أخذت القوات المسلحة المصرية زمام المبادرة، بقتل 40 إرهابياً حتى فجر أمس، في رد سريع على عمليات إرهابية شملت عدة أكمنة أمنية في سيناء أمس الأول، وخلفت 17 قتيلاً و30 مصاباً معظمهم من العسكريين، يأتي ذلك في حين قُتِل شرطي برصاص مجهولين أمس.

Ad

غداة مقتل 15 من رجال الجيش المصري واثنين من المدنيين في هجمات متزامنة على 7 أكمنة أمنية شمال سيناء، ردت القوات المسلحة بحملة أمنية مدعمة بمروحيات «الأباتشي»، استهدفت معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة ما أسفر عن مقتل 40 إرهابيا من المنتمين إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، حتى فجر أمس، في حين أعلن التنظيم المتشدد في بيانٍ حمل عنوان «غزوة ساء صباح المنذرين» تبنيه للهجمات على الأكمنة.

وأكد مصدر أمني لـ»الجريدة» أن «الحملات جاءت في أعقاب الهجوم المتزامن على مرتكزات أمنية أمس الأول، وأن تحركات الجيش نجحت في قتل 40 إرهابياً، فضلا عن إصابة عدد كبير من أفراد العناصر المسلحة، كاشفا استمرار الحملات خلال الأيام المقبلة بصورة مكثفة لاقتلاع بؤر الإرهاب من المناطق القريبة من مدن العريش والشيخ زويد ورفح وصولاً إلى القضاء على الإرهاب في سيناء بشكل نهائي.

وبينما رجحت مصادر أمنية مشاركة عناصر أجنبية أخرى محلية في تنفيذ هجمات أمس الأول، تبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي غير اسمه إلى «ولاية سيناء» بعد إعلان تبعيته لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، تنفيذ هجمات سيناء عبر صفحته على موقع «تويتر»، وقال إن «عناصر التنظيم استخدمت أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة وقذائف آر. بي.جي في الهجمات المتزامنة».

في الأثناء، قتل أمين شرطة إثر إطلاق مجهولين النار عليه بطريق القاهرة ـ الفيوم أمس، وكلف مدير أمن الفيوم اللواء يونس الجاحر، المباحث الجنائية بتمشيط المنطقة وتشكيل فريق بحث لمعرفة سبب الحادث وضبط الجناة.

في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان لها إن «الحملات الأمنية نجحت في القبض على 44 من قيادات الإخوان من الصف الثاني، والتنظيمات الموالية له، فضلا عن إجهاض مخططات لاستهداف قوات الجيش والشرطة».

لقاء الأحزاب

إلى ذلك، تواصل الحكومة المصرية عقد لقاءات مع ممثلي الأحزاب لبحث التعديلات المقترحة حول قوانين الانتخابات البرلمانية التي أعلنت المحكمة الدستورية عدم دستوريتها، مطلع مارس الماضي، ما أدى إلى تعطيل الانتخابات البرلمانية، وتسعى القاهرة إلى استطلاع آراء مختلف التيارات السياسية والشخصيات العامة وخبراء دستوريين وقانويين لتعديل قوانين الانتخابات تحت مظلة توافق سياسي واسع.

ويستكمل رئيس الحكومة إبراهيم محلب الثلاثاء المقبل، مناقشاته مع الأحزاب التي انطلقت أمس الأول، وشدد وزير العدالة الانتقالية ورئيس اللجنة المكلفة بتعديل القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، المستشار إبراهيم الهنيدي، على عدم عرقلة أجهزة الدول الاستحقاق البرلماني، قائلاً خلال جلسة المناقشات: «لا توجد نية في تأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية كما يشاع»، مشدداً على «حرص اللجنة على الاستماع لجميع رؤى القوى السياسية ومناقشة آرائها كونها منصهرة في المجتمع».

زوما

في سياق منفصل، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعوة رسمية أمس الأول، من رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما، الذي أنهى أمس زيارة للقاهرة استغرقت يومين، للمشاركة في القمة الإفريقية التي تستضيفها بريتوريا، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن «الزعيمين عقدا جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، تناولا خلالها تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وأعرب السيسي عن توافقه بشأن ضرورة إعلاء قيم التعاون والعمل المشترك، داعياً إلى حوار جاد وبناء يجمع دول القارة، وأشار إلى أولوية قضايا السلم والأمن في إفريقيا، مشددا على ضرورة إعلاء قيم التعاون والعمل المشترك، والنأي عن أفكار التنافس والخلاف التي أدت إلى نتائج سلبية في العديد من دول المنطقة وأتاحت الفرصة للتدخلات الخارجية.

وبدوره، وجه السيسي، الدعوة إلى زوما لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، المقرر في أغسطس المقبل، بالإضافة إلى المشاركة في قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة في القارة، والتي تعقد في مصر خلال العام الجاري.

وقال زوما في حوار للتلفزيون المصري، إن بلاده تدعم ترشح مصر للمقعد الدائم بمجلس الأمن لدورة 2016-2017، واصفا مباحثاته مع السيسي بـ«المثمرة»، كاشفا عن الاتفاق على إنشاء طريق بري بين القاهرة وكيب تاون، يربط شمال القارة السمراء بجنوبها.