وسط استمرار المعارك الطاحنة في ريف حلب التي سقط فيها أكثر من 150 قتيلاً خلال أقل من 24 ساعة، وتمكنت خلالها كتائب المعارضة من وقف التقدم الكاسح لمحور النظام، أبدت دمشق استعدادها لوقف القصف المتواصل لأكبر مدن البلاد منذ أكثر من عامين لإتاحة الفرصة لخطة مبعوث الأمم المتحدة.

Ad

مع اشتعال المواجهات في ريف أكبر مدن سورية، أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مساء أمس الأول أن نظام الرئيس بشار الأسد مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب ستة أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة موقتة في هذه المدينة، التي تسيطر كتائب المعارضة على شطرها الشرقي منذ يوليو 2012.

وقال دي ميستورا، للصحافيين إثر عرضه أمام مجلس الأمن في جلسة مغلقة تطورات مهمته، إن «الحكومة السورية أبلغتني أنها مستعدة لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي ستة اسابيع في كل أنحاء مدينة حلب».

وأضاف المبعوث الأممي، الذي زار سورية مؤخرا والتقى الأسد، أن تعليق هذه الغارات والقصف سيبدأ «اعتباراً من تاريخ سيتم إعلانه في دمشق» التي سيتوجه إليها مجدداً «في أسرع وقت ممكن»، كما سيزور حلب من أجل التباحث في تفاصيل هذه الهدنة.

بعثة أممية

ولفت دي ميستورا إلى أنه طلب من النظام أيضاً «تسهيل وصول بعثة للأمم المتحدة» مهمتها اختيار «قطاع في حلب» ليكون اختباراً لوقف القتال. كذلك فإن المعارضة المسلحة سيتعين عليها تعليق قصفها المدفعي والصاروخي خلال الأسابيع الستة، وفق خطة الأمم المتحدة، التي تأمل أن توسع نطاق هذه الهدنات الموضعية لتشمل مناطق أخرى مما يشجع التوصل إلى حل سياسي.

بارقة أمل

وأقرّ المبعوث الدولي بأن تطبيق هذه الخطة سيكون «صعباً» بالنظر الى الهدنات الكثيرة السابقة التي لم تصمد. وقال: «ليست لدي أي اوهام ولكن هذه بارقة أمل»، موضحاً أن «الهدف هو تجنب سقوط اكبر عدد ممكن من المدنيين» في انتظار التوصل الى حل سياسي، وذلك في الوقت الذي كثفت فيه القوات الحكومية غاراتها على حلب.

وأوضح المبعوث الأممي أن ما قصده من تأكيده الأسبوع الماضي أن «الأسد جزء من الحل»، أن «الحكومة السورية التي تمتلك قدرات جوية ومدفعية عليها أن تشارك في اي حل يمكن ان يحد من اعمال العنف ضد المدنيين»، مبيناً أنه لم يقصد مطلقاً استشراف دور الرئيس السوري في أي تسوية سلمية للنزاع.

معارك ريف حلب

وعلى الأرض، سجل نظام الأسد تراجعاً سريعاً في حملته الواسعة الهادفة إلى قطع طرق الإمداد بين ريف حلب والحدود التركية، بعد معارك طاحنة قتل فيها أكثر من 160 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن قوات النظام والموالين لها من جنسيات إيرانية وأفغانية خسرت 70 عنصراً بعد تسجيلها فشلاً كبيراً في قرية باشكوي وبلدة رتيان.

ووثق المرصد مقتل 80 عنصراً على الأقل من مقاتلي الكتائب المقاتلة والإسلامية، من بينهم 43 سورياً خلال الاشتباكات المستمرة في ريف حلب وضاحية الراشدين وجمعية الزهراء بمدينة حلب و37 مقاتلاً من جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار.

تقدم «النصرة»

ووسط تسجيل عمليات أسر متبادلة، أكد المرصد أن قوات المعارضة تمكنت من وقف تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة، مشيراً إلى استعادة جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين السيطرة على بلدة رتيان وقرية دوير الزيتون عقب سيطرة قوات النظام عليها صباح أمس.

وبينما حققت جبهة النصرة تقدماً في منطقة الملاح شمال حلب، تمكن نحو 30 عنصراً من قوات النظام من الوصول إلى بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية.

تدريب وتسليح

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي، أمس الأول، «توصلنا الى اتفاق مبدئي لتدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية»، مضيفة ان واشنطن «تنوي توقيع الاتفاق مع تركيا قريباً»، من دون أن تضيف تفاصيل حول عملية التدريب التي من المفترض ان تبدأ في شهر مارس.

ويضع هذا الاتفاق حداً لأشهر من المباحثات الصعبة بين الدولتين الحليفتين حول تدريب المعارضين السوريين المعتدلين الذين يفترض ان يقاتلوا لاحقا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

موافقة تركية

وذكرت بساكي أنه «كما اعلنا في وقت سابق، وافقت تركيا على ان تكون احدى المناطق المضيفة لبرنامج تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية المعتدلة».

وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية في منتصف يناير أنها تعتزم إرسال مئات العسكريين الاميركيين لتدريب المعارضة السورية، وإضافة الى تركيا، وافقت كل من السعودية وقطر على استضافة مراكز التدريب كما عرضت توفير مدربين.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

رسائل «داعش» تكشف أوامر قادته

سرّب منشقون عن تنظيم «داعش» المتطرف، انضموا حديثا إلى «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سورية، رسائل نسبت إلى قادة التنظيم تكشف طبيعة الأوامر التي يوجهونها إلى مقاتليهم.

وكشف هاشتاغ (#اختراق_الرسائل_السرية_للدولة_البغدادية) على موقع تويتر 16 رسالة سربها المنشقون، وتتضمن تكليفات خطية من قادة التنظيم المتطرف إلى المقاتلين على الجبهات.

وتحتوي بعض الرسائل على تعليمات بإرسال سيارات مفخخة إلى مدن وبلدات معينة، أو تكليف عناصر بتنفيذ عمليات انتحارية لاغتيال قادة من فصائل منافسة.