عندما تكون أسعار النفط الخام عالية، كما كان شأنها خلال السنوات العديدة الماضية، فإن التكلفة الخاصة بنفقات غير متعلقة بالوقود لدى شركات الطيران – مثل الأجور الأدنى والاستخدام الأوسع للطائرات، والقهوة الرخيصة في غرف استراحة الموظفين، والمساعدة الطبية الأكثر شدة – تصبح أقل أهمية بالنسبة الى النفقات الإجمالية.

Ad

يمثل التراجع في أسعار النفط نعمة بالنسبة الى شركات الطيران يحتمل أن ترفع معدلات هوامش أرباحها خلال فصل الشتاء المقبل. ومن الطبيعي أن يتدفق المزيد من الأموال الى تلك الشركات عندما تكون أسعار وقود الطائرات أرخص، بحسب تصريح رئيس شركة أميركان ايرلاينز سكوت كيربي في الأسبوع الماضي. ولكن على الرغم من ذلك فإن الهبوط في سعر الخام لا يساعد كل شركات الطيران بصورة متساوية، كما أن الإنفاق على مجالات خارج مدى الوقود في شركة ما يلعب دوراً مهماً في نسبة الربحية في هذا الشأن.

وتتجلى هذه السمة من التحول المالي بوضوح تام لدى شركة سبيريت ايرلاينز التي أعلنت عن تحقيق أرباح قياسية بلغت 21.3 في المئة خلال الربع الثالث من هذه السنة. وقد كانت تصريحات الرؤساء التنفيذيين في شركة سبيريت واعدة بالنسبة الى المحللين حيث توقعوا تحقيق هامش ربح في عمليات التشغيل يصل الى 20 في المئة خلال السنة المقبلة – وهي السنة التي تخطط فيها تلك الشركة التي تتخذ من ولاية فلوريدا مقراً لها لتحقيق نمو كبير وتوظيف 250 طياراً جديداً.

يذكر أن وراء طفرة الربحية لدى شركة سبيريت تكلفة نفقات خارج ميدان الوقود والتي تكاد تكون الأدنى في هذه الصناعة.

وتدفع كل شركات الطيران الأسعار ذاتها لوقود الطائرات على وجه التقريب، وهي مرتبطة بالأسعار الآجلة للخام التي وصلت الى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات. وقد وصل سعر نفط برنت، وهو المؤشر الذي يرتبط بشدة بأسعار وقود الطائرات، الى أقل من 86 دولاراً للبرميل، كما أن بنك باركليز خفض توقعاته المتعلقة بخام برنت في سنة 2015 بثلاثة دولارات لتصل الى 93 دولاراً للبرميل، وهي المراجعة الهابطة للبنك في أقل من شهر.

وعندما تكون أسعار النفط الخام عالية، كما كان شأنها خلال السنوات العديدة الماضية، فإن التكلفة الخاصة بنفقات غير متعلقة بالوقود لدى شركات الطيران – مثل الأجور الأدنى والاستخدام الأوسع للطائرات، والقهوة الرخيصة في غرف استراحة الموظفين، والمساعدة الطبية الأكثر شدة – تصبح أقل أهمية بالنسبة الى النفقات الإجمالية. وتقلص شركات عملاقة مثل يونايتد او دلتا ميزة التكلفة التي تتمتع بها شركة صغيرة منافسة مثل سبيريت أو ساوث وست، فيما تحقق عوائد أعلى من شبكاتها العالمية عن طريق زيادة أسعار التذاكر والوقود. ولكن عندما تنخفض أسعار النفط فإن ميزة النفقات غير المتصلة بالوقود تصبح أكثر أهمية بقدر كبير بالنسبة الى شركة طيران قليلة التكلفة منها الى الشركات العملاقة.

 وقد لاحظت مجلة ايرلاين ويكلي المتخصصة في هذه الصناعة في تحليل لها حول ارتفاع أسعار وقود الطائرات في السنة الماضية أن «شركات الطيران الكبرى في وضع أفضل من اجل كسب لعبة الدخل، فيما تتمتع الشركات المتدنية التكلفة بميزة أفضل لكسب لعبة التكلفة».

ومن شأن تسيير شركات الطيران لرحلات طائرات اير باص بوتيرة أبطأ، كما فعلت شركة سبيريت في يومي الثلاثاء والأربعاء، خفض تكلفة الوحدة في الشركة بقدر أكبر حيث تحقق إنتاجية أعلى من الأصول. ويعني ذلك وجود عدد اقل من الركاب بصورة طفيفة – وهو ما يحدث لدى سبيريت في الوقت الراهن – ولكن هذه العملية مجدية من الناحية المالية. ويفسر الرئيس التنفيذي لشركة سبيريت بن بالدانزا عملية حساب تكلفة النفقات التي لا تتعلق بالوقود مع الوقود الرخيص على النحو التالي:

نظراً لأننا شركة طيران مدفوعة بالهوامش، فإننا إذا استطعنا رفع الهوامش مع عوائد أقل قليلاً ومستويات أدنى من التكلفة فإن ذلك يمثل ميزة كبيرة بالنسبة لنا، وهو يعني أيضاً أسعار تذاكر أدنى بالنسبة الى العملاء ومكسباً جيداً بالنسبة الى المستثمرين. وهذه هي طريقة تفكيرنا في سنة 2015. وأنا أظن بوجود ادراك لهذه المسألة – ليس في شركة سبيريت فقط بل في الخارج أيضاً حول تحقيق نمو سنوي بنح 30 في المئة وهو جانب يخفف الضغط عن الشركة عندما تقوم بتسيير رحلات جديدة.

* (بلومبرغ)