صورة لها تاريخ : رسالة نادرة من الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود إلى الشيخ مبارك الصباح في 1904
من المعروف أن الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (1850-1928) لجأ إلى الكويت وأبناؤه ومجموعة من أقاربه واستقر بها عام 1892م، بعد أن استولى الأمير عبدالعزيز بن رشيد على الرياض، وولى عليها بن سبهان ثم عجلان حتى عام 1902م. وفي ذلك العام غار الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على الرياض واستعادها من بن رشيد، وصمد في وجه كل التحديات التي واجهته بعد ذلك من عدة جهات كالدولة العثمانية، وشريف مكة، وغيرهما، وقام بتوحيد مدن ومناطق نجد والحجاز والموانئ الشرقية، وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية.اليوم نعرض لكم رسالة كتبها الإمام عبدالرحمن بعد استعادة الرياض، ووجهها إلى الشيخ مبارك الصباح، وهي من الوثائق النادرة، وفيها نجد معلومات مهمة تتعلق بسياسة الإمام عبدالرحمن وابنه الأمير عبدالعزيز.
تفيد الرسالة التي كتبت بتاريخ 14 صفر 1322هـ، الموافق 30 ابريل 1904م أن الأمير عبدالعزيز أتى الى الكويت في العام الذي سبق كتابة هذه الرسالة، وأثناء وجوده في الكويت التقى بالقنصل الروسي في بوشهر، وقائد عسكري فرنسي كانا موجودين في الكويت حينها، وعرضا الحماية على المناطق التي يسيطر عليها آل سعود، الا أن الأمير عبدالعزيز رفض العرض.كما التقى بعد ذلك بقائد السفينة الانكليزية «سفنك»، في وجود الشيخ مبارك، وطلب من ابن سعود أن يتجنب الروس والفرنسيين والا يدخل معهم في تفاوض بخصوص الحماية فوافق بن سعود. وتقول الرسالة بعد ذلك إن الروس أرسلوا رسالة إلى ابن سعود يكررون طلب الحماية، فتم رفض الطلب مرة أخرى. ويبدو أن ابن سعود كان يريد أن يعقد اتفاق حماية مع الإنكليز على غرار اتفاقية الكويت عام 1899م، ولذلك رفض العرضين الروسي والفرنسي واتجه الى الانكليز. واليكم بعض الفقرات المهمة في الرسالة:«لما وصل الى طرفكم الكويت ولدنا عبدالعزيز عام الماظي لاجل شيل محرماتنا من الكويت صادف وصوله موجود بالكويت منورين واحد لدولة المسقوف وبه قنصل المسقوف مال بوشهر والمنور الثاني لدولة الفرانس وبه قمندان عسكر ولكل منهم القنصل وقمندان العسكر سيروا على ولدنا عبدالعزيز في مكانه وطلبو منه التفاق وان يعملون معه صورة الحماية انهو بما لكم اطلاع اننا لا قبلنا وبعد هذا وصل لطرفكم منور الانجليز المسما سفنك والمناور المذكورة كانو بالكويت وجنابكم مع قبطان منور سفنك سيرتم علا ولدنا عبدالعزيز في مكانه ولقبطان خابر ولدنا عبدالعزيز في عدم مداخلته وعدم تقرب أهل المناور المذكورين وان ولدنا عبدالعزيز يكون نضيركم فقبل ولدنا عبدالعزيز كلام قبطان منور سفنك».وفي نهاية الرسالة، يقول الإمام عبدالرحمن انه يريد ان يفعل ما فعله الشيخ مبارك من توقيع اتفاقية مع الانكليز، ويعبر عن ذلك بقوله: «ما قبل خاطرنا الا الذي انتم فيه نكون حنا فيه،» ثم يبلغ الشيخ مبارك انه كتب رسالة الى المقيم البريطاني في الخليج، وهي مرفقة مع رسالته لمبارك ويريده أن يرسل الرسالة الى المقيم البريطاني لكي يقوم باللازم بهذا الخصوص. يقول: «فبتاريخه حررنا كتاب تحته مهرنا الى الباليوز قنصل الدولة المعظمة الانكليز في بوشهر ودخلنا به علا الدولة البهية القيصرية الانكليز دخالتا نحنا وأوطاننا جميعها حيث ان مأمورين الترك جاعدين يساعدون بن رشيد لمصالحهم الذاتية نرجوكم كل الرجا ترسلون الذي منا الى الباليوز في بوشهر.... «.هذا أهم ما ورد في هذه الرسالة الهامة، وسنعرض لكم، إن شاء الله، وثائق أخرى في المقالات المقبلة.