«بيت الكتاب الدولي} في بيروت... حيث تلتقي الثقافات
دعا {بيت الكتّاب الدولي} إلى لقاءاته الأدبية الأولى في بيروت تحت عنوان {كتّاب بين ثقافتين}، وذلك بين 3 و11 أكتوبر الجاري. يرمي المشروع إلى تنظيم لقاء سنوي بين الجمهور اللبناني وأدباء عالميين حول الأعمال الأدبية التي تجمع بين ثقافتين. وستعقد لقاءات الكتاب في إطار طاولة مستديرة يديرها نقاد أدبيون ومهنيون وصحافيون لبنانيون وأجانب، وذلك في صالة مفتوحة للعموم. كذلك سيستهدف الحدث الأشخاص المعنيين بالثقافة عموماً وبالأدب تحديداً .
يعقد {بيت الكتاب الدولي في بيروت} لقاءات حول موضوع {كتّاب بين ثقافتين}. على مدى أربعة أيام سيناقش الحضور ستة كتب خلال ست جلسات مدة الواحدة منها ساعة ونصف الساعة، بحضور نحو 400 شخص.كذلك، ستصدر مجلة أدبية تباع طوال مدة اللقاءات، إلى جانب كتب الكتاب المدعوين في زاوية مخصصة لذلك في موقع الحدث.
نشأ مشروع {بيت الكتّاب الدّولي في بيروت} لعدم وجود أي بنية أو منتدى في لبنان يجمع كتاباً من لغات مختلفة وثقافات متباينة، أو أي مكان للتفكير في الإبداع الأدبي الحالي، وذلك خلافاً لكثير من البلدان والمدن في العالم، رغم أن بيروت تمثل اليوم مدينة التعددية الثقافية واللغوية، حيث يشكل الإبداع الأدبي النشط مع بقية الممارسات الفنية الأخرى مثالاً مميزاً للمنطقة والعالم. ولسد هذه الثغرة، جاء بيت الكتاب الدولي كبنية متخصصة في دراسة العلاقات بين المجالات الثقافية العالمية المختلفة، ظاهرة الأعمال الفنية المتنقلة، مواضيع الأدبيات الدولية وأعمال أدباء الأقليات والمهاجرين وعلاقتهم بالبلد الذي يستضيفهم.يهدف البيت إلى تشكيل فسحة يلتقي فيها الكتاب ويضعون فيها أعمالهم الأدبية ويجرون الأبحاث في بيروت. وترمي هذه الفسحة إلى إبراز جوانب المدينة نفسها: أي تقاطع الثقافات، مرفأ انطلاق كثير من المهاجرين، عاصمة متعددة اللغات لمختلف الثقافات والأقليات. صُممت هذه البنية الجديدة لتعزيز التفكير والنقاش حول الأدب المنبثق من عالمين، أدب الهجرة، وأدب الجيلين الثاني والثالث للمهاجرين، والأدب الذي يتغذى فيه الخيال من بلد المنشأ (إن كان خيالا أم لا).أدب الهجرةأحد أهداف البيت الترويج للأبحاث الأكاديمية حول مواضيع أدب الهجرة، والأدب {الأوروفوني} – وهو الأدب المكتوب باللغات الأوروبية خارج البلدان الأوروبية، وأدب الحداثة. ستعقد هذه الاجتماعات الأكاديمية مرة كل سنتين.في بدء المشروع، ستعقد الاجتماعات السنوية في الأماكن التي تستخدم عادة لإحياء الفعاليات الثقافية كالمدرجات والقاعات والمسارح. لكن يأمل بيت الكتاب الدولي في بيروت، في مرحلة لاحقة، العثور على قاعة دائمة والحصول على تمويل لتأمينها. ستنظم ورش الأعمال والاجتماعات الأكاديمية في جامعات بيروت، لا سيما أن البيت ينتمي إلى شبكة من بيوت الكتاب الدولية المماثلة، وسيعمل بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وأكاديمية متخصصة في الأبحاث حول الأدب المعاصر، ومع مؤسسات ثقافية في لبنان.ويحظى بيت الكتّاب الدّولي في بيروت بدعم المعهد الفرنسي، معهد سرفنتس، السفارات السويسرية والكندية في لبنان، بيت الكتّاب الأجانب والمترجمين في سانت نازير(MEET) ، بيت روسو والأدب في جنيف(MRL) ، وبيت الكتّاب والأدب في باريس (MEL)، دار لاماريل في مرسيليا (La Marelle)، بيت جوليان غراك (JulienGracq).مناقشات تتناول المناقشات والمناظرات التي ستشكل الأنشطة السنوية الأساسية لبيت الكتاب الدولي في بيروت المواضيع التالية:- أدب {العالم الجديد {في حواره مع أدب {العالم القديم». ويجري هذا الحوار بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط من جهة، والقارات الأميركية وأستراليا من جهة أخرى، كذلك يجري بين أوروبا والبحر المتوسط من جهة والشرق الأقصى باعتباره أرضا جديدة لنمو الأدب الحديث، من جهة أخرى.- الأعمال الأدبية المزدهرة في الثقافات المتعددة اللغات.- الأعمال الأدبية للأقليات.- الأعمال الأدبية للمهاجرين والجاليات، والعلاقة التي تربط بين الكتّاب المهاجرين والأدب في البلد الذي احتضنهم.مكانة الأدبتعود أهمية مشروع بيت الكتاب الدولي في بيروت إلى المكانة المميزة التي يشغلها الأدب على الساحة الثقافية اللبنانية، وإلى الأهمية التي تتخذها، في هذا السياق، الأحداث التي تدور حول الكتاب. فلطالما كان لبنان محور النشر في العالم العربي والمشرق، إذ وصل عدد دور النشر العاملة إلى 177 في 2010 («صناعة الكتب في لبنان»، بإدارة كمال حمدان، مؤسسة البحوث والاستشارات، 2010). وتخصص %12.5 من الكتب المنشورة للأدب (الرواية والشعر)، في حين أن %30.9 من السكان يقرأون كتابين في الشهر على الأقل.إضافة إلى أن معارض الكتاب التي تنظّم في لبنان تعكس اهتمام الجمهور بالكتاب: فمعرض الكتاب الفرنكفوني يحل في المرتبة الثالثة في العالم الفرنكفوني بعد باريس ومونتريال، إذ وصل عدد الزوار إلى 100 ألف في 2005 ، وهو الحد الأقصى للزوار إلى المعرض الذي شهد زيادة مطردة منذ تأسيسه في 1992. ولم يمنع إلغاء المعرض مرتين لأسباب أمنية في 2006 و2007 ارتفاع أعداد الزوار مجدداً بعد استئنافه (75 ألف زائر في 2010).أما بالنسبة إلى معرض الكتاب العربي الدولي الذي يقام سنوياً منذ 1956، فلطالما استقبل عدداً كبيراً من الزوار. في 2009 بلغ عدد الزوار 350 ألفاً (لوريان ليتيرار l’Orient Littéraire، يناير 2010)، ونحو 255 ستانداً لدور نشر لبنانية وعربية.