تساؤلات عراقية بشأن «الهجوم الوشيك» على «داعش»

نشر في 10-02-2015 | 00:08
آخر تحديث 10-02-2015 | 00:08
No Image Caption
«العملية الواسعة» لن تكون نهائية وحسم واشنطن ينتظر التسوية السنية - الشيعية
من العاصمة الأردنية الموجوعة بإحراق طيارها معاذ الكساسبة، يستخدم الجنرال الأميركي جون آلن تعبير «عملية وشيكة في العراق» لاستعادة المدن التي سيطر عليها تنظيم داعش الصيف الماضي، دون أن يثير حماساً كبيراً لدى الأوساط السياسية في بغداد، التي تعلم جيداً ما تواجهه «عملية واسعة خلال أسابيع»، من صعوبات في التنفيذ، ما دام الائتلاف الدولي المُشكَّل من 60 دولة، بقي يُقصِر إسناده على الطلعات الجوية والتدريب والتسليح البطيء.

ويعلق بعض الساسة السُّنة على ذلك، بأن آلن، وهو ممثل واشنطن في الملف الحربي العراقي، يندفع بلوعة لمسها في الأردن تطلب الانتقام من «داعش»، وأيضاً بالمحادثات التي أجراها وفد الأنبار في الولايات المتحدة نهاية الشهر الماضي، ويقال إنها أسفرت عن اتفاقات جيدة ستضمن مشاركة آلاف المتطوعين السُّنة في أي عمل بري واسع لطرد «داعش» من الأنبار ونينوى.

لكن المراقبين يعودون إلى التذكير بأن واشنطن تنفي وجود خطة سريعة لدحر «داعش»، وتتحدث دوماً عن «سنوات»، ولذلك فإن أي عملية برية واسعة، لن تعني عملية نهائية. وهذا «الوقت الطويل» الذي تحرص واشنطن على التمسك به، يفسره العارفون بأن «البنتاغون» لا يدير غرفة عمليات عسكرية لطرد متشددين فقط، بل غرفة سياسية تريد أن تصوغ مفهوم الأمن والإدارة في المناطق السنية العراقية التي يراد إخراج «داعش» منها، ولذلك فلا أحد سيتورط في طرد التنظيم قبل حسم تسوية بين الشيعة والسنة للصلاحيات الإدارية والأمنية، وكيفية تقاسمها بين بغداد ومراكز القوى في الأنبار ونينوى.

ولا يمكن للجيش العراقي الضعيف حالياً أن يعمل بدون إسناد من الميليشيات الشيعية والبيشمركة، لكن القوى السنية تحذر من أن تتورط هذه الأطراف بمفردها في اقتحام نينوى، خصوصاً، أن هذا سيسمح لـ»داعش» بحشد جمهور واسع يخشى من «احتلال شيعي وكردي» للموصل.

ولذلك، تنخرط واشنطن في جهود حثيثة لضمان وجود شريك سني محلي لهذه القوات، يتشكل من متطوعين سنة، أشار الجنرال آلن إلى أنهم يخضعون للتدريب في أربعة معسكرات، انتظاراً لتسليحهم.

ويقول السُّنة إنهم لن يساهموا بقوة كبيرة، إلا إذا أعلن الشيعة عبر مناقشة برلمانية حساسة تبدأ الثلاثاء، استعدادهم للتصالح والعفو عن آلاف البعثيين، عسكريين ومدنيين، تعرضوا لاجتثاث متواصل منذ 11 عاماً، كي يشتركوا في إعادة ترتيب وضع المنطقة السنية. كما تتضمن التسوية المطلوبة اعترافاً بحق السُّنة في امتلاك قوات للدفاع الذاتي تحت مسمى الحرس الوطني، وهي أمور لا تزال تقلق الشيعة ومن ورائهم طهران.

ويرى مراقبون أن تحديد أميركا لتاريخ مبدئي للعملية البرية، يمكن أن يضغط على السُّنة والشيعة، كي يتوصلوا إلى تفاهم في البرلمان بهذا الشأن، مستفيدين من الخطر المشترك الذي يمثله بقاء تنظيم «داعش».

back to top