعة الحوثي.

وفي وقت سابق، سعى حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لعقد جلسة برلمانية قال إنها تهدف الى حسم استقالة هادي، غير أن كتلا برلمانية رفضت الدعوة.

ترحيب

في غضون ذلك، خرجت تظاهرات مؤيدة لعودة هادي وعدوله عن استقالته في عدة مدن من بينها عدن وتعز وإب.

وتظاهر الآلاف في محافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء، تأييداً للبيان الذي أصدره هادي مساء أمس الأول بعد ساعات من وصوله عدن، وطالبوه بـ»استعادة صنعاء من جماعة الحوثي وإعلان عدن عاصمة للدولة اليمنية».

كما طالب المتظاهرون كافة القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بالاصطفاف خلف هادي، معتبرين أنه الرئيس الشرعي للبلاد، وطالبوا باستعادة الدولة وفرض هيبتها معتبرين الخطوة التي قام بها هادي بالإيجابية.

بيان هادي

وكان الرئيس هادي، أصدر بياناً دعا فيه إلى رفع الإقامة الجبرية المفروضة على رجال الدولة، وأكد أن الخطوات التي اتخذت منذ 21 سبتمبر الماضي منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة باطلة ولا شرعية لها، مشدداً على تمسكه بـ»دولة اتحادية» نصت عليها مسودة الدستور الجديد، في تحد للحركة الحوثية التي ترفضها.

ودعا بيان هادي المجتمع الدولي الى رفض انقلاب الحوثيين، وحماية العملية السياسية، معلناً تمسكه بها وبالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، كما دعا الهيئة الوطنية للحوار الى الاجتماع في عدن.

مؤتمر تعز

من جهة أخرى، عقدت مدينة تعز مؤتمرا وطنيا تحت شعار «من أجل شراكة حقيقية في السلطة والثروة وبناء الدولة الاتحادية» بمشاركة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ورفضا لانقلاب جماعة الحوثي على السلطة واستيلائها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.

ورفض بيان صادر عن مؤتمر تعز ما يسمى «الإعلان الدستوري» الذي أصدرته جماعة الحوثي والانقلاب على العملية السياسية القائمة على التوافق وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وأكد البيان أن عبد ربه منصور هادي لايزال الرئيس الشرعي للبلاد.

رفض جنوبي

في موازاة ذلك، تظاهر في عدن العشرات من أنصار الحراك الجنوبي للتنديد بالبيان الذي أصدره هادي، والذي أكد فيه التزامه بفكرة الدولة الاتحادية التي يعارضها الجنوبيون الساعون الى الانفصال.

كما طالبت مسيرة أخرى، سلمت رسالة لعدة قنصليات أجنبية في عدن، المجتمع الدولي بدعم القضية الجنوبية وقبول ممثل عن الجنوب لدى الهيئات والمنظمات الدولية.

قيادي حوثي

إلى ذلك، ظهرت علامات تخبط على الحوثيين بعد يوم من تعليق جلسات الحوار الوطني على خلفية التطورات الأخيرة، واعتبر القيادي البارز في الحركة يوسف الفيشي أن «هادي أصبح قائد فصيل في تنظيم القاعدة من عدن» في واحدة من ردود الفعل التي تظهر صدمة الجماعة من تمكن هادي من مغادرة مقر إقامته الجبرية.

من جهة أخرى، لم تلتئم جلسة حوار بين المكونات السياسية والحوثيين كان يفترض عقدها أمس في صنعاء برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر بسبب وجود بعض الوزراء قيد الإقامة الجبرية التي تفرضها جماعة الحوثي وتشديدها للإجراءات الأمنية عقب تمكن هادي من مغادرة منزله على الرغم من الحصار الذي كان مفروضا عليه.

وتزامن تعليق الحوار مع استدعاء الحوثيين لوزراء مستقيلين في الحكومة للقاء في القصر الجمهوري في صنعاء.

في السياق، اعتبر النائب عن حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري أن «الحوار بعد مغادرة هادي لن يكون كحوار ما قبل مغادرته صنعاء»، قائلا لوكالة الأناضول إن «الضغط خف على الأطراف السياسية بعد مغادرة هادي».

الاشتراكي

على صعيد آخر، دعا الحزب الاشتراكي جميع القوى السياسية، الى الاستمرار في عملية الحوار، وفق صيغة جديدة، وفي مكان أكثر أمنا، تمثل فيه كل القوى السياسية، بما فيها الرئيس هادي، وبما يمنع انزلاق البلاد نحو الحرب وانتشار العنف.

وأكد عضو المكتب السياسي للحزب علي الصراري أن الحوار بين القوى السياسية انحصر اليوم حول كيفية التعامل مع المستجدات الأخيرة، مشيرا إلى أن مواصلة الحوار بصيغته السابقة، لا معنى لها، حيث كانت تجري وفق وضع نشأ فيه فراغ في السلطة بعد تقديم هادي والحكومة استقالتيهما، وبقائه وعدد من الوزراء تحت الاقامة الجبرية، وهو الوضع الذي تغير بعد انتقال الرئيس إلى عدن.

من جهة أخرى، جدد حزب الإصلاح اليمني تمسكه بشرعية الرئيس هادي، مضيفا أن هادي استقال تحت تهديد السلاح.

(صنعاء، تعز ــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)