واشنطن وطهران تستأنفان المفاوضات بعد خطاب نتنياهو

نشر في 05-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-03-2015 | 00:01
No Image Caption
• رئيس الحكومة الإسرائيلي لأوباما: قدمت حلاً بديلاً
• طهران تطالب بدمج التقني بالسياسي في الاتفاق
استأنفت واشنطن وطهران أمس المفاوضات النووية في وقت أبدى الكونغرس الأميركي مزيداً من التشدد مع إدارة الرئيس باراك أوباما غداة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المجلس.

يبدو أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد تجاوزت "مطب" خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اذ استأنف وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف أمس مفاوضاتهما بشأن الملف النووي الإيراني في مدينة مونترو السويسرية أملا في التوصل إلى اتفاق إطار بحلول أواخر شهر مارس الجاري، واتفقا في اليوم الثالث من المفاوضات على جولة جديدة في 15 من الشهر الجاري.

وصرح مسؤول أميركي كبير بأن محادثات إيران حققت بعض التقدم لكن تبقى تحديات كثيرة، بينما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم أنه من المبكر جدا "الحكم" على المفاوضات الجارية في سويسرا، موضحة ان المفاوضين امامهم الوقت حتى نهاية يونيو للتوصل الى اتفاق شامل.

ولعدم التمكن من التوصل الى اتفاق في نوفمبر الماضي اتفقت ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) على مواصلة المفاوضات بغية التوصل الى اتفاق سياسي بحلول 31 مارس ثم انجاز التفاصيل التقنية قبل الاول من يوليو.

اتفاق واحد

وباتت ايران تطالب باتفاق واحد يضم الجانب السياسي والتفاصيل التقنية في آن، واوضحت افخم في هذا الاطار إنه "ستتم في المفاوضات الجارية مناقشة جميع القضايا بما فيها تخصيب اليورانيوم ونشاط المواقع والتنمية والعقوبات"، واضافت أن الجانبين سيناقشان أيضا القضايا الفنية والقانونية إلى جانب المواضيع السياسية، وأكدت أن إيران تدعو إلى "إزالة العقوبات بشكل كامل وموقفها شفاف في هذا المجال كما أعلنته دائما".

«الوكالة الذرية»

الى ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن ممثليها سيجتمعون بمسؤولين إيرانيين في طهران في التاسع من مارس لمناقشة تفاصيل فنية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. وتقول الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن إيران تعرقل تحقيقها.

الكونغرس

ويبدو ان مجلس الشيوخ الأميركي الذي تهيمن عليه أغلبية جمهورية مريحة، قد استغل خطاب نتنياهو ليمارس مزيدا من الضغوط على الرئيس الأميركي باراك أوباما، اذ اعلن المجلس أنه اعتبارا من الاسبوع المقبل اقتراح قانون يلزم أوباما بأن يحيل الى الكونغرس اي اتفاق دولي يتم ابرامه حول الملف النووي الايراني، كما اعلن رئيس الأغلبية الجمهورية في المجلس السيناتور ميتش ماكونيل.

ويمنع اقتراح القانون أوباما من تعليق اي من العقوبات المفروضة على ايران، وذلك لمدة 60 يوما من تاريخ ابرام اتفاق مع ايران، ويمنح الكونغرس مدة ستين يوما لنقض الاتفاق مما يقلص هامش المناورة لاوباما في هذا المجال.

ورفض البيت الابيض رفضا باتا طلب موافقة الكونغرس على الاتفاق، مشددا على ضرورة ان تكون للرئيس مطلق الصلاحيات خلال المفاوضات وهدد باستخدام حق الفيتو.

وبالتوازي ستدرس اقتراح القانون لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ برئاسة بوب كروكر الذي شارك في وضعه مع عدد من زملائه بينهم خصوصا الديمقراطي روبرت مينينديز. وبحسب ماكونيل فان اقتراح القانون الجديد يمكن دمجه بالنص الذي اقرته اللجنة وذلك في شكل تعديل على هذا النص.

لاريجاني

وفي أعنف رد إيراني على نتنياهو، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني أمس: "إذا کانت إسرائيل أو الكونغرس يرغبان في رؤية إسرائيل مقعدة فليجربا العمل العسكري، وسوف يلقيان ردا ساحقا وشاملا من القوات المسلحة الإيرانية"، واصفا خطاب نتنياهو بأنه "مسرحية سياسية تكشف حالة القلق التي أصابت الكيان الصهيوني المزيف".

خطاب نتنياهو

وكان نتنياهو وصف في خطابه أمام الكونغرس الذي استقبله بحفاوة بالغة الاتفاق الذي تتفاوض بشأنه واشنطن ووطهران بأنه سيئ جداً، مؤكداً أنه "لن يمنع ايران من الحصول على القنبلة الذرية بل سيمكنها من امتلاك السلاح النووي وانتاج منه الكثير".

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "الاتفاق سيتيح بقاء البرنامج النووي الايراني بدون تغيير. ستتمكن ايران من امتلاك السلاح الذري بسرعة فائقة. وخلال سنة فقط، بحسب التقديرات الاميركية".

ورأى ان "النظام الايراني يشكل تهديدا كبيرا لاسرائيل لكن ايضا للسلام في العالم باسره"، مضيفا ان طهران تسيطر على 4 دول عربية وتدعم الإرهاب، وانه لا فريق بين ايران التي تطلق على نفسها اسم "الجمهورية الإسلامية" وبين تنظيم "داعش" (الدولة الإسلامية) وان طهران والتنظيم يتنافسان على من سيحكم الامبراطورية الإسلامية.

وقال: "اذا كانت ايران تريد ان تعامل كدولة عادية، فعليها ان تتصرف كدولة عادية"، معتبرا ان اكبر خطر في الوقت الحالي هو "تزاوج الإرهاب مع السلاح النووي" مضيفا أن النظام الإيراني يزداد تصلبا وأن "الأدبيات التأسيسية لايران تعد بمواصلة الجهاد وهناك العديد من الدول تنهار في الشرق الاوسط". واضاف: "بينما يأمل كثيرون في انضمام ايران الى مجموعة الامم، الا انها تقوم بابتلاع عدة دول. يجب ان نكون متحدين لوقف المسيرة الرهيبة لايران".

وقال نتنياهو انه "قبل التفكير في تخفيف العقوبات، يجب ان يطلب العالم ثلاثة امور من ايران"، "اولا، وقف اعتداءاتها ضد الدول المجاورة لها في الشرق الاوسط، وثانيا وقف دعم الارهاب في العالم، وثالثا وقف تهديداتها بالقضاء على بلدي، اسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة".

وتابع رئيس الوزراء الاسرائليي: "اصدقائي، لقد قلنا على مدى اكثر من سنة ان الأفضل عدم توقيع اتفاق على توقيع اتفاق سيئ. انه اتفاق سيئ والعالم سيكون افضل حالا بدونه".

واضاف: "الآن يقال ان البديل الوحيد لهذا الاتفاق السيئ هو الحرب. هذا امر خاطىء. البديل هو اتفاق افضل". ورأى أن "الطريق" التي تسلكها الولايات المتحدة حاليا "ستؤدي الى امتلاك ايران السلاح النووي".

رد أوباما

وفي وقت اعتبرت رئيسة الأغلبية الديمقراطية نانسي بيلوسي ان خطاب نتنياهو يسخر من ذكاء الولايات المتحدة، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه "لا جديد" في الخطاب. انه لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق حول الملف النووي الايراني.

وقال أوباما من البيت الابيض ان نتنياهو "لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق. لم نتوصل الى اتفاق بعد. لكن اذا نجحنا فسيكون ذلك افضل اتفاق ممكن مع ايران لمنعها من امتلاك سلاح نووي"، وتابع: "من المهم ان يبقى تركيزنا على هذه المشكلة. والسؤال الرئيسي هو كيف بامكاننا منعهم من الحصول على سلاح نووي"، مضيفا انه لم يشاهد خطاب نتنياهو بل اكتفى بقراءته.

رد على رد

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس رد اوباما على خطابه، وقال بعد وصوله الى اسرائيل عائدا من واشنطن انه قدم "بديلا عمليا سيفرض قيودا اكثر صرامة على البرنامج النووي الايراني مما سيمدد لسنوات الفترة التي تحتاجها لتحقيق اختراق" في برنامجها النووي.

واضاف: "دعوت ايضا مجموعة 5+1 (القوى الدولية التي تفاوض ايران) للاصرار على اتفاق يربط رفع العقوبات عن ايران بوقف دعمها للارهاب في العالم وهجومها على الدول المجاورة ودعواتها لتدمير اسرائيل".

ولفت نتنياهو الى أنه تلقى "ردودا مشجعة من الديمقراطيين والجمهوريين" بعد خطابه امام الكونغرس موضحا "انهم فهموا ان الاقتراح الحالي سيؤدي الى اتفاق سيئ وان البديل هو اتفاق افضل". وقاطع 50 عضوا ديمقراطيا في الكونغرس فقط خطاب نتنياهو.

القدس، واشنطن، جنيف، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ

back to top