●المشنوق يتهم «داعش» رغم تبني «النصرة» للهجوم  

Ad

● مؤسسة الحريري تتعهد بإصلاح الأضرار

على وقع الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" الهادف أصلا إلى تخفيف الاحتقان المذهبي السني ـ الشيعي، عاد الانتحاريون فجأة إلى لبنان من البوابة الطرابلسية، في توقيت يحمل عدة رسائل سياسية، أكثرها مباشرة قد يكون موقعاً من قبل المتضررين من أجواء التهدئة.   

عاد الإرهاب ليضرب لبنان مجددا عبر عملية انتحارية مزدوجة نفذت أمس الأول، وأسفرت عن سقوط 9 قتلى وأكثر من 40 جريحاً في منطقة جبل محسن التي تسكنها غالبية علوية في مدينة طرابلس شمال لبنان.

وأعادت العملية الأنظار الى هاجس الوضع الأمني، وخصوصا في الشمال، بعدما تحولت الأنظار الى الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، الهادف الى تخفيف الاحتقان المذهبي السني ـ الشيعي.

وأجمعت الفاعليات السياسية كلها على استنكار العملية الإرهابية ورفضها وإدانتها، مستبعدين أن تثير فتنة مذهبية في طرابلس.

الانتحاريان

ونشرت «الوكالة الوطنية»، أمس الأول، الهويتين الكاملتين لمنفذي تفجيري جبل محسن المفترضين: طه سمير الخيال، (والدته غادة - مواليد 1994- رقم السجل 86 - الرمانة طرابلس، يحمل الفكر التكفيري، ومتوار عن الأنظار منذ مدة). وبلال محمد مرعيان الملقب بـ»إبرهيم» (والدته صباح - مواليد  1986، رقم السجل 2396 - التبانة، يسكن في حي الاترنيت في المنكوبين).

ووفق معلومات متقاطعة، فقد كان الانتحاريان طه الخيال وبلال المرعيان من منطقة المنكوبين في طرابلس موضع بحث وملاحقة من الأجهزة الأمنية التي كانت تعلم أنهما خرجا من لبنان إلى سورية بطريقة غير شرعية، وقد اختفيا عن الأنظار في طرابلس منذ المعارك بين الجيش والمجموعات المتطرفة في المدينة.

لائحة الـ 120

وكشفت المعلومات أن «الخيال والمرعيان هما من ضمن لائحة أسماء طويلة تضم نحو 120 اسما لشبان من طرابلس والشمال يُشتبه بأنهم غادروا لبنان في الأشهر الأربعة الأخيرة إلى سورية والعراق للعمل مع المجموعات المتطرفة التابعة لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأن بلاغات بحث وتحرّ قد صدرت بحق هؤلاء».

أسامة عنتر

وأشارت المعلومات إلى أن «شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كانت قد أوقفت المدعو أسامة عنتر لتسهيل إرسال بعض هؤلاء الشبان إلى منطقة الرقة في سورية، كما أوقفت آخرين على علاقة بهذه القضية، ومنهم من كان ذهب إلى سورية».

وأكدت المصادر أن «كل انتحاري كان مزوداً بحزام ناسف يحوي كيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار، وأنهما كانا بالفعل في سورية، وتحديداً في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، وتدربا وعملا تحت لواء جبهة النصرة».

وقالت المصادر إن «الخيال والمرعيان شاركا أيضاً في اشتباكات بين جبل محسن والتبانة تحت لواء مجموعات متشددة صغيرة».

وتركز التحقيقات التي تجرى بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على معرفة من ساعد الانتحاريين من الناحية اللوجستية في كل هذه العملية، أي من تولى نقلهما إلى سورية ومن سورية إلى طرابلس، وخصوصا أن المعلومات تشير إلى أنهما عادا منذ نحو أسبوع فقط.

«داتا» الاتصالات وخلية الـ 4

وكذلك تتركز التحقيقات على معرفة من زود الانتحاريين بالحزامين الناسفين وتفاصيل الساعات الأخيرة قبل التنفيذ، وفي هذا الإطار أشارت المصادر إلى أن «الأجهزة الأمنية تطلع على داتا اتصالات هاتفي الانتحاريين لمعرفة مع من كانوا يتحدثون وتستمع الأجهزة الأمنية إلى أربعة أشخاص كانوا على تواصل مع الانتحاريين وكانوا كما يبدو يخططون للذهاب إلى سورية».

وكانت «النصرة» تبنت مساء أمس الأول التفجير، وفق ما نشر حساب «مراسل القلمون» في تغريدة عبر «تويتر». وجاء في التغريدة: «استهداف مقهى للحزب الوطني الديمقراطي النصيري في جبل محسن بعملية استشهادية مزدوجة ثأرا لأهل السنّة في سورية ولبنان».

المشنوق

وعلى الرغم من هذه المعلومات ومن تبني «جبهة النصرة» للهجوم، إلا أن وزير الداخلية نهاد المشنوق قال بعد اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا طرابلس، أمس، أن «المعلومات المبدئية تقول إن تنظيم داعش وراء التفجير»، لافتاً الى أن «هذه العمليات لا تكون منفردة أو منقطعة، والانتحاريون جزء من التنظيم».

وأوضح «التحقيق جار وجدي جدا، والجهد الذي قامت به الأجهزة الامنية استطاعت خلال وقت قصير رغم الإمكانات المحدودة أن تحصل على المعلومات والأسماء»، كاشفا أن «الانتحاريين قد يكونان على علاقة بالارهابي الذي قتل في انفجار «فندق ديروي» منذر الحسن».

وأكد المشنوق أن «التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الجيش قائم على قدم وساق، لأن مواجهة المرحلة المقبلة، ستكون صعبة»، وشدد على أن «اللبنانيين وأهل الشمال يد واحدة بوجه التطرف والتكفير، وكل من يقف عائقا أمام رغبتهم في الحياة وفي وجه المؤسسات الأمنية».

وأكد أن «أهل طرابلس والشمال هم أهل الدولة والداعمين للمؤسسات الأمنية والخطة الأمنية، والجريمة الكبرى تؤكد التكاتف والتماسك».

وكشف المشنوق عن أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اتصل به وأبلغه أن «مؤسسة الحريري ستتولى تصليح الأضرار ودفع التكاليف في جبل محسن».

وكانت «جبهة النصرة» تبنت التفجير الذي استهدف المقهى، وفق ما نشر حساب «مراسل القلمون» في تغريدة عبر «تويتر». وجاء في التغريدة: «استهداف مقهى للحزب الوطني الديمقراطي النصيري في جبل محسن بعملية استشهادية مزدوجة، ثأرا لأهل السنّة في سورية ولبنان».