أقدمت مجموعة من الملثمين على قتل مدون بالسواطير في شمال شرق بنغلادش الثلاثاء في ثالث هجوم من نوعه منذ فبراير ويشتبه بوقوف إسلاميين وراءه.

Ad

وقالت الشرطة أن انانتا بيجوي داس قتل في وضح النهار أثناء توجهه إلى عمله في مصرف محلي في مدينة سيلهيت في هجوم قال زملاؤه المدونون أنه يعكس ثقافة الافلات من العقاب في البلاد.

وقال مفوض شرطة سيلهيت قمر الحسن أن نحو أربعة مهاجمين هاجموا داس بالسواطير في حوالي الثامنة والنصف صباحاً في شارع مزدحم في المدينة التي تُعد الخامسة في بنغلادش.

وأضاف لفرانس برس "طاردوه في الشارع مستهدفين في البداية راسه ومن ثم ضربوه في كل أنحاء جسمه".

بعد هرب المهاجمين واندساسهم بين الجموع نقل داس إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته لدى وصوله، وفق الشرطة والأطباء.

ولم يشأ قائد الشرطة الحديث عن دوافع الهجوم لكن المدونين زملاء داس قالوا أنه كان على لائحة للأشخاص المستهدفين وضعها ناشطون يقفون خلف قتل المدون افيجيت روي البنغلادشي الأميركي.

وقال عمران ساركر رئيس جمعية للمدونين في بنغلادش لوكالة فرانس برس أن داس كان "ملحداً ويكتب مدونات لموقع موكتو مونا" الذي كان يشرف عليه افيجيت روي الذي قُتِلَ هو أيضاً بالسواطير في دكا في فبراير الماضي.

وأضاف ساركر "ندين عملية القتل البغيضة، أنها تؤكد مجدداً مخاوفنا من ثقافة الافلات من العقاب في بنغلادش، أي شخص يمكنه الآن أن يقتل مفكراً تقدمياً حراً وينجو بفعلته".

وقال ديباسيش ديبو أن صديقه داس الذي كان يبلغ من العمر 33 عاماً كان المحرر المسؤول عن مجلة جوكتي (منطق) الفصلية وكان يرأس المجلس العلمي العقلاني في سيلهيت إضافة إلى عمله في المصرف.

وقال ديبو لفرانس برس متحدثاً من سيلهيت "في الأشهر الأخيرة تلقى تهديدات من متشددين بسبب كتاباته، كان مدرجاً على لائحة الأشخاص المستهدفين".

وأضاف ديبو "لقد ضربوه على رأسه عدة ضربات بالطريقة نفسها التي هاجموا بها روي".

فاز داس بجائزة موقع موكتو-مونا ومقره في كندا لعام 2006 على "شجاعته في نشر المثل العلمانية والإنسانية".

وركز داس في معظم ما نشره على الموقع على الكتابة عن العلوم والتطور لكنه كتب بضع مقالات انتقد فيها بعض جوانب الإسلام والهندوسية.

كما أشاد في مقالة بالطبيبة والكاتبة العلمانية تسليمة نسرين التي هربت إلى أوروبا في 1994 بعد تلقيها تهديدات من الإسلاميين.

وفي تعليق على فيسبوك الثلاثاء، هاجم داس نائباً من حزب رابطة عوامي الحاكم لأنه انتقد أحد أهم كتاب الخيال العلمي في البلاد.

ويأتي هذا الاغتيال بعد أسبوع على تبني القاعدة في شبه القارة الهندية اغتيال روي في 26 فبراير حيث أصيبت زوجته كذلك بجروح خطيرة، وأوقف إسلامي في إطار التحقيق في اغتياله.

وفي 30 مارس، أعلنت الشرطة مقتل المدون عاشق الرحمن طعناً بالسواطير في دكا، وأوقف طالبان في مدرسة إسلامية في إطار التحقيق في الهجوم.

تعتمد بنغلادش نظاماً مدنياً لكن 90% من سكانها مسلمون من أصل 160 مليوناً.

وشهدت البلاد تصعيداً في الهجمات التي ينفذها متطرفون في السنوات الأخيرة، واتهم أنصار الحزب الإسلامي المحظور من المشاركة في الانتخابات بالوقوف وراء القاء قنابل حارقة منذ بداية السنة بهدف اثارة القلاقل.

وهاجم إسلاميون متشددون خمسة مدونين على الأقل منذ 2013 بعد أن هددت مجموعة متشددة أخرى هي "حفظة الإسلام" بقتل الملحدين الذين نظموا احتجاجات حاشدة ضد صعود الإسلام السياسي.

ونظمت "حفظة الإسلام" التي يقودها مدرسو المدارس الدينية احتجاجاً حاشداً ضد المدونين في مايو 2013 تبعته صدامات عنيفة خلفت نحو 50 قتيلاً.