عادت التفجيرات التي كانت تستهدف حواجز أو مناطق موالية لحزب الله في لبنان مجدداً، بعد أن توقفت لعدة أشهر، في خطوة من شأنها إضافة مزيد من التعقيدات على المشهد الداخلي اللبناني الذي بات ينزلق أكثر فأكثر الى المستنقع السوري.
وقال الوكالة الوطنية الرسمية إن انفجاراً استهدف حاجزاً تابعا لـ»حزب الله» في جرود بلدة الخريبة في سلسلة جبال لبنان الشرقية مساء أمس الأول، ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى، في حين ذكرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن لا ضحايا في الانفجار.وبينما أفادت مصادر بأن انتحارياً على دراجة نارية فجّر نفسه لدى خروج سيارة بداخلها عناصر من «حزب الله» من معسكر في جرود الخريبة، أعلن قيادي في «جبهة النصرة» لوكالة «الأناضول»، أن «الهجوم الذي نفذته الجبهة ضد حاجز حزب الله في الخريبة ناتج عن عبوة ناسفة، وليس عملية انتحارية».ويأتي انفجار أمس الأول بعد إعلان «جبهة النصرة» إعدام الجندي محمد حمية.وتوعد شباب آل حمية، أمس، الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ»أبو طاقية»، مؤكدين أن «محمد حمية ليس شهيد الجيش وحسب وإنما ثأره علينا، وثأرنا ليس مع أهل السنّة، وإنما مع آل الحجيري».من ناحيته، اتهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، حزب الله بالسعي إلى خلق فتنة في عرسال بين الجيش والأهالي.في موازاة ذلك، زار منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أمس، منطقة عكار على رأس وفد كتائبي، حيث شدد على ضرورة دعم الجيش.وقال الجميل في كلمة «علينا أن نضع كلّ الصغائر جانباً، لتخطي هذه المرحلة الصعبة، واليوم هو الوقت للتضامن مع بعضنا البعض، ولإزالة كلّ الفوارق بيننا كلبنانيين، ونتعاون ونقف إلى جانب أهم مؤسسة داعمين لها والظهر الحامي لمؤسسة الجيش، الجيش اللبناني الذي يقدم الدماء دفاعاً عن لبنان ومحافظة على حريتنا وسيادتنا وهويتنا وعلى كل ما يميز لبنان».إلى ذلك، أشار رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط في كلمة له من بلدة عين عطا، أمس، إلى أن «بعض السوريين واللبنانيين دخلوا في الإرهاب، وعلينا التمييز بين الإرهابي واللاجئ».وقال: «حكّموا العقل واتركوا المخابرات والجيش يقومون بعملهم»، سائلا «أتريدون أن نعرض مصالح الموحدين في الخليج للخطر بالتعرض للاجئين؟». ودعا إلى «محاكمة عادلة للمسجونين في رومية».باسيلالى ذلك، علّق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أمس، في لوس أنجليس الأميركية على موضوع دخول لبنان في التحالف الدولي ضد «داعش»، مؤكدا أن «لبنان شارك سياسيا في هذه الدعوة، لأن لبنان يحارب داعش على أرضه، ونحن في قلب المعركة. لبنان يأخذ ولا يعطي، فنحن لا نملك طائرات لتقديمها لضرب داعش، ولا سلاح لدينا، بل على العكس نحن بحاجة إلى سلاح وطائرات ومال، والدول المشاركة تتفهم وضعنا».الأب والابن في جنازة واحدةالمصيبة التي حلت بعائلة حمادي الخراط في مدينة صيدا بفقدان ابنها الشهيد الجندي في الجيش علي الخراط الذي سقط بانفجار عبوة ناسفة استهدفت شاحنة عسكرية للجيش في عرسال، تضاعفت قبل ساعات معدودة من تشييع جثمانه ودفنه عصر أمس الأول الى مصيبتين، بعد وفاة والده أحمد الذي كان يعالج في مستشفى حمود الجامعي بصيدا، فكانت جنازتين في موكب واحد.وتضاعفت مأساة العائلة الفقيرة والمعدومة، حيث ظلت الأم الثكلى تردد منذ علمها بنبأ وفاة ابنها الذي كان يساعد العائلة في تأمين لقمة العيش عبارة واحدة: «الله يحرق قلبهم مثل ما حرقوا قلبي»، أما علياء الشقيقة التوأم لعلي فبحَّ صوتها وهي تصرخ: «بحبك يا خيي وين تركتنا يا خيي والله يكون معاك يا خيي».موكب التشييع انطلق من مسجد الشهداء بعد الصلاة على الجثمانين، وأقيمت مراسم تأبين عسكرية للشهيد علي توزعت بين مسجد الشهداء ومقبرة صيدا الجديدة، وكان في استقباله ممثلون لوزير الدفاع وقائد الجيش وقيادات عسكرية وأمنية وهيئات دينية وحزبية على مختلف انتماءاتها.
آخر الأخبار
لبنان: «حزب الله» في مرمى الانفجارات مجدداً
22-09-2014