من المصادر المهمة التي يعتمد عليها الباحثون في التاريخ الكويتي، خصوصاً في مرحلة حكم الشيخ مبارك، وما قبلها، التقارير الأجنبية التي كان يكتبها المعتمدون البريطانيون والرحالة والمستكشفون الأجانب الذين مروا بالكويت أو أقاموا فيها فترة من الزمن. ومقالنا اليوم يعتمد على تقارير باللغة الإنكليزية كتبها المعتمد البريطاني الكابتن دي. في. ماكولم عام 1919، وتتحدث عن اقتصاد الكويت من واردات وصادرات.

Ad

يقول ماكولم في مقدمة تقرير له إن الكويت مدينة رئيسية على الجانب العربي من الخليج، وتبعد 50 ميلاً عن شط العرب، وهي على بعد 138 ميلاً بالبحر و100 ميل بالبر من البصرة. ويقدر عدد سكانها بين 50 و60 ألف نسمة، وهو عدد يزيد على سكان أي من الموانئ التي تقع على الخليج.

ويقول أيضاً إن الكويت محطة لنقل البضائع لنجد ولعدد من المدن المهمة في وسط الجزيرة العربية، وبدرجة أقل لمعشور وهنديان وموانئ أخرى ثانوية على ساحل الخليج الفارسي، موضحاً أن تجارتها تتأثر ليس فقط بسبب الأحوال الاقتصادية المحلية، بل أيضاً بالظروف المناخية والأمنية لتلك الدول المجاورة لها، وبمدى سلامة الطرق البرية المؤدية إلى تلك المدن.

وينتقل التقرير بعد ذلك ليتحدث عن حجم التجارة بالكويت في ذلك العام، وهو عام 1918-1917 فيؤكد أن هناك زيادة كبيرة في حجم التجارة بلغ حجماً ليس له سابق من قبل، حيث بلغ 1.533.161 جنيهاً استرلينياً، مقارنة بـ624.245 جنيها في العام الذي قبله، بزيادة تربو على 908 آلاف. ويعزو ماكولم في تقريره سبب الزيادة الكبيرة في التجارة الكويتية لذلك العام إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد المختلفة المستوردة والمصدرة، وإلى ارتفاع الطلب داخل الكويت، إذ إن بعض هذه البضائع يتم تهريبها إلى مناطق ممنوعة وسط الجزيرة والحجاز.

وأشار التقرير إلى العديد من المواد المستوردة والمناطق المستوردة منها، ومن هذه المواد وأهمها الشاي، والقهوة، والرز، والسكر، والتوابل، والمكسرات، والحنطة، والحبوب كالعدس والماش والجريش والهريس، والملابس، والأدوية، والفواكه المجففة، والحديد، والأخشاب، والزجاج، وبعض مواد البناء، وغير ذلك. وكمثال على حجم وكمية هذه المواد أشير إلى ثلاث منها وهي:

القهوة: كميـــــة مــــــــا استـــــــــــورد عــــــام 1915- 1916 بلغت 11.354 (بالوزن)، وارتـــفـــــعـــــــت الكمية الى 66.800 عام 1918-1917.

الحنطـــــــة: كميــــــة مـــــــا استــــورد عام 1917-1916 بلغت 6.495 (بالوزن)، وارتفعت الكميـــــــة إلــــــــى 10.542 عام 1918-1917.

الشـــــــاي: كميـــــــة مــا استــــــــورد عــــــام 1916-1915 بلغت 5.265 (بالوزن)، وارتفعـــت الكميــــــة إلـــــــى 33.691 عـــــــام 1918-1917، أما باقي المواد فكمياتها تختلف حسب الطلب وحسب الحاجة المحلية.

وفي ما يتعلق بمصادر هذه المواد عام 1918-1917، احتلت الهند المركز الأول بدون منازعة، حيث بلغت نسبة الواردات من الهند 59.1%، بينما بلغت الصادرات إليها 29.1 في المئة، تليها المملكة المتحدة بنسبة واردات بلغت 27%، ونسبة صادرات بلغت 18.5%، وجاء في المرتبة الثالثة إيران وبلاد فارس بنسبة واردات 8.6% ونسبة صادرات 10.5%. هذه بعض المعلومات والأرقام التي وردت في تقارير منوعة للمعتمد البريطاني ماكولم في تلك الفترة.

ذكرت في المقال السابق أن المرحوم حمد المناعي له من الذرية ولد واحد هو راشد وأن راشد لا عقب له، والصحيح أن راشد (رحمه الله) له من الذرية خالد (رحمه الله) ولخالد ثلاثة أبناء هم حمد ومحمد وراشد.