{أول كتاب في مصر يكتبه اللي خسوا بنفسهم}... عبارة بالعامية المصرية تخطف نظرك على غلاف الكتاب الصادر عن {دار كنوز للنشر والتوزيع}.
{ليس {برطمان نوتيلا} على شاكلة {كيف تتخلص من وزنك في أسبوع} أو {١٠ وجبات سحرية تساعدك على حرق الدهون!} فلن ترى طبق سلطة مرسوماً على غلاف الكتاب بل واقعاً لأبطال حاولوا وخسوا..}، هذه الكلمات تضمنتها المقدمة التعريفية للكتاب الذي يقدم رؤية جديدة للبدانة، إحدى أكبر مشكلات الإنسان على مر العصور.جانب جديدفي «برطمان نوتيلا»، يصوغ محمود زكي جانباً جديداً من عالم البدانة وكيفية التخلص من الدهون التي تعاني منها شرائح كبيرة من شعوبنا العربية، ويعتقد البعض استحالة التخلص منها، من هنا يلقي الكاتب الضوء على تجربته الشخصية وتجربة آخرين معه، تخلصوا من عقدة حياتهم وكسروا حاجز المستحيل بتخلصهم من وزنهم الزائد.تنطلق الحكاية من الغلاف الكارتوني لشاب بدين يغرق داخل برطمان ممتلئ بالشوكولا محاولا الخروج منه، محاولاً أن يأخذ القارئ من الوهلة الأولى في رحلة طويلة تجيب عن أسئلته في كيفية التخلص من الوزن بعيداً عن أطباء التغذية.يتناول الجزء الأول {عصور ما قبل الريجيم} معاناة البدين مع وزنه الكبير وجسمه الممتلئ، كأنه يعرض شريطا من الذكريات أمام أعين كل سمين عانى الظروف ذاتها وتضررت صحته، وسمع ورأى ما لا يسره.ولكن الكتاب ينقل القارئ معه إلى {رحلة الرجيم}، في الجزء الثاني، وهي المرحلة الأهم التي ينتظرها كل رجل أراد أن يبدو إنساناً جديداً، ويسعى إليها أغلب من يعانون وزناً زائداً ولا يكملونها، فدائماً ما تأتي أمواج لتقذف بمحاربيها إلى الشاطئ، وهكذا تفعل أمواج الملل والإحباط والرغبة في العودة إلى المأكولات الدهنية اللذيذة.يقدم الكاتب نصائح غير تقليدية للتخلص من دهونك، تتضمن كيفية قياس نفسك والتعامل مع الميزان واختيار نظامك الغذائي الخاص والمتابعة وممارسة الرياضة، من ثم يشرح بالتفصيل بعض الأدوات المساعدة لاستمرار رحلتك حتى النهاية، من بينها: التخلص من الوجبات الليلية، التغلب على مشاعر السلبية والإحباط أثناء رحلتك في تخفيف الوزن، ضرورة التعامل مع بعض المأكولات بشكل مختلف وخداع جسمك حتى لا يعتاد نظاماً غذائياً معيناً، الاستعانة بأنواع ريجيم مختلفة، مثل الرجيم الكيميائي وغيرها من الطرق الجديدة لاستمرار رحلتك من دون توقف.حلاوة النحافةفي الجزء الثالث، تبدو الرحلة قد شارفت على الانتهاء وأصبح حلم العمر قريبا، فيمكنك أن تشعر بحلاوة أن تكون مثالياً نحيفاً، ويعرض الكاتب بعض النماذج والمشاعر التي لا يشعر بها سوى من كان يوما سمينا ثم تخلص من بدانته، لا سيما سهولة اختياره لملابسه والتحرك بخفة ونشاط وإشادة الناس به والتعامل معه على أنه بطل انتصر في معركة دامت طويلا ، حتى ظن أهلها الا نهاية لها...في ختام كتابه يشرح للقارئ، ماذا أراد تقديمه من هذا الكتاب، وهو ما بدأه بسرد قصة قصيرة تعود إلى العام 1935 عندما اكتشف العلماء في الولايات المتحدة طريقة مثلى لعلاج الإدمان، فوجدوا أن علاج الأطباء للمدمنين لا يكون كافياً، وأن الأمر يحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي يقوم به شخص يشعر بكل مرحلة يمر بها المدمن، أي أنه كان مدمناً في السابق وتغلب على إدمانه، ومن هذا المنطلق يربط الكتاب بين هذه القصة وبين الرسالة التي يريد إيصالها للقارئ، وهي أن مدمن البدانة لا يختلف كثيراً عن مدمن الممنوعات، ويقول المؤلف باللهجة العامية: {هما الاتنين بيحبوا حاجة ومش قادرين يستغنوا عنها، وهما الاتنين عارفين الضرر الواقع عليهم ومش قادرين يواجهوه، وهما أيضاً لديهم مشاكل صحية بسبب إدمانهم، ويتمنون أن يجدوا حلا لكنهم وقعوا في المصيدة ولا يعرفون كيف يخرجون منها}.هذا ما يريد الكاتب تقديمه، صورة غير نمطية عن التخلص من السمنة من وجهة نظر أشخاص عاشوا التجربة واجتازوها في النهاية، خاتما بالقول: {عزيزي القارئ إذا أردت يوماً الذهاب إلى طبيب للتخلص من وزنك الزائد، أقصد طبيباً نفسياً وليس طبيب تغذية}.
توابل - علاقات
{برطمان نوتيلا}... حاربوا البدانة بطريقة مبتكرة
23-04-2015