شن وكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري -تحت التأسيس- هشام عوف هجوما عنيفا على الأزهر الشريف، معتبرا أنه لا إمكانية لتقدم مصر طالما بها مؤسسة مثله.
وشدد عوف، في حوار مع «الجريدة»، على أن هذه المؤسسة الدينية تجاوزت حدودها ومارست نفوذها لقمع حرية الرأي والإبداع، مضيفا ان العلمانية غير ممثلة سياسياً، والأحزاب الليبرالية سقطت في فخ المساومات، وفي ما يلي نص الحوار:• لماذا اتخذت الدعوة لتأسيس حزب علماني موقفا معاديا للأزهر؟- الأزهر تجاوز حدوده، وأصبح سلطة دينية تتدخل في السياسة وتبسط نفوذها ضد الإعلام والفكر والإبداع، والآن تتم مصادرة بعض الكتب ومنع بعض الأعمال السينمائية والبرامج التلفزيونية بأوامر من الأزهر، ما ظهر بوضوح في منع برنامج إسلام بحيري، ومن قبله منع فيلم نوح من العرض في مصر، فالدولة لا يمكن أن تتقدم وبها مؤسسة دينية مثل الأزهر تتدخل في كل صغيرة وكبيرة.• لماذا التفكير الآن في إنشاء مثل هذا الحزب بمصر؟- يوجد في مصر تيار علماني غير ممثل في الأحزاب الليبرالية القائمة، والتي لا تعبر عن فكرة العلمانية بشكل صريح، لأن هذه الأحزاب، ومن بينها حزب «الوفد»، وقعت في فخ المساومات والمواءمات. لذلك قررنا أن نخرج بهذا الحزب ليتحدث باسمنا، ويدعو لعلمانية الدولة المصرية، كما ان ظروف المنطقة تستدعي وجوده، في ظل انتشار الجماعات المتطرفة والمتشددة، وهي تنظيمات تستغل الشعارات الإسلامية كغطاء لنشر الإرهاب في العراق وسورية واليمن، وهذه التنظيمات تريد لمصر العودة إلى العصور الوسطى.• ما المبادئ الأساسية للحزب؟- المساواة والمواطنة، فنحن نهدف إلى أن تتعامل الدولة مع جميع المواطنين دون تمييز أو تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون، وهي نفس المبادئ التي يستند إليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما ان الحزب يقدم رؤية اقتصادية متكاملة تشترط تكفل الدولة بحرية المنافسة بين الجميع، ومنهجنا الاقتصادي يتلخص في نظرية «نيو ليبراليزم» (الليبرالية الجديدة)، والتي تمزج بين الرأسمالية والاشتراكية، لكنها أقرب للرأسمالية مع تطعيمها بأفكار العدالة الاجتماعية.• لماذا طالبتم بإلغاء مواد الهوية الإسلامية من الدستور المصري؟- لم نطالب بإلغاء هذه المواد، لكننا قلنا إن هذه المواد تتعارض مع مواد الحريات والمواطنة في دستور 2014، ومشكلتنا الأساسية أن الدستور ينص على أن مصر دولة إسلامية، فلا يوجد تعريف لهذا المسمى.والنص على كون الدول إسلامية يعني الاعتراف الضمني باضطهاد المسيحيين، وأي فئات أخرى خارج الإسلام، فالحزب العلماني يطالب بإطلاق حرية الفكر والعقيدة، والمطلوب الآن التركيز على التنمية والبحث العلمي وتحسين مستوى التعليم.• لكن هناك شعورا عاما برفض العلمانية في الشارع المصري؟- نحن في مجتمع يعاني كثير من مواطنيه عمليات غسل المخ التي أجريت لهم في فترات ماضية، فالمصريون تربوا على أن العلمانية شيء غير مقبول، بعد تشويهها إعلاميا بشكل كبير، حتى تم وصمها بالإباحية والإلحاد، لكننا سنستمر في خطواتنا وسنسعى لنشر مفاهيم العلمانية الصحيحة.• ما المقصود بالعلمانية من وجهة نظركم؟- العلمانية ليست ضد الدين، كما يتبادر إلى الذهن، لكنها تسعى لفصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية وحرية الاعتقاد، لكي تكون الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان، مع ضمان حرية العقيدة، فمن حق أي مواطن أن يعتقد ما يراه، وواجب الدولة أن تحترم حريته وتتكفل بحمايته.• هل تعتقد أن لجنة شؤون الأحزاب ستوافق على أفكاركم وتسمح لكم بتأسيس الحزب؟- نحن الآن بصدد كتابة برنامج الحزب، وشرح وجهة نظرنا فيه، ووضع أهم مبادئه بما يتناسب مع الدستور والقانون الحالي، حتى نستطيع أن نحصل على موافقة لجنة شؤون الأحزاب، وهي تشترط جمع 5 آلاف توكيل في 10 محافظات مصرية مختلفة لتدشين الحزب رسميا، وبدأنا بالفعل جمع التوكيلات من مختلف المحافظات، ولا أتوقع أن ترفض اللجنة الحزب إلا إذا كانت هناك نية مبيتة من الدولة لمنعه.
دوليات
وكيل «الحزب العلماني» لـ الجريدة•: الأزهر تجاوز حدوده
06-06-2015