بدأ الجيش المصري بالاستعداد للعملية النوعية في سيناء، لتطهيرها من الجماعات الإرهابية، من خلال تنفيذ انتشار واسع في شبه الجزيرة، بينما صعّد طلاب «الإخوان» من العنف، أمس داخل الجامعات المصرية، بالتزامن مع بدء قوات حماية المواطنين، التابعة للقوات المسلحة المصرية تأمين مؤسسات الدولة وبينها الجامعات.

Ad

استمر تدفق آليات الجيش المصري على شبه جزيرة سيناء، استعداداً لتنفيذ عملية أمنية مُكبرة للقضاء على الإرهاب.

وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ردمت 9 أنفاق حدودية مع غزة، في حين أفاد مصدر عسكري مسؤول بأن العملية «سيناء» التي يجهز لها الجيش حالياً، تعتبر تطويراً للعمليات التي بدأت أواخر 2011 في سيناء، مشيراً لـ»الجريدة» إلى أن «الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، هي أحد أبرز التهديدات المؤثرة على الأمن القومي المصري».

وشهد وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي أمس بياناً عملياً لاقتحام وعبور قناة السويس ضمن فعاليات المناورة «بدر 2014»، حيث أكد قدرة الجيش على مواجهة الإرهاب، مضيفاً: «اتخذنا إجراءات سيعلم الشعب مداها خلال أيام».

وبعد أربعة أيام من وقوع مجزرة شمال سيناء، التي راح ضحيتها أكثر من 30 جندياً على أيدي إرهابيين مسلحين، أغارت مروحيات من طراز «أباتشي» أمس على مواقع يعتقد أنها لبؤر إرهابية في جنوب مدينة الشيخ زويد، في حين أعلنت القوات المسلحة، عن مقتل 4 تكفيريين شمال سيناء.

وفي محاولة من الأجهزة الأمنية للوصول إلى منفذي حادث «كرم القواديس»، كشفت مصادر أمنية رفيعة أن التحريات الأولية أثبتت أن عدداً ممن شاركوا في الحادث خططوا من قبل لاستهداف وزارتي الدفاع والداخلية، عقب فض اعتصام «رابعة العدوية» الإخواني، أغسطس 2013، وأوضح المصدر أن ضابطين تم فصلهما من الجيش - هما عماد عبدالحميد، وهشام عشماوي - من بين المتورطين في الحادث.

وتابع المصدر، أن مفاجأة أخرى كشفتها التحريات تشير إلى أن تاجري مخدرات في الشيخ زويد ساعدا في وصول المال والسلاح لـ»أنصار بيت المقدس»، فضلاً عن توفير ملاذ آمن للعناصر الإرهابية.

تصعيد الجامعات  

إلى ذلك، وبعد هدوء دام بضعة أيام في الجامعات المصرية، عادت أمس الأجواء الساخنة مجدداً، لتخيم على المشهد، بالتزامن مع أول أيام تأمين عناصر الجيش للجامعات، تنفيذاً لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بمساعدة القوات المسلحة للشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية.

وشهدت جامعات الأزهر وعين شمس والإسكندرية والمنصورة وبني سويف وأسيوط اشتباكات بين طلاب الإخوان والأمن، ما أدى إلى ضبط عدد منهم، والتحقيق مع آخرين تمهيداً لفصلهم.

وأعلنت وزارة الداخلية ضبط 34 من مثيري الشغب، خلال تظاهراتهم في عدد من الجامعات أمس، وبحوزتهم كميات كبيرة من أدوات الشغب وإبطال مفعول 6 عبوات متفجرة داخل جامعة المنصورة، ومحدثي صوت في محيط جامعة بني سويف شمال الصعيد.

«6 أبريل - الجبهة»

من جانبها، وصفت حركة «6 أبريل - الجبهة»، قراراً يسمح لقوات الجيش بتأمين الجامعات بـ»الحماية العسكرية»، وأنه يأتي ضمن مخطط إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية، وقال المتحدث الإعلامي للحركة محمد فؤاد لـ»الجريدة» إن «قرار تأمين المنشآت العامة من قبل الجيش، آلية جديدة تحكم بها المؤسسة العسكرية سيطرتها على الدولة».

دعم غير تقليدي

وفي إطار حشد القاهرة الدولي والإقليمي للحرب ضد الإرهاب، أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول خلال لقائه وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو، عن أمله في تلقي مصر «دعماً غير تقليدي» من أصدقائها وشركائها في مجال مكافحة الإرهاب.

الأحزاب ودعم الدولة

إلى ذلك، عقد عدد من الأحزاب المصرية بينها حزب «الوفد» - أقدم الأحزاب الليبرالية - و»الكرامة» الناصري، وعدد من الشخصيات العامة، بينهم الفقيه الدستوري يحيى الجمل، مؤتمراً صحافياً، أمس لبحث سبل دعم الدولة في حربها ضد الإرهاب، واختتم المؤتمر أعماله في ساعة متأخرة، حيث وقع المشاركون على وثيقة من عدة بنود، بينها تشكيل لجان لمواجهة التطرف والتواصل مع وزارتي الشباب والتعليم العالي لتنقيح المناهج التعليمية.