قبرص تستقبل اكثر من 300 لاجئ سوري انقذوا في عرض البحر

استقبلت قبرص الجمعة اكثر من ثلاثمئة لاجئ معظمهم سوريون وبينهم نحو خمسين طفلا، بعد ان انقذتهم سفينة سياحية الخميس قبالة سواحل الجزيرة، حيث سيتم ايواؤهم في معسكر سابق تم اعداده خصيصا لذلك.

ووافق 65 لاجئا فورا على النزول في قبرص لكن الباقين رفضوا في البدء عند الوصول الى ميناء ليماسول (جنوب) مغادرة السفينة مطالبين بنقلهم الى ايطاليا. لكنهم جميعا نزلوا في النهاية ونقلوا الى قاعدة عسكرية سابقة في كوكينوتريميثيا على بعد حوالى عشر كلم من العاصمة نيقوسيا.

وكان اللاجئون وعددهم 345 شخصا بينهم 52 طفلا و60 امرأة يبحرون على متن زورق انطلق على الارجح من ميناء في سوريا التي تشهد حربا اهلية، بحسب وزارة الدفاع القبرصية.

وانقذت السفينة السياحية القبرصية "سالاميس فيلوكسينيا" اللاجئين عندما كانوا على مسافة 50 ميلا بحريا جنوب غرب مدينة بافوس الساحلية بعد تلقي نداء استغاثة بسبب "الاحوال الجوية الرديئة" بحسب الوزارة.

لكن لدى وصولهم الى الميناء القبرصي حوالى الساعة 20,45 بالتوقيت المحلي (17,45 ت غ)، وبعد نزول سياح السفينة الـ700 في ليماسول، وجهتهم الاصلية، وافق حوالى 65 لاجئا فقط النزول من السفينة.

اما الاخرون فرفضوا مطالبين بنقلهم الى ايطاليا.

وقال المدير العام للشركة البحرية المشغلة للسفينة "سالاميس كروز لاينز" كيكيس فاسيليو غاضبا للصحافيين "للاسف، هؤلاء الناس يريدون التفاوض يريدوننا ان ننقلهم الى ايطاليا".

وأضاف "لقد فعلنا اقصى ما بوسعنا لانقاذ حياتهم، لقد اعطيناهم طعاما ووفرنا لهم المساعدة والآن يريدون تدمير هذه الشركة"، متحدثا عن خسائر "بمئات الاف اليوروهات".

بعد مفاوضات استغرقت ست ساعات مع عدة اطراف وافق اللاجئون على النزول في قبرص.

وقال مساعد مدير الدفاع المدني مارينوس بابادوبولوس لوكالة فرانس برس "نزلوا جميعهم من السفينة. وقد جرى ذلك اعتبارا من الساعة 5,00. وذهبت الشرطة الى الداخل ولم تفعل شيئا (تفاوضت فقط) وحصل كل شيء بهدوء ووافقوا في النهاية على النزول".

وبعد نزولهم من السفينة دخل اللاجئون "المنهكون" بحسب مصدر في المكان الى قاعة اعدت لتقديم المساعدة لهم وتسجيلهم.

واعد حوالى 50 سريرا ميدانيا ومعدات طبية فيما تواجدت فرق من الصليب الاحمر والدفاع المدني لتقديم المساعدة.

بعد انهاء الاجراءات الازمة نقل جميع اللاجئين الى معسكر سابق في كوكينوتريميثيا اعد لاستقبال المهاجرين وطالبي اللجوء.

وهم بالتالي اول المقيمين في هذا المجمع، بحسب ما اعلن مدير الصليب الاحمر القبرصي تاكيس نيوفيتو لفرانس برس.

فالى جانب عدة مبان جاهزة تضم المطابخ والحمامات تم نصب عشرات الخيم تتسع كل منها لثمانية اشخاص، بحسب نيوفيتو.

وحاول متطوعو الصليب الاحمر تقديم اكبر قدر من المساعدة الى اللاجئين الذين خسروا كل شيء، فقدموا لهم الغذاء والملابس والالعاب وكذلك الدعم المعنوي وخدمات ترجمة واتاحة الاتصال باقارب في بلادهم.

واضاف نيوفيتو ان اللاجئين وبينهم عدد كبير من الشباب "ينتمون الى الطبقة المتوسطة واغلبهم متعلم"، موضحا انهم "احرار في مغادرة المعسكر" ان ارادوا.

وتابع "دفع كل منهم 5000 دولار الى ربان الزورق ليقلهم الى ايطاليا، لكنه تخلى عنهم في وسط البحر عندما ساءت الاحوال الجوية".

واوضحت راكبة قبرصية كانت على السفينة السياحية تدعى كريستالا افلاتسوميس (66 عاما) لوكالة فرانس برس ان النازحين امضوا ثلاثة ايام في البحر على متن زورق وسط ظروف جوية رديئة.

وروت السيدة التي كانت في اجازة بحرية لتسعة ايام مع زوجها على متن السفينة في الجزر اليونانية، "ان البحر كان مريعا...لو لم تعد سفينتنا لانقاذهم لكانوا ماتوا".

وتعرضت قبرص للانتقادات بسبب سياستها حيال اللاجئين، بعد تنديد منظمة العفو الدولية بمعاملتها "المخزية" لهم من خلال توقيفهم طوال اشهر.

ولا تبعد جزيرة قبرص سوى مئة كيلومتر تقريبا عن الساحل السوري، الا انها كانت لا تزال في مناى عموما عن تدفق اللاجئين الهاربين من النزاع الذي تشهده البلاد منذ اذار/مارس 2011.

وفي اغسطس 2012 قضى سبعة سوريين بينهم طفلان على اثر غرق المركب الذي كانوا على متنه قرب الساحل الشمالي لقبرص حيث كانوا يعتزمون التوجه.