المسعود: اللاعب الكويتي موهوب ومقهور ومحبط

نشر في 29-08-2014 | 00:08
آخر تحديث 29-08-2014 | 00:08
فييرا صاحب القرار الأول والأخير مع «الأزرق»... وكأس الخليج ستكشف عن قدراته
جاء اعتذار مدير منتخب الكويت لكرة القدم إبراهيم المسعود عن عدم استكمال مهمته مع «الأزرق»، ليكشف عن المعدن الحقيقي لهذا الإنسان الذي تعود العمل بإخلاص بعيدا عن البهرجة والمكاسب الشخصية، فنادراً ما يقدم مدير أو مسؤول اعتذاره عن مهمة تجعله ملء السمع والبصر في كل وقت وحين، حتى لو عانى أزمة أو مشكلة تحتم عليه الابتعاد، لكن المسعود وضع مصلحة بلاده في المقام الأول، وقدم بكل شجاعة اعتذاره عن عدم الاستمرار مع «الأزرق» لأسباب كشفها في حديث خاص لـ«الجريدة».

وتحدث المسعود خلال اللقاء عن فييرا وعن اختياراته، وحقيقة التدخل في شؤون المدرب وفرض أسماء بعينها، كما كشف عن رأيه في اللاعب والمدرب الكويتي، وأيضا عن دوري الدمج، وعن حظوظ المنتخب في بطولة كأس الخليج، وبطولة آسيا، والكثير من الأمور مع المدير السابق لمنتخب الكويت في الحوار التالي.

● لماذا قدمت اعتذارك عن عدم الاستمرار مع الأزرق؟

- العمل مع الأزرق وفي خدمة الكويت شرف لا يضاهيه شرف، وكنت أحاول الاستمرار مع المنتخب لكن الظروف العائلية التي أمر بها اقوى مني، وتتعلق بمستقبل أفراد أسرتي، وهو ما دفعني الى تقديم الاعتذار، لكني لن اتخلى ابدا عن دعم الأزرق، وسأظل الى جواره كلما لزم الأمر، وهناك من سيكمل المشوار على خير ما يرام.

● كيف تقيّم الفترة التي قضيتها مع الأزرق مديراً للفريق؟

- أشعر بالرضا عما قدمت مع المنتخب خلال الفترة الماضية، وأحب أن أوضح ان الفترة كانت تجهيزا للأزرق، بعيدا عن اي نتائج، حتى الفترة الأولى من تولي فييرا للمهمة وبصحبته الجهاز الإداري لم تكن تتحمل اي تبديل في فكر الأزرق الذي تعود ولفترة طويلة على فكر الجهاز الفني السابق بقيادة الصربي غوران.

● هناك من قال إن أداء الأزرق الخططي لم يتغير مع فييرا، وهناك من قال انه لا يملك ما يقدمه للأزرق والكرة الكويتية؟

- فييرا مدرب غير محظوظ حتى الآن مع المنتخب، فالفترة الأولى التي تولى فيها المهمة كانت صعبة من حيث الإصابات التي عانى منها الأزرق، كما ان فرض فكر اي مدرب جديد على الأزرق أمر يحتاج الى الوقت، وهو ما لم يتح لفييرا في الفترة الأولى، وأعتقد انه أحكم قبضته في الوقت الحالي على جميع اللاعبين في الكويت من حيث التقييم الفني لمستواهم ويعرف كيف ومتى يوظف اياً منهم وتطويعهم لخدمة منتخبات الكويت، ويكفي أن أقول إن أجندة فييرا تضم 65 لاعبا تابعهم عن كثب وباهتمام كبير منذ توليه المهمة.

أما الحديث عن فكر المدرب المحدود، فهو أمر مردود عليه، ونتائج المدرب مع المنتخبات والفرق التي تولاها أكبر رد على المشككين في قدرات المدرب.

● متى ترى الوقت مناسبا لتقييم اداء فييرا مع الأزرق بعيدا عما حققه مع المنتخبات الأخرى؟

- بطولة الخليج المقبلة ستكون المحك الحقيقي لفييرا، وستكون المقياس لمدى تطور الأزرق معه، وانا واثق باللاعبين، وقدرتهم على التجاوب مع المدرب، الذي يعمل بجد واجتهاد منذ توليه المهمة، فحتى في المباريات الودية فإن فييرا يكون حريصا على تحقيق الفوز للتقدم في الترتيب بين منتخبات المنطقة.

● تبدو متحمساً لفييرا ومؤيدا لاستمراره مع الأزرق؟

- الاستقرار مطلوب لأي فريق في العالم، وهو المفتاح نحو التطوير، وفييرا مدرب مجتهد وصاحب فكر ويستحق الاستمرار في قيادة الكرة الكويتية.

● ماذا عن إمكانية دخول المدرب محمد إبراهيم بديلا له أو ضمن الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة؟

- القرار ليس قراري، بل قرار مجلس إدارة الاتحاد، ومحمد إبراهيم مدرب قدير استطاع تغيير نظرية أن المدرب الكويتي هو مدرب طوارئ فقط، وبشكل عام المدرب الوطني يحتاج الى الدعم باستمرار حتى يتطور ويظهر ما يملك من إمكانات وأفكار.

● هل يستطيع منتخب الكويت تحقيق بطولة كأس الخليج، والظهور في أستراليا بشكل إيجابي؟

- بطولة الخليج دائما ما تكون عرسا خليجيا، ويكون الأزرق مطالبا فيها بحصد اللقب، وأعتقد أن حظوظ المنتخب قائمة للمنافسة على اللقب، وأستطيع أن اقول إن الأزرق سيخوض منافسات كأس الخليج من أجل حصد اللقب، وللتجهيز لمنافسات كأس آسيا في الوقت ذاته، وهو الامتحان الأصعب لمنتخب الكويت خلال الفترة المقبلة، وأعتقد ان الاجتهاد سيكون شعار الأزرق في استراليا، رغم صعوبة المجموعة التي يوجد فيها، وفي حال عدم التوفيق فإن دعم الأزرق وفييرا هو القرار الصائب، ولاسيما الهدف الأسمى هو بلوغ كأس العالم 2018 في روسيا.

●هل تتوقع انقلابا في الخريطة الآسيوية كرويا؟

- بالطبع هناك منتخبات في تراجع مستمر في آسيا، وأخرى في تصاعد، ولعل ما يقدمه منتخب كوريا، الذي كان المارد الآسيوي الصاعد في الفترة الأخيرة وفي كأس العالم، يؤكد أن الفريق في تراجع مستمر، في حين يفرض منتخب اليابان هيمنته على القارة من جديد، ومن دون شك أصبح المنتخب الياباني الأقوى في القارة.

● ما تقييمك للاعب الدولي الكويتي من خلال معايشته خلال الفترة الماضية؟

- اللاعب الكويتي محترف في تصرفاته، ولا ينقصه أي أمر من أمور الاحتراف سوى معاملة الأندية، والمنتخبات له كلاعب محترف، وكفى قهرا وظلما للاعب الكويتي، فهو في حاجة الى الدعم، كنظرائه وزملائه في الدول المجاورة، ولنا أن نتخيل أن اللاعب الكويتي يتقاضى 400 دينار، في حين أن لاعبا آخر يطلق عليه اسم محترف ربما يكون الى جواره في نفس الفريق ويتقاضى 700 ألف دولار!

● هل واجهت حالة تمرد على الأزرق خلال الفترة الماضية؟

- أشهد أن اللاعبين في المنتخب على خلق، ويضعون مصلحة وطنهم أمام أعينهم، ولم أجد منهم الا كل الدعم خلال الفترة التي قضيتها معهم.

● لكن البعض فسر حالة الاعتذارات.. وأيضا مغادرة عبدالرحمن باني لمعسكر المنتخب في تايلند بأنه تمرّد؟

- دعنا نتفق على أن مصلحة اللاعب الدراسية أهمّ بكثير من مصيره في الملاعب، في ظل عدم استفادته ماديا، ولا أستطيع أن أعاقب اللاعب على أمور خارجة عن إرادته، لذلك فالتعامل مع الاعتذارات يكون بتفهّم وإدراك للأمور، أما باني ومغادرته لمعسكر تايلند فجاء نظرا ظروف صحية لوالدته تفهمها الجهاز الفني والإداري، وليس أكثر من ذلك.

● ما هي العقبات التي تواجه الجهاز الفني والإداري مع المنتخبات؟

- بكل تأكيد فإن انخفاض معدل اللياقة اليدنية عند اللاعبين من أبرز العقبات، فاللاعب الكويتي رغم موهبته فإنه يحتاج الى رفع معدل اللياقة البدنية، كما أن تعاون جميع الجهات مع المنتخبات أمر مطلوب، سواء في ظل حاجة اللاعبين إلى تفرغات رياضية وما شابه ذلك لخدمة بلدهم الكويت.

● هل توجد مجاملة للقادسية في الاختيارات الخاصة بمنتخبات الكويت؟

- اللاعبون في القادسية لا يحتاجون إلى مجاملة للدخول في تشكيلة المنتخبات، كما أن المنتخبات تتسع لكل اللاعبين في الأندية الأخرى، ومن خلال معايشتي مع المدرب فييرا، فهو لا يقبل ولا يستطيع أحد فرض أسماء بعينها عليه.

● لماذا استبعد فييرا مدافع العربي البارز أحمد إبراهيم؟

- ناقشت المدرب في اللاعبين، وكان مبرره أن لديه من اللاعبين ما يعوض إبراهيم، وربما يضمه في المستقبل، فهو مدرب لا يحمل ضغينة لأي لاعب.

●ما هو تقييمك لدوري الدمج وإلغاء دوري الدرجتين من قبل اتحاد الكرة؟

- الدوري في ثوبه الجديد "تعبان"، ولا يخدم الأندية أو المنتخبات، ومن وجهة نظري إقرار دوري الدمج أضر باللعبة أكثر من الفائدة التي كانت مرجوة من المشاركات الكثيرة للاعب، من خلال زيادة عدد مشاركات اللاعب الكويتي، وكان أولى التفكير في مقترحات إيجابية، ولاسيما أن انحسار المنافسة بين ناديين أو ثلاثة تم بعد إقرار دوري الدمج، في حين أن أندية كثيرة باتت تفكر في المشاركة فقط، حتى لو استعانت بالناشئين.

● ماذا تحب أن تضيف؟

- أطالب الجميع بدعم المنتخب خلال الفترة المقبلة، وأشكر "الجريدة" على استضافتها، كما أحب أن أعتذر للإخوة الإعلاميين عن أي تقصير خلال عملي على رأس إدارة المنتخب الفترة الماضية.

بوفهد... عسكري حازم محبوب!

يتمتع مدير منتخب الكويت السابق إبراهيم المسعود (بوفهد)، نسبة لنجله الأكبر فهد، بطلَّة باسمة على محياه طوال الوقت، ويسعى إلى مساعدة كل من يقابله في حدود عمله، وهو ما كان يجعله ملاذ رجال الإعلام حينما كانوا يذهبون إلى تدريبات المنتخب.

ورغم رحابة صدره وتقبله للجميع فإنه يتمتع بشخصية قوية وحازمة، تجعل من يريد الخروج عليه وتجاوزه التفكير مرات ومرات.

عمل المسعود كضابط في الجيش، وتميز طوال فترة عمله بالانضباط، والتحق بالقادسية في العصر الذهبي كأحد العاملين في الجهاز الإداري للنادي، ثم قدم اعتذاره عن عدم الاستمرار مع الأصفر، ليعود بعدها بسنوات من بوابة منتخب الكويت، لكنه تراجع عن تكملة المشوار بعد فترة قصيرة من العمل.

تجنيس اللاعبين!

اعتبر المسعود أن تجنيس اللاعبين "البدون" الذين يمثلون منتخب الكويت أمر ضروري، وسيغير من نفسيتهم بصورة كاملة، مضيفا أن بند الخدمات الجليلة ينبغي أن يشمل هذه الفئة التي تخدم الكويت بكل حب وتقدير.

ولفت المسعود إلى أنه لمس معاناة هؤلاء اللاعبين، وكان قريبا منهم بصورة كبيرة خلال فترة وجوده بالمنتخب.

back to top