لماذا فايزة أبو النجا؟
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
ردود الفعل على اختيار فايزة أبو النجا مستشارا لشؤون الأمن القومي للرئيس السيسي تعددت، منها ما اعتبر هذا الموقف تحدياً للولايات المتحدة الأميركية وذلك بسبب موقف أبو النجا من مسألة منظمات المجتمع المدني والتي تسببت وقتها في أزمة بين مصر وأميركا وقت المجلس العسكري، كانت أبوالنجا واضحة في انتقاد السلوك الأميركي والغربي في تخطي هذه الدول للدولة المصرية وتقديم الدعم المادي غير المحدود لهذه المنظمات بهدف تقويض الدولة المصرية، هذا الموقف لم يعجب الأميركيين، وأذكر وقت تشكيل الحكومة الأخيرة، عندما قال لي مسؤول أميركي مداعباً "أي تشكيل للحكومة سيكون مرضياً لنا طالما أن فايزة أبوالنجا ليست فيه"، إلى هذا الحد كان موقفهم، هذا الاختيار من الرئيس السيسي اعتبره البعض تحديا للأميركان، ولكن الرد هنا بسيط، فعلاقات الدول أكثر نضجاً من التوقف عند هذه الملاحظات، وإلا كان لمصر أن تسألني المقابل ولماذا لا تغير الإدارة الأميركية سوزان رايس صاحبة المواقف المتشددة تجاه مصر؟كذلك فإن من يتوقع أن وجود أبوالنجا يعني عصراً سيئاً لمنظمات المجتمع المدني هو أيضا مخطئ لأن ما يحكم علاقة الدول بالمنظمات العاملة فيها هو القانون، وطالما احترمت هذه المنظمات القواعد القانونية للدولة فلن تكون هناك مشكلة، وبالتالي فإن هذه المنظمات القلقة لا ينبغي لها أن تقلق طالما احترمت سيادة البلد وقانونه، فالعمل الأهلي هو قاطرة تطوير المجتمع مع عدم السماح بالاختراقات التي تهدد الأمن القومي.في تقديري الشخصي ان اختيار الرئيس السيسي لأبو النجا في موقع مستشار الأمن القومي، هو أفضل اختياراته حتى الآن، والتي أتمنى أن يستكمل فريقه الفاعل على نفس المستوى في مختلف التخصصات، أيضا هذا الاختيار يوسع مفهوم الأمن القومي لدى القيادة والناس، فالأمن القومي ليس مجرد أمن الحدود لكنه يبدأ من طابور الخبز، هذا الفهم المتطور والاختيار الموفق يزيد من مساحة الأمل.