قال النائب والوزير اللبناني السابق، القيادي في تيار «المستقبل» أحمد فتفت، في حوار مع «الجريدة» إن أي رد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قياديين من حزب الله في منطقة القنيطرة السورية مرهون بالمصلحة الاستراتيجية الإيرانية، محذراً من خطورة ربط الجولان السوري بالجنوب اللبناني، وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف قرأت عملية استهداف قياديين لحزب الله في القنيطرة السورية؟

- أتت بعد أيام قليلة من كلام للأمين العام لـ»حزب الله» ينفي فيه وجود الحزب في تلك المنطقة، وبالتالي هذه مشكلة مصداقية مهمة جداً. من ناحية أخرى، لانزال ندين وجود الحزب في سورية، ونعتبر أنه يجر على لبنان ويلات نحن بغنى عنها، والآن جر إسرائيل إلى معارك اخرى تحديداً إعلانه بأنه منوط بالدفاع عن سورية، وليس الجيش السوري. هذه العملية حصلت في سورية وقامت بها إسرائيل.

• هل تدينون هذه العملية؟

- نحن ندين هذه العملية بكل أشكالها ونعتبر إسرائيل بلدا معتدياً وهو عدو للبنان.

•سمعنا كثيراً عن رد للحزب على الغارة، هل هو وارد في هذه الظروف؟

- الرد على هذه العملية يجب أن يأتي من أصحاب السيادة على تلك الأرض أي سورية، وليس من قبل متدخلين لا دخل لهم في الوضع الداخلي السوري، وهنا اقصد إيران وحزب الله.

• لكن حزب الله يعتبر نفسه المعني الأول بالهجوم؟

- هو المعني الأول لأنه كان في مكان لا يجب أن يكون فيه. نحن لا نفهم تدخله في الحرب السورية وتحمله مسؤوليات عن النظام السوري أيا تكن تحالفاته. المشكلة اليوم أظهرت كأنه لم يعد هناك فرق بين الجنوب والجولان وكأنها جبهة واحدة هذا يعني أنه يمكن إذا حصل أي رد من حزب الله من الجولان أن يكون الرد الإسرائيلي في أي مكان سواء في سورية أو لبنان. وبكل صراحة، نقل كلام دبلوماسي للمسؤولين اللبنانيين فحواه أن اسرائيل واضحة، وتعتبر أن أي رد من الحزب على اراضيها ستحمل لبنان كله المسؤولية وسترد في لبنان لأن الحزب جزء من السلطة في لبنان.

 • هل الظرف السياسي يسمح بالرد؟

- اعتبر ان الظرف الحالي لا يسمح للحزب بأن يجر لبنان إلى حرب، الا اذا ارتكب عملا جنونيا وذلك لأسباب عدة:

أولا، على الصعيد الدولي، إيران لا مصلحة لها بزيادة التوترات فهي بوضع مفاوضات مع الولايات المتحدة وتريد انجاز الصفقة النووية ولا تريد ان تعطي مزيداً من الزخم للموقف الاسرائيلي المعارض وتحديدا في الكونغرس الاميركي.

ثانياً، اختراق اسرائيل للشبكة الدولية للحزب، والتي كان يعتمد عليها للرد على أي عدوان.

ثالثاً، أي اشتعال للجبهة في الداخل اللبناني سيعني الهجرة للآلاف من الجنوب، فإلى اين سيذهبون؟ هذه المرة لا يمكنهم الذهاب إلى سورية للأسباب المعروفة كما ان لبنان لا يستطيع أن يتحمل المزيد من النازحين بعد وجود مليون ونصف مليون نازح سوري، وبالتالي اعتقد أن الحزب يدرس بشكل جدي ومسؤول كيف يمكن أن يرد دون أن يؤثر ذلك على الوضع في لبنان.

• هل هذا ممكن؟

- هذا صعب لذلك اتوقع أنه في المدى القريب لن يكون هناك رد من حزب الله الا اذا اقتضت المصلحة الاستراتيجية الإيرانية ذلك. فهو اثبت خلال الفترة الأخيرة ان مصالحه مرتبطة بإيران، لا بلبنان، وهو متقيد بالخط الاستراتيجي الإيراني وحلف الممانعة.

• لكن تجربة حرب 2006 لا تشجع؟

- انا اتحدث عن معطيات سياسية ومادية وبشرية تجعل هذا الرد يكاد يكون خطيرا جدا على حزب الله وبيئته بغض النظر عن امكانية اصابة اسرائيل باضرار كبيرة، وهذا ما يمكن للحزب ان يفعله.

• عام 2006 وعدكم بصيف هادئ؟

- لا أعتمد على التزامات الحزب فهو عودنا على عدم الالتزام حتى بما يدعي أنه يلتزم به. مازلت اذكر اجتماعات لجنة الحوار الوطني عام 2006 والتي تعهد خلالها السيد نصرالله بعدم اختراق الخط الأزرق. ورغم كل ذلك لم يلتزم بشيء. انا لا انظر إلى التزامات حزب الله بل انظر إلى مصالحه. حزب الله لا يستطيع، دفاعا عن مصالحه ومصالح بيئته، القيام بأي عمل من هذا النوع.

• هل تواصلتم مع الحزب لدرء أي نوع من المخاطر؟

- لا تواصل حول هذا الموصوع.

• هل ستتطرقون إليه في طاولة الحوار؟

- بكل صراحة كلا. نحن مدركون أن الحوار مركز حول ما يمكن حله على الصعيد الداخلي وان سلاح حزب الله ووجوده في سورية هو قرار استراتيجي إيراني، ولا يمكن حله إلا عبر حوار وطني يرأسه رئيس الجمهورية وهذا غير متوافر حالياً.

• على ماذا ركزتم؟

- ركزنا في الحوار على الامور الداخلية التي من شأنها تحسين ظروف لبنان في هذه المرحلة الخطيرة منها تحييده وابعاد خطر الارهاب عنه ومحاولة تحسين الوضع الامني الداخلي ومحاولة تخفيف الاحتقان السني - الشيعي. وبحسب ما علمت أن هناك خطوات مهمة ستؤخذ في شوارع بيروت وطرابلس وصيدا لجهة نزع الأعلام والصور المنتشرة.

•ماذا عن الانتخابات الرئاسية؟

- هدف الحوار الثاني هو تحضير الجو لتأمين انتخابات رئيس الجمهورية. لكنني أعتقد انه حتى هذا الموضوع مرتبط بقرار إيراني، وطهران لن تفرط بهذه الورقة التي تعتبرها ورقة سياسية مهمة لأنها تريد أن تبادل بها على طاولة المفاوصات مع الولايات المتحدة الأميركية.