"أبطال اوروبا": تشافي يبحث عن الوداع المثالي
يتحضر تشافي هرنانديز لتوديع فريقه الأزلي برشلونة الاسباني والرحيل الى قطر حيث سينهي مسيرته الكروية الرائعة في صفوف السد، وذلك في مشاركة اخيرة تاريخية يخوضها غدا السبت على الملعب الاولمبي في برلين الذي يحتضن نهائي دوري ابطال اوروبا بين النادي الكاتالوني ويوفنتوس الايطالي.
وستكون موقعة السبت في برلين تاريخية لتشافي (35 عاما) المتوقع مشاركته ان كان اساسيا او بديلا، لانها ستكون المباراة الـ151 للاعب الوسط الدولي السابق في مسابقة دوري ابطال اوروبا، ما يجعله يودع القارة العجوز كأكثر لاعب مشاركة في البطولة القارية وبفارق مباراة عن حارس ريال مدريد ايكر كاسياس."لم اتخيل حتى في احلامي باني سأنجح في تحقيق الامور التي حصلت معي هنا"، هذا ما قاله تشافي بعد ان فاجأه فريقه منذ يومين بلفتة وداعية رائعة جمعته بالكؤوس الاربع والعشرين التي توج بها خلال مشواره التاريخي في "كامب نو" وبوجود زملاء اليوم والامس واداريي "بلاوغرانا" والعائلة ونجوم من رياضات اخرى مثل لاعب كرة السلة الشهير خوان كارلوس نافارو.وتابع تشافي الذي امضى معظم الموسم الحالي على مقاعد البدلاء: "انه ليس الوداع، بل على الاغلب نراكم لاحقا... وصلت الى هنا قبل 25 عاما ولم اتخيل حتى في احلامي باني سأختبر ما اختبرته هنا. انا من يجب ان يكون ممتنا (لبرشلونة). انا سعيد للغاية".وواصل تشافي الذي ترك بصمته باسلوب لعب برشلونة او ما يعرف بالـ"تيكي تاكا"، "الامر الاجمل الذي سأحمله معي هو الصداقات الرائعة التي كونتها هنا"، ذاكرا في طريقه بعض الاشخاص الذين تركوا بصمتهم في مسيرتهم وبينهم مدرب فريق الشباب السابق جوان فيلا والمدرب الحالي لويس انريكي وزملاؤه السابقون اوليغير وخوركويرا ومارك كروساس، دون ان ينسى المدربين الراحلين تيتو فيلانوفا ولويس اراغونيس اللذين لعبا دورا ايجابيا جدا في مسيرته مع النادي والمنتخب على حد سواء.ويودع تشافي برشلونة بموسم مثالي اذ حصد مع "بلاوغرانا" لقبه الثامن في الدوري ثم اضاف لقبه الثالث في مسابقة الكأس المحلية والرابع والعشرين خلال مسيرته الاسطورية مع النادي الكاتالوني والتي بدأت عام 1997 مع الفئات العمرية و1998 مع الفريق الاول الذي لعب معه 505 مباريات في الدوري.واصبح تشافي السبت الماضي بعد الفوز بلقب الكأس على حساب اتلتيك بلباو (3-1) اول لاعب اسباني يتوج بـ24 لقبا خلال مسيرته الكروية، متفوقا على اسطورة ريال مدريد فرانسيسكو خنتو الذي احرز 23 لقبا. ومن شبه المؤكد ان يشارك تشافي في موقعة غد بغض النظر عن النتيجة وذلك اعترافا من المدرب لويس انريكي الذي كان زميل الدرب في وسط النادي الكاتالوني خلال مسيرته كلاعب (1996-2004)، بحجم مساهمة هذا اللاعب في النجاح الذي حققه الفريق خلال الاعوام العشرة الاخيرة التي شهدت تتويجه بلقب دوري ابطال اوروبا 3 مرات.ومن المؤكد ان تشافي الذي ساهم في جعل الفريق الحالي يتفوق على فريق الاحلام الذي قاد النادي الكاتالوني الى لقب الدوري 4 مرات متتالية بين 1990 و1994، يمني النفس بتوديع فريقه الازلي بلقب رابع له مع الفريق في دوري الابطال رابع وباحراز الثلاثية للمرة الثانية معه بعد موسم 2008-2009.وسيخوض تشافي الذي التحق ببرشلونة عام 1991 حين كان في الحادية عشرة من عمره وخاض مع الفريق الاول 766 مباراة في جميع المسابقات، السبت في برلين مباراته الاخيرة بقميص "بلاوغرانا" ليسدل في غضون اقل من عام الستار على مشوارين تاريخيين في مسيرته على صعيد الاندية والمنتخب الوطني الذي خاض معه الصيف الماضي مشاركته الاخيرة في مونديال البرازيل 2014.ولم يدون تشافي اسمه في تاريخ فريقه الازلي برشلونة وحسب، بل سيبقى عالقا في اذهان الجمهور الاسباني بأكمله بفضل تفانيه في المباريات الـ133 التي خاضها مع المنتخب من 2000 حتى 2014 ورغم خيبة مونديال الصيف الماضي في البرازيل حين وضع نصب عينيه انهاء مسيرته الدولية بافضل طريقة ممكنة من خلال قيادته الى رباعية تاريخية متمثلة بتتويجه باربعة القاب متتالية (كأس اوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس اوروبا 2012-كأس العالم 2014).لكن مستواه في الموسم الماضي مع فريقه برشلونة الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الاولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا (1-5) واقصائه عن تشكيلة المباراة الثانية ضد تشيلي (صفر-2)، كل ذلك اعطى مؤشرا على افول نجم لاعب الوسط بعد ان عجز عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي اعتاد عليها، ما دفعه الى اعتزال اللعب عقب تنازل المنتخب عن اللقب العالمي بخروجه من الدور الاول.وكان مونديال 2014 نهاية ملحمة رائعة فرض فيها ابن تيراسا الكاتالونية نفسه كأحد اعظم لاعبي الوسط في العالم بفضل الالقاب التي توج بها على صعيدي الاندية والمنتخب الوطني (بطولة العالم للشباب عام 1999 وكأس العالم عام 2010 وكأس اوروبا عامي 2008 و2010).وما يتمناه تشافي الان توديع برشلونة بطريقة افضل من تلك التي ودع بها المنتخب وذلك من خلال رفع كأس دوري الابطال للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2006 و2009 و2011، قبل ان يلتحق بلاعبين كبيرين اخرين ودعا "كامب نو" هذا الموسم وهما قلب الدفاع كارليس بويول الذي اعتزل اللعب والحارس فيكتور فالديز المنتقل الى مانشستر يونايتد الانكليزي.ومن المؤكد ان تتويج برلين سيتفوق باهميته على تتويج روما عام 2009 والذي صنفه لاعب الوسط الرائع بالافضل خلال مسيرته في دوري الابطال، قائلا: "ان روما كانت الافضل (فاز برشلونة على مانشستر يونايتد 2-صفر) لانها سمحت لي بتعويض غيابي عن باريس (نهائي 2006 ضد ارسنال الانكليزي). هذه ايضا (مباراة برلين غدا السبت) ستكون مميزة جدا ايضا لانها ستكون النهاية بالنسبة لي كلاعب بلاوغرانا واريد ان انهي مسيرتي بكأس".