ما أشبه اليوم بالأمس
تعلّقت منذ سنوات بلقاءٍ شاهدته من خلال التلفاز مرة واحدة ومرات عديدة من موقع «اليوتيوب» الشهير، وهو لقاء للشاعرة سعاد الصباح أعدّته وقدمته روان الضامن، وكان ضمن اللقاء عرض أمسية قديمة أقامتها الشاعرة في نادي الخريجين في بيروت، وكان من بين الحضور، تتابع بكامل اندماجها، الفنانة ماجدة الرومي.منذ سنوات وهذه اللقطة ترافق خيالي، نساء من الزمن الجميل اجتمعن معاً في تلك الأمسية على حب الشعر وحب السلام والتفاني لأجلهما، وأعادت الحياة هذه اللقطة، ولكن هذه المرة في واقعي تحديداً في الثامن من يناير 2015، حيث التقيتا مرة أخرى في مهرجان هلا فبراير، إذ تم من خلاله تكريم الشاعرة -لتاريخها الحافل بالإنجازات- التي تنبض وفاء وشفافية وأصالة نابعة من عينيها، ومن جانب آخر إحياء حفل أقامته الفنانة ماجدة بعد غياب 17 عاماً عن الكويت.
في الصف الثاني تحديداً أجلس بهدوء شديد رافضة التواصل مع العالم إلا معهما، وقتها تسلل داخلي كمية من الفرح لا تقاس، الفرح الذي لم أعرف حينئذ هو متوجه لمن فيهما؟ وأيهما أكبر؟ فكلتاهما منذ طفولتي أرافق مسيرتها، لكن أبى القلب أن ينحاز إلى أحدهما عن الآخر، بل انقسم إلى نصفين لكل منهما حاملاً التقدير والمودة، وابتهج القلب وصفق وتمايل مع كل كلمة عذبة خرجت من الفنانة الرومي إلى الشاعرة والعكس، وكأن لا أحد معهما في صالة الحفل فأصبحنا -نحن الجمهور- نسمع لهما بإنصات مهيب تاركين لهما مساحة الحرية.في نهاية الحديث، حضور الشاعرة أقرب ما يكون رداً لجميل الرومي، لحضورها أمسية الشاعرة في بيروت منذ سنوات طويلة وغنائها قصيدة «كن صديقي»، وباقة الورد من الرومي في الحفل وغناء قصيدة الشاعرة «كن صديقي» أشبه ما يكون رداً لوفاء هذه الشاعرة المميزة. أوثق هذه اللحظات التي تعتبر جزءاً جميلاً من شعور أحملهُ منذ طفولتي لهما.