أميركا بقيادة حزب «الكاوبوي» خاضت حربين أقربهما لنا حرب العراق، هذا العراق للجهلة في واشنطن مجرد صورة ملونة على شاشة عرض رقمية، يمكن تحطيم قوته العسكرية كما حصل بالفعل، ولكن ما العمل بعد ذلك؟ من سيسد الفراغ؟ من سيحكم القبضة على أرض أخذت اسمها من «العراك»؟
منذ أن رأيته يمارس العروض الكلامية على خشبات المسرح السياسي وأنا واثق بأن القادم أسوأ، وعندما وصل إلى مبتغاه وحان وقت الحصاد لم يأخذ المبهورون بكلامه غير الكلام.ذلك هو أوباما لا أحد غيره، شخصيا لست معنيا بمن تختاره أميركا لقيادتها بقدر الأضرار التي سنتحملها نتيجة تلك القيادة، في حواراتنا الصاخبة مع مجموعة من المهتمين بالشأن العام وتأثيرات الخارج على الداخل، توقفت عند نقطة اعتبرتها مفصلية وهي أن تضارب سياسات دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأحداث الدائرة في المنطقة وآخرها التطورات "الانشطارية" في العراق نابع بشكل رئيسي من الانسحاب السريع والمخجل لللاعب الرئيسي وهو أميركا.أميركا بقيادة حزب "الكاوبوي" خاضت حربين أقربهما لنا حرب العراق، هذا العراق للجهلة في واشنطن مجرد صورة ملونة على شاشة عرض رقمية، يمكن تحطيم قوته العسكرية كما حصل بالفعل، ولكن ما العمل بعد ذلك؟ ومن سيسد الفراغ؟ ومن سيحكم القبضة على أرض أخذت اسمها من "العراك"؟ولأن المصائب لا تأتي فرادى دخل لاعب مجهول الشكل والعدد والعتاد، أكل كل أوراق اللعبة السياسية المتجمدة بين صراع شبقي على منصب رئاسة الوزراء وطموحات سرمدية دفينة للأكراد لبناء وطنهم القومي، ذلك حصل بعد تكرار المثال الذي وقع طوال العقدين الماضيين، بعد أفغانستان هناك الصومال وبعدها البوسنة والهرسك والشيشان وأي بقعة تخلو من النظام والعدالة."داعش" بعثر حسابات الجميع وأرغمهم على الخوف والهلع، وأميركا التي "شبكتنا" هربت بقيادة "الكلمنجي" وكأن ما يمكن تحقيقه في ألعاب "البلاي ستيشن" مضمون تحقيقه على أرض الواقع، وها هو بالأمس يخرج علينا بخطاب يؤكد أنه سيسعى إلى بناء تحالف لمواجهة "داعش"... "سيسعى!!!" وليس "تم الانتهاء" من بناء تحالف مع حلفاء اجتهد هو وشلة من المستشارين الحمقى في فقدانهم.الآن سنفترض أنه تم القضاء على "داعش" وهذا الشيء ليس بالأمر المستحيل، السؤال هو: هل تم القضاء على الفكر المتطرف الذي ينتج "داعش" وغير "داعش"؟ الجواب ببساطة: وهل تحطيم تنظيم القاعدة منع "داعش" من الظهور، مع الأسف الشديد هناك واقع تتصارع فيه حالتنا، حالة العجز الكامل لبعض الحكومات العربية المحافظة على انتهاج سياسة غير سياسة "استيلاد" الفكر المتطرف، وحالة انحياز واشنطن المتواصل للكيان الصهيوني، وهو يغذي الشعور بالكراهية للأميركيين وأي نظام يتعاون معهم.هذا الواقع المرير يمكن تلخيصه بالمعادلة التالية، نحن منابع الفكر المتطرف وأميركا تخلق لهم الأسباب وطرائق التصريف.
مقالات
الأغلبية الصامتة: نحن المنبع... أنتم السبب
04-09-2014