استمرار قمع الحكومة للثقافة والفن
خضعت مجدداً لضغوط الإسلاميين وألغت حفل مارسيل خليفة
• المجلس الوطني للثقافة: تجنباً لإثارة إشكاليات لم يعد الوضع يحتملها• الشايع: الأنشطة تلغى بجرة قلم إرضاءً للتيارات الدينية
برضوخها لتهديدات التيارات الدينية، واصلت الحكومة، ممثلة في وزارتي الداخلية والإعلام غلق نوافذ الثقافة والأدب في البلاد، فبعد حظرها كتباً ومؤلفات كويتية، ثم منعها حفل «أحترم حياتي» التوعوي، سددت أمس إلى النشاط الثقافي المحلي طعنة بالغة، بمنعها دخول الفنان اللبناني مارسيل خليفة إلى البلاد لإقامة حفل غنائي ضمن فعاليات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.ولم يعد معروفاً مَن المسؤول عن الثقافة والأدب والفن في الكويت، هل الحكومة بوزاراتها المعنية أم النواب والتيارات الدينية ممن يرون الثقافة كفراً، والفن فعلاً محرماً! ما يدفعنا إلى التساؤل، في ظل هذه المجزرة الثقافية التي يشهدها عهد وزير الإعلام الحالي: لماذا ننشئ مركزَي عبدالله السالم وجابر الأحمد الثقافيين، ومعهما دار الأوبرا، إذا كانت الحكومة أضعف من مواجهة تهديد نيابي أو تصريح سياسي ضد الثقافة والفنون؟ أم أن تلك المراكز لمجرد التفاخر بها كمبانٍ إنشائية أمام الآخرين؟! بدوره، أكد النائب فيصل الشايع أن تراجع الحكومة عن موافقات مسبقة لجلب فنانين لإقامة وإحياء أمسيات فنية ثقافية «أمر مستغرب، ولا يمكن تفسيره»، معتبراً أنه «يدخل في إطار الخروج عن النصوص والمبادئ الدستورية».وقال الشايع، رداً على سؤال حول تداعيات إلغاء الحفلات المرخصة مسبقاً، إن «التيار الديني مازال يتحكم في تلك القرارات ويؤثر عليها، إلى جانب آخرين لديهم أجندة تتوافق مع تلك التيارات لمنع كل شيء جميل»، مضيفاً أنه «لا يصح أن تُلغى مثل تلك الأنشطة بجرة قلم إرضاء لتلك التيارات، وخوفاً منها».واستغرب السماح لهذه التيارات بإقامة أنشطتها ومهرجاناتها بكل أريحية، في وقت تصر الحكومة على رفض الأنشطة والحفلات الفنية المعتدلة، داعياً الحكومة إلى «مراجعة قراراتها وسياساتها تجاه تعاملها مع الأنشطة الفكرية دون خوف من تيار أو أي أحد».وتساءل: «إلى متى هذا النهج الذي جعلنا نتراجع عن الركب الخليجي ودول المنطقة؟»، مشيراً إلى أن «الكويت كانت سباقة في مجال الفنون والآداب بكل صورها».من جهته، صرح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون علي اليوحة لـ«الجريدة» بأن إلغاء حفل مارسيل خليفة جاء لأسباب «إدارية بحتة، تجنباً لإثارة إشكاليات لم يعد الوضع يحتملها بعد سلسلة منع وإلغاء فعاليات كثيرة، وجدال يقوم بشأن أي قضية تتعلق بأديب أو فنان».