«نساء الخليج واليمن» يرصد واقع المرأة في المنطقة

نشر في 22-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-03-2015 | 00:01
No Image Caption
بن شيبة: إرادة المرأة الكويتية تمكنها من الوصول إلى أعلى المراتب العلمية والعملية

يرصد الكتاب الشهري الصادر عن {مركز المسبار للدراسات والبحوث} بعنوان {نساء الخليج واليمن» واقع المرأة في دول الخليج العربي واليمن من خلال استعراض دراسات لـ13 باحثة شملت العقبات القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها المرأة في هذه البقعة من الوطن العربي.
شددت الباحثة الكويتية نسيبة بن شيبة ضمن دراستها «المرأة الكويتية.. الواقع والمأمول» المنشورة في الإصدار الشهري، على أن المرأة الكويتية تملك تحديد مصيرها بأن تسلك طريق العلم في أي تخصص متوافر إلى أن تصل أعلى مراتبه، مبينة أن النساء في الكويت يمكنهن انتقاء المضي في طريق الترقي في العمل من خلال تطوير مهاراتهن وإثبات جدارتهن.

وأشارت بن شيبة في دراستها إلى أن المرأة الكويتية مطالبة بمضاعفة جهودها عما كانت عليه منذ بداية إنتاج البترول، إذ تحولت الساحة الكويتية إلى جزء من قرية عالمية تستقطب ثقافات شعوب العالم وعاداتهم بما تحمله من إيجابيات وسلبيات.

وأضافت: «تتمتع المرأة بجرأة إيجابية، وكانت محط أنظار سكان دول الخليج، فلم تكترث للقيود الاجتماعية، التي تحجم مستوى أدائها، وكثيراً ما تقبل التحدي، وتلقى كل الدعم في مسيرتها من القيادة الكويتية».

واستعرضت الدراسة دور المرأة الواقعي في تحقيق التنمية، الذي يبدأ من المنزل، وتطرقت إلى تحول دور المرأة في أعقاب انتهاء الاستعمار في المنطقة العربية، مشددة على أهمية تمتع المرأة الكويتية بدرجة قيِّمة من الوعي الصحي والاستهلاك الرشيد، لتتمكن من تربية أجيال تتمتع بصحة جيدة تسهم في مسيرة التنمية.

وانتقدت الدراسة مفهوم الإنجاب العشوائي الذي يفتقر إلى الاستعدادين المعنوي والعاطفي لدى النساء، مطالبة بإدراك أهمية إنجاب أبناء يحظون بتربية أخلاقية وإسلامية جيدة وينعمون بمستوى معيشي جيد، ما يؤدي إلى تأسيس شخصيات سوية لا تعاني عقد النقص وانعدام التوجيه التربوي.

تناولت الدراسة أيضاً القوانين التي عززت التمكين الاجتماعي والسياسي للمرأة الكويتية في المجتمع، مدعمةً ذلك بإحصاءات رسمية تعكس التقدم الملموس الذي أثمرت عنه التشريعات الكويتية.

ثورة ناعمة

في تمهيد الكتاب، تشير الباحثة اللبنانية ريتا فرج إلى أن قضايا النساء تتفاوت في الخطاب الرسمي لدى الحكومات العربية. لم تأخذ المرأة في العالم العربي حقوقها كاملة برغم التاريخ الطويل الذي اضطلعت به الحركات النسوية.

شكلت التحولات السياسية منعطفاً في رفع الأصوات النسائية المطالبة بتحقيق العدالة على مستوى النوع الاجتماعي وتبدت بصورتها الأكثر وضوحاً إبان حركات الاحتجاج التي شهدتها دول {ثورات الربيع العربي}.

يتزامن الإصدار مع مراحل تاريخية حرجة تمرّ بها المنطقة، في ظل تنامي الخطاب الديني المتشدد الساعي إلى إعادة المرأة لمواقعها التقليدية، والذي يواكبه نشاط ملحوظ للعنصر النسائي في الدول الخليجية وبقية الأقطار العربية.

تقود الخليجيات واليمنيات، مع حجم الضغوط الدينية والمجتمعية والقبلية والممارسة عليهن، ثورة ناعمة وخفية في مجتمعات بطريركية لم تنجز حتى اللحظة المساواة الكاملة في الحقوق بين النساء والرجال.

مظاهر الدولة الحديثة

ومن جهتها، تحدد أستاذة اللغة العربية في جامعة منوبة في تونس، شكل العلاقة بين الدولة والمواطنات الخليجيات، مبينةً أن العلاقة الأبوية أو الرعوية التي تفرض شروطها وقيودها في مقابل المنّ بمجموعة من الحقوق، وهو ما يفضي إلى تبعية معظم الحركات النسائية للدولة، مستعرضة ضمن هذا السياق تجربة الإمارات التي جاءت فيها الجمعيات كجزء من استكمال مظاهر الدولة الحديثة ومتطلباتها، ولسد حاجة الدولة الناشئة إلى إيصال بعض الخدمات الرعائية للمرأة كالتدريب الحرفي والتعليم والتوعية الأسرية.

أما الباحثة أمل صقر، فتناقش موقف التيارات الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي من قضايا المشاركة السياسية للمرأة من خلال استعراض أبرز هذه التيارات، ثم التعرف إلى مواقفها من المرأة عموماً ومن مشاركتها السياسية خصوصاً.

معوقات التمكين

ومن جهتها، تتتبع الباحثة فاطمة حافظ دوافع السياسة التمكينية واتجاهها، راصدةً دور مؤسسة الدولة في تخطيط وتنفيذ هذه السياسة. كذلك تتناول ردود الفعل تجاهها على المستوى الداخلي ممثلاً في التيارات والهيئات النسوية والمؤسسة الدينية. وفي القسم الأخير من دراستها، تحدد معوقات التمكين في الحالة السعودية وتدرس أثر العامل الديني على السياسة التمكينية.

واهبة الموت

تنتقي الكاتبة هدى الصالح عنواناً مثيراً لدراستها {بنات الإرهاب: أمهات انتحاريات وأخوات مسلمات}، وترصد أساليب التنظيمات في استقطاب نسوة من أكثر البيئات محافظة، معظمهن أمهات تجاوزن العقد الثالث من عمرهن، وتتساءل كيف استطاعت هذه الجماعات تبديل وظيفة الأم كواهبة للموت بدلاً من الحياة وتقديم أطفالها قرابين إلى قادة تلك الجماعات.

يشارك الباحث الوحيد في الكتاب علي البلوي، بدراسة تتمحور حول دور مركز باحثات لدراسات المرأة في السعودية، متسائلاً عن الجهة المشرفة عن المركز وأهدافه وآليات عمله.

وتتناول الباحثة العمانية رفيعة الطالعي عبر بحثها ثلاثة روايات لكاتبات خليجيات هن «كبرت ونسيت أن أنسى» للروائبة الكويتية بثينة العيسى، و{فلتغفري» للروائية السعودية أثير النشمي، «التي تعد السلالم» للعمانية هدى حمد، وتركز الباحثة على صورة المرأة التي تعيش وفقاً لقناعاتها الشخصية متحدية السياقات الاجتماعية. كذلك ترصد الباحثة صور أخرى للمرأة الضعيفة المستسلمة للقوالب الاجتماعية التي تضع أسواراً متنوعة للمحاذير والممنوعات.

قداسة دينية

تطرح الباحثة فوزية باشطح موضوعاً شائكاً يتعلَّق بتمكين المرأة السعودية في المساهمة في التنمية المجتمعية في ظل تعثر الوعي الجمعي محلياً،  لا سيما أن بعض مكونات المجتمع السعودي لم يستسغ أفكار المساواة في الحقوق والواجبات لأسباب ثقافية واجتماعية سحبت عليها قداسة دينية يغذيها باستمرار خطاب ديني يعتمد في مضمونه على أفكار دينية يظنها الكثير من الناس ديناً.

وبدورها، تؤكد الأستاذة في قسم التاريخ فاطمة الصايغ أن ما أحرزته المرأة في الإمارات يعد تقدماً كبيراً، بينما طموحاتها لا تقف عند هذا الحد، فحصولها على حقوقها ومساواتها بالرجل في الحقوق المدنية مثل إعطاء جنسيتها لأطفالها وغيرها من حقوق هو مطلب مشروع لها.

وفي ما يتعلق بواقع المرأة العمانية، تقدِّم الباحثة عايدة النبلاوي دراسة تشير فيها إلى تدني مستوى وعي المرأة في عمان، ووجود فجوة بين التشريع والواقع.

وتركز الباحثة نادية سعد الدين على المرأة في البحرين وقطر، مبينة أن واقع النساء في الدولتين ما زال يراوح عند الشق المطلبي من دون التقليل من أهمية الإنجازات، بينما المطلوب انطلاقة جديدة تؤدي إلى مشاركة فاعلة ومؤثرة في الحياة العامة.

back to top