هَبنـَّـقة رجلٌ أحمق عاش في العصر العباسي، ولم يكن رحمه الله أحمق "أي كلام"، بل كان أحمق عبقرياً كامل الدسم، وعلَماً من أعلام علوم "الحمق- لوجيا"، وله فيها أطروحات أحمقية معتبرة أشهرها بل أبرزها نظرية: "أنا مين"؟!
يحكى أن هبنقة هذا كان يعلق دوماً حول عنقه قلادةً من عظام وخزف، وقد سئل عن سرها قدّس الله سره فقال: أخشى أن أضيعَ من نفسي، ففعلت ذلك؛ لأعرفها وأعثر عليها إن ضاعت! وذاتَ ليلة ليلاء حوَّلت أمُّه قلادته إلى عنق أخيه النائم بجانبه، فلما أصبح ورآها قال: يا أخاه، أنتَ أنا، فمن أنا؟! وذكر على ذمة أحد الرواة أن هبنقة بعد اكتشافه لنظرية "أنا مين"؟! قفز صائحاً كما قفز قبله أرخميدس "أخا الإغريق" عند اكتشافه لنظرية الحجوم، لكنه طبعاً لم يصرخ مثله ويقول: وجدتها، وجدتها، بل صاح: ضيعتها، ضيعتها!صمدت نظرية هبنقة أو حماقته المسماة "أنا مين"؟! وأعيت من يداويها منذ العصر العباسي إلى عصرنا الحالي المسمى عصر "عباس فوق دباس"* إلى أن ظهرت هذه الأيام تباشير اكتشاف دواء ناجع لها خاصة، بعد مشاهدة بعض ردود الأفعال المحلية الهبنقية أمام تكريم الأمم المتحدة للكويت بوصفها مركزاً إنسانياً، واعتبار أميرها حفظه الله ورعاه قائداً للإنسانية.كل من كان عنده ما يسد رمق مخه من المنطق، وكل من كانت خلايا مخيخه لائقة للخدمة العقلية، كان لا بد أن يعرف أن تكريم إنسانية الكويت ممثلة بشخص قائدها سمو الأمير كان اعترافاً عالمياً مستحقاً بكل لقمة كويتية سدت جوع فقير، وبكل خيط قماش كويتي ستر عورة محتاج، وبكل جهة خيرية كفلت يتيماً أو حفرت بئراً أو أقامت مسجداً أو مدرسة، وبكل يد مواطن حوت ديناراً صك بنقش حاتم أغاث منكوباً أو آوى مشرداً أو مسح دمعة ملهوف.كان سموه هناك وراء المنبر الأممي يمثل وجه عطائنا الممتد الذي لا تغيب عنه شمس الخير أبداً، وكان التكريم للكويت وما تمثله أولاً وأخيراً، وهذا مع الأسف الأمر الذي لم يفهمه بعض الحمقى الهبانقة فصار بعض "الزرق" منهم يستغل التكريم فقط ليطيل الهمز واللمز في ولاء المعارضة ويغيظ ناشطيها، ولو اطلعت على تاريخ هذا الهامز اللامز لوجدت أنه ليس حياً في ملفات حقوق الإنسان فيرجى، ولا ميتاً في دعم الجهات الخيرية فيرثى!! بل بالعكس كان دوماً قامعا لكل حس إنساني هنا ومعارضاً لكل عمل خيري حتى لو كان حصالة ترقد على رف بقال!!وفي الجهة الأخرى بعض "البرتقالية" صار ينتقص ويقلل من مكانة التكريم ليشفي غليل قلبه الشمشوني من "الزرق" حتى لو كان الثمن هدم قفص صدره الوطني بمن فيه! مع أن بعض هؤلاء البرتقالية لو حصل رمزه السياسي على شهادة "لائق صحياً" لدبج فيها وفيه القصائد والمواويل، وربما رقص السامبا والرومبا على شرف صحة الرمز!!البشارة يا حمقى العالم فاستمعوا، لقد أبطلت نظرية "أنا مين" الهبنقية بدواء ناجع يداوي كل هبنقية، ويقول: "إنت مين"... علشان تحط راسك براس كويت الخير والإنسانية؟!*«حَطّ عبّاس فوق دبّاس»: مثل كويتى يدل على الفوضى وغياب التركيز، ويضرب للتعبير عن خلط الأمور بعضها ببعض، وعدم التمييز بين غثّ الأشياء وسمينها.
مقالات
خارج السرب: كويت الإنسانية VS هبنقة
13-09-2014