فراغ مناصب موجهي العموم للمواد الدراسية يربك الميدان التربوي
قرارات التكليف تصدر متأخرة فتحدث حرجاً بينهم
يعاني الميدان التربوي الارتباك نتيجة عدم وجود موجهي عموم بالأصالة لجميع المواد الدراسية تقريبا لمدة تجاوزت العام، وهو الأمر الذي يتسبب في كثير من المشكلات والمعوقات للعمل. ومنذ أن أحال وزير التربية الأسبق د. نايف الحجرف جميع موجهي العموم للمواد الدارسية إلى التقاعد، على خلفية قضية تسرب اختبارات الثانوية العامة قبل حوالي عامين، لاتزال الوزارة تصدر قرارات بتكليف أحد الموجهين الأوائل لشغل منصب الموجه العام، وذلك في جميع المواد الدراسية مدة شهرين، ومن ثم إصدار قرار آخر بعد انتهاء مدة الموجه أول آخر، وهو الأمر الذي يضع التواجيه أمام كثير من المعوقات، حيث إن استقرار هذه التواجيه يأتي من استقرار شاغلي المنصب، وبالتالي سينعكس عدم استقرارهم سلبا على سير العمل.
مصادر تربوية أكدت أن تكليف الموجهين الأوائل مدة شهرين وتكليف آخرين لفترة مماثلة لا يخدم العملية التعليمية، ويسبب كثيرا من الحرج، حيث يضطر الموجه إلى إصدار تعليمات وأوامر إلى زملائه الموجهين، رغم أنهم في بعض الأحيان يكونون أكثر خبرة وأقدم منه في الوظيفة، لافتة إلى أن تأخر قطاع التعليم العام في إصدار قرارات تكليف الموجهين يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع حرج بين الموجهين أنفسهم، حيث يفاجأ الموجه المكلف بإنهاء تكليفه وتكليف غيره، دون علم مسبق منه.عدم استقرار«الجريدة» استطلعت آراء الموجهين أنفسهم عن هذه المشكلة، حيث قالت الموجهة الفنية الأولى لمادة الحاسوب في منطقة الأحمدي التعليمية نجيبة دشتي أن قيام الوزارة بتكليف أحد الموجهين الأوائل مدة شهرين بمنصب الموجه العامة للمادة خلق جوا مشحونا وحالة من عدم الاستقرار أدت إلى كثير من المشكلات في العمل، مشيرة إلى أن التواجيه تعاني حالة اللامبالاة من قبل الوزارة. وأضافت أن الأوضاع الحالية تعكس نوعا من عدم الاحترام للكفاءات الوطنية التي بذلت جهودا كبيرة على مدى سنوات طويلة لخدمة العملية التعليمية، وبالتالي تكون مكافأتها بهذه الطريقة، متسائلة: هل يعقل أن جميع الموجهين العاملين في الوزارة لا يملكون الكفاءة لشغل المناصب القيادية في التواجيه؟ وذكرت أن الوضع وصل إلى حالة مزرية، حيث يفاجأ الموجه المكلف بالقيام بمهام التوجيه العام بتكليف غيره دون علمه، حتى أنه في بعض الحالات يكون الموجه متوجها إلى الوزارة لحضور اجتماع التواجيه، ليفاجأ عند وصوله بوجود زميل آخر يحضر بناء على تكليف من التعليم العام دون إبلاغه حتى لا يقع في هذا الحرج، -مشيرة إلى أن طريقة التعامل مع الموجهين هذه تنم عن عدم احترام لهم ولسنوات الخبرة التي قضوها في الوزارة.تدنّ كبيرمن جانبها، أكدت الموجهة العامة للتربية البدنية للبنات بالتكليف، أمينة إسماعيل، أن فراغ منصب الموجه العام للمادة الدراسية يؤدي إلى تدني كبير في مستوى الأداء، مشيرة إلى أن الآلية المتبعة حاليا بتكليف أحد الموجهين الأوائل مدة شهرين وتكليف غيره بعد ذلك تتسبب في كثير من المشكلات. وقالت إسماعيل إن الاعتماد على آلية التكليف يؤدي إلى ضياع جهود الموجهين المكلفين مع انتهاء فترة تكليفهم، حيث يأتي من بعدهم لينسف كل العمل الذي ابتدأوا به، مشيرة إلى أن هذا الأمر خلق صراعا بين الموجهين الأوائل. وأشارت إلى أن الوزارة استبعدت أخيرا جميع الموجهات اللاتي تعدت خدمتهن الـ 30 عاما من العمل في الأوبريت الوطني للاحتفال بالاعياد الوطنية، مشيرة إلى أنهن يحملن الكثير من الخبرات الفنية وهن الأصلح لتولي مسؤولية الاشراف على هذه النوعية من الاعمال الفنية الوطنية من الموجهات الجدد.تشجيع الأعضاءمن جانبها، قالت الموجهة الفنية العامة لمادة المكتبات بالتكليف، أمل العلي، إن وجود قائد للفريق يعمل على تشجيع أعضائه، ويجعلهم على يعملون في خط واحد متضامنين، مشيرة إلى أن عملية التدوير والتكليف خلقت حالة من عدم الارتياح والفراغ أثرت بشكل سلبي على العمل في التواجيه. وأضافت العلي أن تكليف موجه فني أول من منطقة تعليمية مدة شهرين، ومن ثم تكليف موجه آخر يؤدي إلى حالة من التضارب في العمل، حيث إن الأول قد يبدأ بعمل خطوات ومشاريع معينة قد لا يتبناها الموجه الآخر، وبالتالي سيؤدي ذلك إما إلى الغاء هذه المشاريع، وبالتالي غضب الموجه الذي بدأ بعملها، أو الاستمرار بها دون إيمان بأهميتها، وبالتالي تنفيذها من دون اتقان، لافتة إلى أن مدة الشهرين ليست كافية ليستطيع الموجه إنجاز الأعمال المطلوبة منه، والدليل أن الوزارة مددت أخيرا لبعض الموجهين خلال فترة الاختبارات.وأشارت إلى أن الامر وصل ببعض الموجهين إلى عدم إبلاغ زملائهم بالتفاصيل التي تحدث في الاجتماعات، لدرجة أن بعض الموجهين عندما يحضرون الاجتماعات اللاحقة يكونون ضائعين ولا يعلمون شيئا عن فحوى الاجتماع والمواضيع المطروحة للناقش، ما يضعهم في حرج أمام زملائهم.بدورها، قالت الموجهة العامة للاجتماعيات بالتكليف، خلود المطيري، إن عدم الاستقرار في منصب الموجه العام يؤدي بكل تأكيد إلى ضياع الجهود وإعاقة العمل، مشيرة إلى أنها تعمل جاهدة لإنجاز الأعمال المطلوبة منها في التوجيه العام، إضافة إلى متابعة أعمالها كموجهة أولى في المنطقة التعليمية التي تتبعها، وبالتالي هناك كم هائل من العمل يحتاج إلى تركيز أكبر. وأضافت المطيري أنه تم تمديد فترة تكليفها مدة شهرين آخرين، وذلك لإيمان قطاع التعليم العام ولعلمه بأهمية وجود الموجه العام خلال فترة اختبارات الفترة الدراسية الثانية وكل فترات الاختبارات، لأهمية متابعة الموجه العام لسير الاختبارات وعملية اختيار الأسئلة وطباعة نماذج الاختبارات وعرضها على المسؤولين لاعتمادها، وهذا عمل مرتبط ببعضه، ولا يمكن أن يستكمله الآخرون لضمان عدم الوقوع في أخطاء، ولتحقيق العدالة في التقييم مستقبلا، مشددة على أن «التربية» بحاجة ماسة إلى وجود موجهي عموم بالأصالة لكي تتمكن من النهوض بالعملية التعليمية.محاور التعليممن جهتها، قالت الموجهة العامة لمادة العلوم بالتكليف، أحلام بهبهاني، إن التوجيه الفني للمادة هو المسؤول عن 3 محاور مهمة من محاور العملية التعليمية، وهي المعلم والمناهج وتقييم المتعلم، وبالتالي فإنه يعمل في أهم المحاور التي إن صلحت صلحت بقية أجزاء المنظومة التعليميمة، وإن فسدت فسد بقية الأجزاء، لافتة إلى أن عملية الفراغ الحاصل في التواجيه شكلت إعاقة كبيرة للعملية التعليمية في البلاد. وأضافت بهبهاني أن الموجه العام تقع عليه مسؤولية متابعة المناهج وتطويرها وإدخال التعديلات عليها، بالتعاون مع وحدة المناهج في قطاع البحوث التربوية الذي لا يستطيع العمل منفردا من دون مساعدة التواجيه الفنية، إضافة إلى الأعباء الأخرى، ومنها زيارات المعلمين وتقييم أدائهم وإعطائهم الدورات التدريبية والتنموية.