الحفناوي لـ الجريدة•: إلغاء الدعم سيشعل «ثورة»
بعد استقالتها من منصبها كأمين عام حزب الاشتراكي المصري، قررت القيادية اليسارية كريمة الحفناوي خوض المنافسة البرلمانية المقبلة، رغم اعتراضها على قانون الانتخابات الحالي.
وأكدت الحفناوي، في حوار مع «الجريدة»، أن رفع الدعم الحكومي سيشعل ثورة جديدة في مصر، مشددة على ضرورة التصدي لرموز النظامين السابقين، من خلال تحالفات قوية تسعى لتحقيق أهداف ثورتي 25 و30، وفي ما يلي نص الحوار:
وأكدت الحفناوي، في حوار مع «الجريدة»، أن رفع الدعم الحكومي سيشعل ثورة جديدة في مصر، مشددة على ضرورة التصدي لرموز النظامين السابقين، من خلال تحالفات قوية تسعى لتحقيق أهداف ثورتي 25 و30، وفي ما يلي نص الحوار:
• بصفتك قيادية في «حركة حماية» لحقوق العمال والقطاع العام، لماذا عادت إضرابات العمال مرة أخرى بعد توقفها؟- الحكومة عليها مواجهة أزمة العمال التي قد تنفجر في أي وقت، بدلا من التبرير المستمر بسوء أوضاعهم الإنتاجية والمادية، والتوقف عن تصدير «كلاشيهات قديمة» تنسب إضرابهم إلى أنه من أفعال «عناصر إخوانية»، ووصف مطالبهم بأنها فئوية، فعمال مصانع النسيج، على سبيل المثال، يطالبون بموارد لتدوير عجلة الإنتاج، إضافة إلى عمال آخرين لم يحصلوا على رواتبهم منذ 7 أشهر، ومن الواضح أن الشركات القابضة تتعمد تخسير شركات القطاع العام.
• هناك حديث رئاسي عن رفع الدعم، كيف ترين ذلك؟- إن حدث ذلك فستشتعل البلد، ولا أستبعد ثورة ثالثة، والأولى بدلا من رفع الدعم في بلد يتجاوز عدد الفقراء فيه نصف تعداده السكاني، تطبيق الضرائب التصاعدية بدلا من الـ20 في المئة التي تطبق على الجميع، وضبط سعر السوق، والتغلب على الاحتكاريين، فهذا الشعب لا يستحق الظروف السيئة المحيطة به، ويكفي مقاومته للإرهاب مع الجيش وصعوبة الحياة الاقتصادية.• إذن هل تتوقعين غضبا شعبيا مرة أخرى؟- مازال الحال هو الحال، ومازالت سياسات النظام الأسبق تطبق، ومحاولات النظام السابق مستمرة في العودة مرة أخرى، إلى جانب السعي الخارجي لخلخلة الدولة داخليا، والذي بدأ بوصول «الإخوان»، أو ما يطلق عليه الغرب «الإسلام المعتدل»، إلى الحكم، والسعي لتقسيم مصر منذ عام 1916، والسبيل الوحيد لتفادي غضبة جديدة هو وضع آليات ومشاريع لتحسين الظروف الاقتصادية المتدنية، إضافة إلى تشكيل حلف عربي لمكافحة الإرهاب.• لماذا قررت خوض الانتخابات المقبلة بعيدا عن مظلة حزب الاشتراكي المصري؟ - أنا استقلت من منصبي كأمين عام لـ«الاشتراكي المصري»، لكني أنتمي فكريا لليسارية الاشتراكية بالطبع، وحتى اللحظة اختياري أقرب لتحالف «العدالة الاجتماعية» للنزول على قوائمه بشكل مستقل، حيث يضم التحالف، الذي يرأسه البرلماني السابق جمال زهران، ما يزيد على 10 أحزاب وشخصيات مستقلة تسعى لإرثاء مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو، وسأخوض الانتخابات في محافظة الجيزة (دائرة البدرشين - العياط)، التي أنتمي لها.• ما الصعوبات التي تواجهك كمرشحة برلمانية؟- قانون الانتخابات أحد أصعب التحديات أمام المرشحين، حيث أعد بقوائم مطلقة تفتت وتهدر الكثير من الأصوات بدلا من القوائم النسبية، إلى جانب تمكين رموز سابقة للعودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية من خلال المال السياسي والعصبيات، خاصة مع بلوغ مقاعد الفردي 420 مقعدا، بينما عدد القوائم ضئيل جدا، إضافة لضيق وقت الدعاية الانتخابية التي لم تتجاوز الشهر.• كيف ترين دعوة السيسي إلى تشكيل «قائمة موحدة» لخوض الانتخابات؟- أعتقد أن السيسي يقصد توحيد القوى السياسية المتقاربة في الأهداف وليس جميعها، لأنه من غير المنطقي أن تتحد قوى سياسية موائمة للثورة مع قوى أخرى معادية، أو أحزاب سياسية كـ»حزب النور»، الذي كان يجب حله وفقا للقانون لخلفيته الدينية.• البعض يصف التحالفات الانتخابية الحالية بـ»التخبط»، ما تقييمك؟- على التحالفات الحالية إنهاء هذا المشهد المربك، واستيعاب المواجهة مع رموز نظامين سابقين تسعى للانقضاض مرة أخرى على السلطة، ولن نستطيع كقوى سياسية إنهاء وجودها بالكامل، لكن علينا بتحالف كبير وإعداد قوائم موحدة بعيدا عن الأيديولوجيات تصطف أمام نفوذ هؤلاء وعودتهم مرة أخرى.أما بالنسبة للتحالف الأبرز فهو الذي يرأسه مستشار الرئيس السابق كمال الجنزوري، الذي يقوم باجتماعات للتحالف للتنسيق على الانتخابات المقبلة، داخل مقر وزارة الاستثمار حتى اللحظة، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام خاصة أن الجنزوري لم يعد في منصبه.