بتاريخ 12/ 2/ 1979 قامت ثورة الخميني في إيران، وسقط حكم الشاه، وبدأ نظام حكم جديد مختلف تماما عن السابق أطلق عليه نظام الملالي أو حكم آيات الله أو نظام ولاية الفقيه، وأياً كانت التسمية، فمن من المؤكد في اعتقادي أن العقيدة الإيرانية ترتكز على إعادة "مجد الإمبراطورية الفارسية" التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ منذ أكثر من 2500 عام، ومن باب الذكر فقط ففي عام 1976 قررت الحكومة الإيرانية في ذلك الوقت استبدال التقويم الهجري إلى سنة اعتلاء سايروس العرش الفارسي أي من عام 1395 هجري إلى عام 2535 ملكي فارسي، ولكن ذلك لم يستمر طويلا.

Ad

في الدولة الإيرانية لا يهم الأشخاص أو شكل النظام بقدر أهمية الدولة وسيادتها والاعتزاز بتاريخها وأمجادها التي كانت في فترة من التاريخ تشكل نصف العالم المعروف في ذلك الوقت، وأكثرها شهرة وقوة، وكانت مصدر تهديد للإمبراطورية الرومانية.

في إيران الشاه لعب النظام دور شرطي الخليج، وقام باحتلال ثلاث جزر عربية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى، ثم جاء نظام الخميني ليتبنى مبدأ "تصدير الثورة" الذي يؤدي بالضرورة إلى الأهداف نفسها التي تبناها نظام الشاه، وهي السيطرة على دول الخليج وبعض الدول المحيطة، ولعل "لبنان" الشقيق أول ضحايا هذا المبدأ، وغدا اليوم لا يستطيع اختيار رئيس للجمهورية اللبنانية إلا بموافقة طهران.

من أساسيات العقيدة الإيرانية الوقوف في نقطة ما، ثم تحديد الهدف والسعي إلى تحقيقه مهما استغرق ذلك من وقت النظام الحاكم أو شكله مع استغلال الظروف المناسبة، فالبرنامج النووي الإيراني الذي تم إطلاقه والبدء به أثناء حكم الشاه، ومن خلاله أجبرت إيران دول العالم وعلى رأسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى إلى كسب صداقتها وتنفيذ بعض شروطها، على الجلوس معها على طاولة مفاوضات استمرت على مدى سنين رغم مقدار الصداع الذي يسببه هذا البرنامج المحاط بسرية مطلقة، حتى الأقمار الصناعية المسلطة فوقه لم تستطع سبر أسراره.  وللأسف يحدث هذا في الوقت الذي انشغل فيه عالمنا العربي بصراعات أدت إلى تفتيت بعض الدول العربية، وإعلام ما زال يدير أسطوانة مشروخة عن اتهام إيران بالتدخل بالشأن العربي الذي لا تنكره بل تفخر وتتباهى به، فالقرارات المصيرية التي تتعلق بالدول العربية يتم اتخاذها في طهران، وإعلامنا يكثف من البرامج السياسية الحوارية التي أعادت إحياء "إعلام" أحمد سعيد والصحاف وهيكل ومحمد عروق وأكاذيب تكشفها حقائق... ولك الله يا  أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

رحمك الله يا «توماس أديسون»

هو الابن السابع لعائلة هولندية الأصل، هاجرت إلى أميركا، وهو مخترع المصباح الكهربائي إضافة إلى حصوله على "1093" براءة اختراع أثرت بشكل مباشر على البشرية بأسرها، منها الأشعة السينية وآلة التصوير السينمائي والبطارية الكهربائية وغيرها، كم تذكرنا هذا المخترع الجبار، وانهالت عليه الرحمات عندما غاصت بعض مناطق الكويت قبل أسابيع في ظلام دامس، فبدأت الشوارع والأسواق والمنازل موحشة تحيط بها رهبة غامضة، ولكن في ذلك الظلام الدامس تشع بعض النقاط المضيئة التي تسجل لكل جهات الدولة، وصولا لكل مواطن ومقيم، فخلال انقطاع الكهرباء لم تسجل جرائم أو عمليات نهب وسلب، كما يحدث في الكثير من دول العالم، كما أن التمكن من إعادة التيار خلال ساعات قليلة يعتبر إنجازا يسجل لوزير الكهرباء وجميع العاملين في الوزارة، فكل الشكر والتقدير للجميع.