حذر مراقبون من مخاوف انتقال نفوذ الجماعات الإرهابية إلى المناطق العشوائية في مصر، خاصة محافظات الصعيد، التي تعاني تهميشا وفقرا في الخدمات، ما يجعلها بيئة حاضنة للفكر المتطرف.

Ad

وشدد المراقبون على أن موجة العنف، التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي بالصعيد، قد تعيد إلى أذهان القائمين على تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، فكرة الانتقال إلى الصعيد مستقبلا.

وقالت الصفحات المؤيدة للتنظيم، على «تويتر»، «اقتربنا من تأسيس فرع جديد للتنظيم في محافظات الصعيد»، ما زاد الشكوك في تكرار مأساة ما حدث في شبه جزيرة سيناء، التي عانت كثيرا من التهميش، فتوغل فيها الفكر التكفيري.

وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، لـ«الجريدة»، أن «التهميش والفقر هما أبرز العوامل التي تساعد على ظهور الفكر المتطرف»، مضيفا: «الإرهاب ينشط على أخطاء السلطة، المتمثلة في التهميش المتعمد لبعض المناطق، فضلا عن عجزها عن مواجهة الفقر والبطالة، الأمر الذي يجعل منها بيئات حاضنة للتطرف».

واوضح فهمي أن «السبيل الوحيد لتفادي تحول الصعيد إلى بيئة حاضنة للإرهاب هو الشروع في عمل مشاريع قومية من شأنها أن تحدث تنمية حقيقية».

وقال الخبير في شؤون الجماعات الراديكالية علي عبدالعال إن «تطابق البيئتين السيناوية والصعيدية، من حيث التقاليد والعادات ونزعات التمرد والجغرافيا الوعرة، جعل من الصعيد بيئة ربما تكون حاضنة للإرهاب».

وأضاف عبدالعال، لـ«الجريدة»، «التنظيم يقتفي أثر الإهمال الحكومي، ويحاول تحويله إلى حواضن مناوئة للسلطة»، مشيرا إلى أن الطبيعة الجغرافية للصعيد، حيث الجبال والظهير الصحراوي، تعزز فرص تواجد التنظيم هناك».

من جانبه، أكد الخبير الأمني خالد عكاشة ان انتشار الجهل والفقر والسلاح في أغلب محافظات الصعيد، عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، إلى جانب تهريب الأسلحة والذخائر إلى مصر عبر السودان، سيجعل الصعيد بيئة حاضنة للفكر المتطرف.

ولفت عكاشة، لـ«الجريدة»، إلى أن عنف الجماعات الإرهابية، الذي وقع في تسعينيات القرن الماضي كان نقطة انطلاقه من الصعيد، لذلك يجب الحذر من تكراره مجددا.

وانتقد الخبير الأمني محمود قطري الممارسات الأمنية في الصعيد، قائلا إنها تقود إلى المزيد من فرص وجود التنظيم، متابعا لـ«الجريدة» ان «وجود تنظيم مسلح في الصعيد مثل داعش سيصبح أداة لتحقيق الثأر من الشرطة».