في تصريحات صحافية لوزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى قال إن "هناك مبادرة لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية للمراحل الابتدائية الأولى خلال الأعوام المقبلة، وأن هذه المبادرة تأتي بالتنسيق مع السفارة الفرنسية لدى دولة الكويت، بدعم من المركز الوطني لتطوير التعليم في البلاد، فضلاً عن التعاون مع المعهد الفرنسي والمنظمة الفرنكوفونية ووزارة الخارجية الفرنسية في هذا الشأن.

Ad

ويعد قرار الوزير بتدريس اللغة الفرنسية من أفضل القرارات التي توضح مدى حرصه على تطوير التعليم بالكويت وحرصه على تبادل المعلومات والخبرات بين الكويت ودول العالم، لاسيما أن فرنسا لديها الكثير من الثقافات والخبرات التي يمكن اﻻستفادة منها في شتى المجاﻻت العلمية... وهناك جانب آخر إيجابي لهذا القرار، حيث إن طلاب الكويت يدرسون اللغة الفرنسية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر بالقسم الأدبي فقط، الأمر الذي يستهجنونه ويرفضونه بشكل دائم، فكيف لهم أن يتعلموا لغة في نهاية مراحلهم التعليمية الإلزامية؟!

وعلى ذلك فإن قرار تدريس اللغة الفرنسية بالمرحلة اﻻبتدائية سيعمل على تعايش الطالب مع هذه اللغة منذ بداية مراحله التعليمية، الأمر الذي سيجعل الطالب يتعايش مع اللغة في أولى مراحل التعليم... وبالتالي سيكون تعلمه للغة مقبولاً لديه نفسياً بشكل أسرع وأفضل، مما يجعل دوافعه للتعلم على نحو أفضل.

دائما ما يتساءل الطلبة: هل نحن في حاجة إلى تعلم لغات أجنبية كالإنكليزية أو الفرنسية، ودائماً ما يستفسرون عن سبب التفكير في دراستهم اللغة الفرنسية؟ كما يتساءل بعض أولياء الأمور: هل أنا بحاجة إلى تعليم أبنائي لغة أجنبية أم أكتفي بالدراسة العربية؟ بينما يستفهم آخرون: هل تفكر في إلحاق أبنائك بدورات لتعليم لغات أكثر مما يتعلمونها في الدراسة؟ ومن هنا فهاكم خلاصة لدراسة تهدف إلى بيان بعض مميزات تعلم اللغات في الحياة اليومية.

وتتلخص تلك الأهمية في أن دراسة اللغات مطلب ديني، إذ تتمثل في دعوة الحبيب المصطفي محمد، صلى الله علية وسلم: "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم"، كما أنها وسيلة التواصل بشكل أفضل في الخارج، حيث يساعد كسر حاجز اللغة كثيراً في مساعدة الشخص على التواصل مع الجنسيات الأخرى، وهذا ينطبق في حال الدراسة بالخارج لنيل شهادات أعلى، فضلاً عن العمل في بيئة مختلطة الجنسيات أو حتى أثناء السياحة وقضاء الإجازات في بلدان أخرى.

وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان الذي يجيد أكثر من لغة يكون أكثر ذكاء من أقرانه الذين يتحدثون اللغة الأم فقط، خاصة إذا كان تعلم تلك اللغة في سن صغيرة، لأن تعلم لغة إضافية يدفع العقل إلى العمل باستمرار على ترجمة وتحليل المواقف المختلفة، مما يحسن الأداء العقلي ويقوي مهارات حل المشكلات.

ومما أثبتته تلك الدراسات أن تعلم لغة أجنبية يضاعف النشاط العقلي، ويساعد على حماية خلايا المخ من الضمور، مما يعتبر وقاية على المدى الطويل من الإصابة بالزهايمر، فضلاً عما يترتب على تعلم اللغات من الاستفادة من التفاعل مع جنسيات مختلفة، إلى غير ذلك من فوائد تتعلق بالاطلاع على آداب الآخر وفنونه، إلى جانب التواصل الأكاديمي، ولاسيما في المجاﻻت العلمية والأبحاث الطبية.

ومن خلال ما تم سرده من إيجابيات لأهمية دراسة اللغة الفرنسية في المرحلة اﻻبتدائية، أستطيع القول إن وزير التربية يؤكد بقراراته أنه يضع الكويت وتطوير التعليم فيها في أولوية اهتماماته، ويسعى جاهداً أن يجعل التعليم الكويتي مساهماً في صنع حضارة حديثة، هدفها أن تجعل مخرجات التعليم مناسبة للنهضة العلمية الحديثة وما يتطلبه سوق العمل، فتحيةً خاصة إلى الوزير لما يقوم به من جهود تستهدف التطوير والإصلاح.