يأتي عرض {أنتيغون شاتيلا} كخطوة ثانية في رحلة العمل مع النساء بعدما قدمن عرض {أنتيغون سورية} في منتصف شهر ديسمبر 2014، والذي تم إنجازه مع شركة أبيرتا للإنتاج بإخراج عمر أبو سعدة، وباقتباس ودراماتورجيا لمحمد العطار.

Ad

 ويستمر أبو سعدة والعطار مع مجموعة النساء في البناء على أسئلة رافقت رحلتهم في العرض الأول، تتعلق بمواجهات قاسية تخوضها النساء السوريات اليوم في مجتمعات اللجوء. يستمر البحث في {أنتيغون شاتيلا} في وجوه متعددة للتراجيديا السورية المعاصرة، التي تقف فيها المرأة السورية كأكثر من يدفع أثماناً باهظة لتفاقم العنف في سورية، وما نجم عنه من محن النزوح واللجوء. تقف أنتيغون، وهي واحدة من أعظم الشخصيات التراجيدية في الأدب المسرحي، كمثال عظيم على المواجهة بين الفرد والسلطات أياً كانت، وتتخذ المواجهة بعداً أعمق لأن الفرد هنا هو امرأة تخوض مواجهتها ضد السلطة بوصفها سلطة مستبدة وبوصفها أيضاً مجتمعاً ذكورياً يفرض أعرافاً اجتماعية مهيمنة. في مواجهتها هذه تنتزع أنتيغون حقها في أن تسجل روايتها عن الحرب الأهلية واقتتال الأخوة.

ويلات

 النساء في عرض {أنتيغون شاتيلا} يقاطعن حكايتهن عن ويلات الحرب والنزوح وصعوبات الحياة في التجمعات العشوائية في لبنان مع حكاية أنتيغون. تصبح خشبة المسرح فضاءً للبحث في مفاهيم المواجهة والتضحية ومعنى البطل التراجيدي اليوم. وتتطرق المسرحية بوجه خاص إلى مشاق حياة اللجوء في لبنان، وتحديداً في مناطقه الأكثر تهميشاً وفقراً كمخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينين.

يضّم المخيمان اليوم آلافاً من اللاجئين السوريين والفلسطينين السوريين الذين تدفقوا في السنوات الأربع الأخيرة.

{أنتيغون شاتيلا} محاولة لفهم أحوال اللجوء المعقدة عبر المسرح. لنفهم أكثر عن طبيعة الحياة في المخيمات الفقيرة والمكتظة اليوم عبر مكاشفاتٍ عميقة تقوم بها النساء الممثلات. العرض أيضاً تأكيد على دور المسرح في مواجهة الصور النمطية عن اللاجئين، وفي التصدي لخطاب كراهية يتصاعد بين المجتمعات المضيفة وتجمعات اللاجئين، عبر خلق تواصل مباشر مع جمهور متنوع ومختلف يتعرف عن كثب إلى حكايات نساء سوريات متشبثات بالأمل رغم ظروفهن القاسية.

أنتيغون شاتيلا

رؤية معاصرة لنص أنتيغون من نساء سوريات في الشتات.

إخراج: عمر أبو سعدة

اقتباس ودراماتورجيا: محمد العطار

تدريب الممثلاث: حلا عمران

على خشبة مسرح المدينة في بيروت. آيام 2، 3، 4 مايو 2015. الساعة 8 مساءً.

يعود ريع العرض بالكامل للنساء المشاركات فيه، ويقدم بدعم من اليونيسف ومنظمة هارتلاند آلاينس.