علموهم ركوب الجمال
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
وإذا لم نعد من الدول المصدرة للنفط، فماذا يبقى لدينا؟ وهل ستبقى الأهمية الاستراتيجية لهذه الدول على حالها حتى تستمر معها مظلة الحماية الأميركية؟ مخاوف يجب أن تقلقنا اليوم وغداً، فالبنزين الأرخص في العالم تجده في السعودية، وبعدها الكويت على ما أعتقد، وفي قطر توفر الدولة الكهرباء للمواطنين دون مقابل، وفي الكويت يدفع المستهلك مقابل الكيلوات للكهرباء بأقل خمس عشرة مرة من المستهلك في الولايات المتحدة، وكلمة المستهلك الذي تدعم جيبه الحكومة هنا لا تفرق بين موظف براتب ألف دينار يدفع نصفه إيجار شقة، أو شركة تملك المجمعات التجارية والاستثمارية، ولو رفع الدعم عن مصادر الطاقة، مثل الكهرباء والبنزين وغيرهما، لوفرت الدولة 60 في المئة، لكنها لا تريد ذلك، ربما، حرصاً من السلطة على رضا أصحاب المجمعات والمصانع الكبرى الذين ينتجون رقائق الكمبيوترات من وادي «سيلكون» بالدبدبة... أو ربما تخشى غضب المواطنين، الذين سيجدون في ملفات الفساد المالي والإداري التي تضج بها الدولة مع غياب الإنصاف والعدل والشفافية في مؤسسات الدولة وتوابعها كل الأسباب لعودة مظاهرات الرفض من جديد...! لنترك دول الخليج الشقيقة، فقوانين المطبوعات والنشر والجزاء وقريباً الاتفاقية الأمنية، ومشاريع مجلس الأمة، لا تفسح مجالاً للنقد الفكري، ولنبق في الكويت التي يحيا بها جيلي على «توستولوجيا» الأمس بذكريات الستينيات والسبعينيات، ونسأل شيوخنا الكرام ما العمل للغد؟ وماذا ستقولون لنا غير خطاباتكم الرسمية عن خزائن صناديقنا السيادية واستثماراتنا الخارجية التي لا تنضب حسب وهم الواهمين؟ ماذا تخططون للقادم وهو قريب جداً؟ أضعف الإيمان علموا شبابنا ركوب الجمال ليكونوا مستعدين لما بعد الآن!