كسافة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
عيون الأخ الأكبر تلاحق الفرد أينما كان، لا تملي عليه شيئاً غير أمر واحد، هو الصمت، وبهذا الصمت المطلوب يمكن أن تعمل (أو لا تعمل) السلطة بهدوء من غير تشويش ضجيج المواطن، فالجميع هنا سواسية في الساحة لا فرق بين سياسي كبير مثل مسلم البراك أو كاتب شاب مثل محمد العجمي (بوعسم)، كان يحلم بوهم الحرية في الساحة ذات الأسوار العالية، مسلم ومن سيلحق بمسلم، وبوعسم ومن سيلحق ببوعسم، كلهم سواسية أمام النص القانوني كلهم "ولسون" في عالم 84 لأرويل، هل لك أن تتحدى النص؟ هل لك أن تعترض عليه؟ هل تفكر بأن تقول كلمة "لا" خارج النص خارج حوائط النص؟! هذا غير ممكن، ويستحيل، فهذا خرق لقداسة النص، وحين يحدث ذلك فلابد من العقوبة، ولا يمكنه الاعتراض على العقاب، فهذا اعتراض على المقدس، الذي يسمو عالياً فوق البشر، فوق الإنسان، فوق كرامته.حالتنا كسافة، ما بعدها كسافة، عندما تغلق كل نوافذ الأمل بالتغيير، هي كسافة فقد الحرية، وهي كسافة ملاحقة من يتكلم ولو بكلمة نقد واحدة ضد الكسافة، لننته الآن بقناعة أن القانون هو الكسافة والكسافة هي القانون، هنيئاً لكم بقوانين ومؤسسات الكسافة. كسافة بلهجتنا تعني رداءة، أصلها "كسف" وكسوف، أي ذهاب ضوء الشمس، فهل ذهب نور الحرية أم لم يكن لدينا شمس الحرية بداية أم اننا نحيا هذه الأيام في حالة ظلام وكسوف كلي؟!