المعارضة تقترب من معقل الأسد ومعركة مصيرية على «النبي يونس»
● «الائتلاف» يعلن تحرير درعا والقنيطرة من «داعش»
● كيري لتشكيل حكومة تمثل الشعب
● كيري لتشكيل حكومة تمثل الشعب
اقتربت قوات المعارضة السورية من معقل الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية أمس، في وقت سعى النظام إلى تحصين مواقعه في المحافظة الساحلية تمهيداً لاستعادة المناطق التي خسرها شمال البلاد.
سعى النظام السوري أمس إلى تحصين معقل الرئيس بشار الأسد في محافظة اللاذقية الساحلية عبر استهداف جيوب المعارضة المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي الذي بات مهددا بعد سلسلة الانتكاسات لقوات الأسد في مدينتي جسر الشغور وإدلب.ودارت معارك عنيفة بين المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف اللاذقية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة أسفرت عن مقتل 7 معارضين وعشرة من قوات النظام.وترافقت الاشتباكات التي دارت في محيط قمة النبي يونس، مع قصف جوي عنيف ومكثف من طائرات النظام الحربية والمروحية، استهدف مناطق عدة في جبل الأكراد وأماكن أخرى في ريف اللاذقية الشمالي.معركة مصيريةإلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت في محيط قمة النبي يونس الاستراتيجية، النقطة الأعلى في المحافظة والواقعة على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظات ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، فيما يرى مراقبون أن معركة «النبي يونس» مصيرية للجانبين.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «قوات النظام تحاول التقدم في محيط القمة لتحصينها باعتبارها نقطة استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب (شرقا) وجسر الشغور (شمالا)»، مضيفاً أن «المعارك بدأت بهجوم شنه جيش النظام بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد قوات المعارضة من المحافظة حتى يتمكن الجيش من التقدم واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب».ويقتصر وجود كتائب المعارضة في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية ومعقل عائلة الرئيس السوري على المناطق الواقعة غرب القمة وشمال غربها.وفي حال تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على «النبي يونس»، تصبح طريقها مفتوحة إلى الساحل، في حين تعد القمة قاعدة انطلاق ضرورية لأي عمليات قد تشنها قوات النظام باتجاه مدينة جسر الشغور الاستراتيجية.ودارت معركة شرسة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في المنطقة ذاتها أواخر أبريل 2013 انتهت باستيلاء قوات النظام على قمة النبي يونس.تقدم جديدمن جهة أخرى، أفاد بيان الهيئة العامة للثورة السورية، بأن مقاتلي «جيش الفتح» تمكنوا مساء أمس الأول، من السيطرة على تلة قرية معرطبعي إلى الغرب من معسكر القرميد المحرر في محافظة إدلب، والقريبة من جبل الأربعين ومدينة أريحا، آخر مدينة تسيطر عليها قوات الأسد. وقال قائد ألوية «صقور الشام» أبو عيسى الشيخ، في تغريدة على «تويتر»: «تم تحرير تلة معرطبعي واغتنام دبابتين ومزرعة بثينة قاب قوسين أو أدنى من التحرير، والعمل قائم عليها».ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي جيش الفتح وقوات الأسد على حاجز «بثينة» شرق أريحا، وقصر الفنار في جبل الأربعين، وبلدة مصيبين لتصبح مدينة أريحا، على جدول أعمال جيش الفتح للتحرير. وقف الأغانيعلى صعيد منفصل، وبعد أيام على سلسلة انتكاسات تعرضت لها القوات النظامية شمال غربي البلاد وجنوبها، قال نشطاء إنه اعتباراً من أمس الغيت البرامج المنوعة الإذاعية الحكومية والأغاني كافة، حيث سيقتصر البث على الأغاني الوطنية وأغاني الجيش النظامي.الائتلاف والجنوبفي موازاة ذلك، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان رسمي، أنه «بالتوازي مع الانتصارات الواسعة التي يحققها الثوار في شمال سورية ضد قوات الأسد وتمكنها من تحرير مدن وبلدات وقرى عدة خلال الشهور الماضية، تمكن الجيش السوري الحر على الجبهة الجنوبية من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بشكل نهائي في محافظتي درعا والقنيطرة».وأضاف البيان: «أثبت الجيش السوري الحر، بفضل تكاتف وتوحيد كتائبه وفصائله وعملها تحت قيادة موحدة، أنه الوحيد القادر على دحر التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها رغم غياب الدعم الحقيقي، ورغم وقوعه المستمر بين نيران نظام الأسد من جهة وهجمات تنظيم داعش من جهة أخرى، ودون أن نغفل استراتيجية النظام في توفير غطاء جوي مستمر للتنظيم طوال أكثر من عام».واعتبر الائتلاف الوطني، أن «الانتصارات على مختلف الجبهات تؤكد أن هناك واقعاً سياسياً جديداً لا بد من أخذه بعين الاعتبار والبناء عليه لإنتاج حل أخير ونهائي يحقق تطلعات الشعب السوري».كيريفي السياق، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى تشكيل حكومة تنهي وجود نظام الأسد، وتمثل جميع السوريين. وجاء كلام كيري خلال مؤتمر جمعه مع رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة، وشدد خلاله كيري على ضرورة أن توحد الحكومة الجديدة سورية وتحمي الأقليات.وقال كيري إن «النظام فقد مسؤوليته تجاه شعبه، ولهذا يجب أن يتم الانتقال من نظام الأسد إلى حكومة تمثل كل الشعب وتستطيع إصلاح الضرر الكبير الذي لحق بسورية، وتوحد البلاد وتحمي كل الأقليات»، مضيفاً أن «الجزء الآخر من المشكلة يكمن في أن الأسد مشغول بتدمير بلاده لمصالحه الخاصة ويجتذب الإرهابيين إلى سورية».من جهته، أوضح خوجة أن مباحثاته مع كيري تتناول آخر التطورات السياسية والعسكرية، فضلا عن طلب دعم واشنطن في إنشاء مناطق آمنة ضمن مناطق سيطرة المعارضة.(دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)